في خضم الأزمات المتزايدة التي تضرب ولاية كاليفورنيا، يشكل غياب الشفافية من قبل الساسة الديمقراطيين تساؤلات حول كيفية تعاملهم مع هذه التحديات. وفي مقال نشره على موقع فوكس نيوز، يتناول ديفيد ماركوس تصرفات العديد من المسؤولين الديمقراطيين، بدءًا من عمدة لوس أنجلوس كارين باس وصولًا إلى الحاكم جافين نيوسوم، الذين اختاروا تجنب الإجابة على أسئلة مشروعة وحاسمة في وقت تتصاعد فيه الأزمات. ويشير ماركوس إلى أن هذا التجاهل يأتي في وقت حساس للغاية، حيث تشتعل الحرائق في كاليفورنيا، ويزداد الغضب العام، مما يعمق شعور السكان بعدم الثقة في قادتهم.
خلص ديفيد ماركوس في مقال له على موقع فوكس نيوز إلى أن الساسة الديمقراطيين اقتنعوا على مر السنين بأنه لا حاجة للإجابة على أي أسئلة غير ودية، وفي ظل الحرائق المأساوية التي تجتاح كاليفورنيا، أصبح هذا التوجه مصدرًا لغضب مبرر.
تُعد عمدة لوس أنجلوس، كارين باس، أحدث مثال على الديمقراطيين الذين يتظاهرون بالجهل عندما يواجهون أسئلة مشروعة. فبعد أن قطعت رحلتها إلى غانا، اختارت الصمت عندما سُئلت عما إذا كان يجب عليها أن تكون في المدينة التي تقودها بدلاً من السفر إلى الخارج.
وفي وقت لاحق، عقدت باس مؤتمراً صحفياً كان من المفترض أن يكون فرصة للإجابة على أسئلة الصحفيين، لكنها استخدمته مرة أخرى للتأكيد على أنه ليس الوقت المناسب للتشكيك في قيادتها. وعلى نفس المنوال، يشير مقال فوكس نيوز إلى أن رئيس الجمعية التشريعية لولاية كاليفورنيا، روبرت ريفاس، الذي يُعد من أبرز المؤيدين لاستخدام موارد الولاية لمقاومة أجندة ترامب، عقد مؤتمراً صحفياً بينما كانت الحرائق مشتعلة. وعندما سُئل عن توقيت عقد جلسة تشريعية خاصة لتخصيص الأموال لمكافحة ترامب، تلعثم وتردد في الإجابة، وكأنّه كان يحاول التهرب من السؤال، مما قد يدفع بعض الصحفيين إلى القول: “فقط أجب يا رجل!”. بدلاً من ذلك، أجاب بتردد قائلاً: “آه… هذه الحرائق التاريخية… آه…”، دون محاولة حقيقية للإجابة على السؤال.
عاد مقال ماركوس إلى يوم الجمعة، عندما سُئل الحاكم جافين نيوسوم عن الحرائق، ولكن ليس من وسائل الإعلام هذه المرة، بل من إحدى سكان كاليفورنيا التي احترقت مدرسة ابنتها للتو. وأجاب نيوسوم قائلاً: “أنا أتحدث حرفياً مع الرئيس الآن للإجابة على سؤالك حول ما يمكننا فعله من أجل كِ وبرتكِ”. مع العلم أن نيوسوم كان قد خفض ميزانية ولاية كاليفورنيا لمكافحة الحرائق بمقدار 100 مليون دولار قبل أشهر فقط.
وعندما طلبت السيدة من الحاكم وضع المكالمة على مكبر الصوت، قال إنه لا توجد خدمة هاتفية جيدة، وكان يتجول محاولًا العثور على إشارة. الحاكم الذي كانت ولايته مشتعلة كان يلوح بهاتفه في الهواء كما لو كان مراهقًا غاضبًا يحاول تحميل صورة على إنستغرام.
يقول ماركوس إنه إذا لم يكن هذا مثالًا على الفشل التام في الاستجابة من قبل الساسة الديمقراطيين في كاليفورنيا، فلا أدري ماذا يمكن أن يكون. أما فيما يتعلق بالرئيس السابق جو بايدن، يتساءل الكاتب: من أين تعلمت كل من باس وريفاس ونيوسوم أنه لا يُتوقع منهم الإجابة على الأسئلة؟
لا يرفض بايدن الإجابة على الأسئلة فحسب، بل يهاجم الصحفيين لفظيًا بشكل منتظم. ثم هناك نائبة الرئيس كامالا هاريس، التي خاضت سباق الرئاسة لكنها أجرت عددًا أقل من المقابلات مقارنةً بالفائز في مسابقة نحت الجليد في معرض ولاية مينيسوتا. هؤلاء الديمقراطيون، كما يقول الكاتب، يظهرون جديتهم بشكل مبالغ فيه مثل شخصية الرقيب شولتز في فيلم “أبطال هوجان”، إذ يرددون: “لا أعرف شيئًا!”، في حين تقبل وسائل الإعلام هذا وكأنه حكمة بليغة.
ربما يجب على أعضاء حزب جيفرسون وجاكسون، كما يشير كاتب المقال، أن يدركوا أنهم يفقدون ثقة الناس بسرعة، وذلك لأنهم يصرون على مواقفهم ويتجنبون تقديم إجابات شافية، بينما يقيم دونالد ترامب مؤتمرات صحفية تستمر لساعات، يجيب فيها على جميع الأسئلة الموجهة إليه.
وتساءل الكاتب: متى، إذن، سيكون الوقت المناسب لطرح أسئلة عن القيادة الفاشلة في كاليفورنيا؟ هل عندما تخرج الحرائق عن السيطرة؟ في الواقع، لن يكون هناك وقت مناسب أبدًا لهؤلاء المتعجرفين للإجابة على الأسئلة؛ فهم فوق الأحداث وفوق البشر.
وفي الختام، يقول الكاتب إن شعب كاليفورنيا والشعب الأمريكي يستحقون قادة يتحدثون بصراحة مع ناخبيهم، ويشرحون لهم بوضوح وشفافية ما تفعله حكومتهم. لكن الديمقراطيين لا يريدون ذلك؛ بل يسعون وراء السلطة المطلقة التي لا تقبل النقاش. ما لم يدركوه بعد هو أن هذا هو السبب وراء سلسلة الهزائم التي يواجهونها، والتي ستستمر في المستقبل.