وُري الثرى جثمان العلامة محمد الطاهر آيت علجت، ظهر اليوم الأربعاء بمقبرة “عيسات إيدير” ببني مسوس بالعاصمة، بحضور جمع غفير من المشيعين جاءوا من مختلف مناطق الوطن.
وحضر مراسم تشييع جنازة الفقيد، الوزير الأول، أيمن بن عبد الرحمان، ومستشار رئيس الجمهورية، وأضاء من الحكومة على غرار وزير الشؤون الدينية والأوقاف، يوسف بلمهدي ووزير المجاهدين، العيد ربيقة ووزير الاتصال، محمد بوسليماني، إلى جانب الأمين العام لوزارة الدفاع الوطني، وعميد جامع الجزائر الشيخ محمد المأمون القاسمي الحسني، وإطارات سامية في الدولة.
كما شهدت الجنازة مشاركة الآلاف ممن درسوا على يد فقيد الجزائر ليشيعوا الشيخ إلى مثواه الأخير.
وكان الشيخ العلامة محمد الطاهر آيت علجت قد انتقل إلى رحمة الله، ليلة الثلاثاء إلى الأربعاء، عن عمر ناهز 106 أعوام، بعد عمر أفناه في معركتي تحرير الوطن وتحصيل العلم وتبليغه.
ويعد الفقيد من مواليد بلدية تمقرة، دائرة أقبو بولاية بجاية سنة 1917، وقد حفظ القرآن الكريم بزاوية جده الشيخ سيدي يحيى العيدلي أين تلقى المبادئ الأولى لعلوم الأدب واللغة العربية، لينتقل بعدها إلى زاوية الشيخ بلحملاوي بوادي العثمانية بنواحي قسنطينة، أين درس مختلف العلوم الشرعية من فقه ولغة، إضافة إلى الحساب والفلك وكذا العلوم الإنسانية كالتاريخ والجغرافيا.
وشارك الفقيد في ثورة التحرير هو وسائر طلبة زاوية سيدي يحيى العيدلي الذين التحقوا كلهم بركب الكفاح، بعد أن فجر المحتل الفرنسي زاويتهم سنة 1956.
وفي أواخر سنة 1957، سافر بإشارة من العقيد عميروش إلى تونس، لينتقل بعدها إلى طرابلس الليبية، أين عين عضوا في مكتب جبهة التحرير الوطني هناك.
وعقب الاستقلال، عاد المرحوم الشيخ آيت علجت إلى وطنه، حيث عين أستاذا بثانوية عقبة بن نافع بالجزائر العاصمة وثانوية عمارة رشيد ببن عكنون إلى أن أحيل على التقاعد سنة 1978.
وبناء على طلب من وزارة الشؤون الدينية، عاد الفقيد إلى نشاطه المسجدي ليمارس دروس الوعظ والإرشاد وخطابة الجمعة بمسجد الغزالي بحي حيدرة ومسجد دار الأرقم.
تخرج على يدي المرحوم آيت علجت العديد من الطلبة المتمكنين الذين تصدروا المشهد الفكري والديني في الجزائر، كما خلف العديد من المؤلفات، من بينها كتاب على شكل مذكرات يروي سيرته الذاتية وتاريخ الثورة الجزائرية وتقييمه للأحداث وتسجيل صوتي لشرحه لرسالة ابن أبي زيد القيرواني ومختارات سلسلة شرح الموطأ.