أصبح الكيان “الإسرائيلي” الغاصب نموذجًا في الإجرام والإرهاب الدّولي من خلال ما يقترفه من تنكيل وإبادة في حقّ الشّعب الفلسطيني منذ عام 1948 وقد أخلّ بالميزان الإقليمي في المنطقة العربية وخاصّة بعد سياسات التّطبيع المتتالية في المنطقة، والذي جعل الاتفاقية الخاصّة بالدّفاع العربي المشترك مجردة من تنفيذها على الواقع الفلسطيني، وكذلك مخرجات محكمة العدل الدّولية ومجلس الأمن، التي تتزايد فيه الآلة العسكرية الصّهيونية في إتلاف وضرب عرض الحائط ميثاق هيئة الأمم المتّحدة، رغم كلّ التّصريحات الصادرة عن أمينها العام غوتيريش، فقد أصبحت العقيدة العسكرية الصّهيونية تُكيِّف من أدوات الإبادة عبر الذّكاء الاصطناعي.
تقدّم “إسرائيل” اليوم نهجاً عمليًا لطرق التّفاعل بين التقدّم التّكنولوجي والعلاقات الدّولية وحقوق الإنسان، إذ تعتمد في صناعة الأمن على علاقتها الوثيقة مع “جيش الدّفاع الإسرائيلي” لتعزيز عمليات البحث والتّطوير والتّنفيذ لكلّ ما يستجدّ من تقنيات.
وهذا الأمر يساعدها على إدامة الاحتلال وإعادة تشكيل رؤيتها لطرق إدارتها للحرب، لا سيما من خلال استخدامها للطّائرات بدون طيار، أو المركبات الجوية الآلية، حيث تعتبر طائرة النّسر الذهبي الآلية، خفيفة الوزن وغير المكلفة اقتصادياً، مثالًا على الأسلحة “الإسرائيلية” المعزّزة بالذّكاء الاصطناعي، حيث تستخدم هذا النوع من الطّائرات الآلية تقنيات الذّكاء الاصطناعي في التصويب على الأهداف الثّابتة والمتحرّكة، وهذه ليست المرّة الأولى التي يستعمل فيها جيش الكيان الصّهيوني المجرم الذّكاء الاصطناعي، بل شنّ الجيش الإسرائيلي في عام 2021، بما وصفه بحرب الذّكاء الاصطناعي الأولى في العالم.
إنّ استخدام الاحتلال الإسرائيلي لتقنيات الذّكاء الاصطناعي له عواقب الاعتماد على الجهود الفردية لكلّ دولة في تنظيم التّقنيات الجديدة وحماية حقوق الإنسان، وهذا الافتقار إلى مبادئ إرشادية وأطر أخلاقية وقانونية دولية من شأنه أن يقوّي شوكة الظّاهرة الإرهابية في العالم.
وقد كان للاتحاد الأوروبي السّبق فيما يتعلّق باستخدام تقنيات الذّكاء الاصطناعي الدّولية، كما يتّضح من قانون تنظيم الذّكاء الاصطناعي الذي اقترحته المفوضية الأوروبية في 2021. لكن كان الاهتمام الأكبر لتخفيف الأضرار الفردية النّاجمة عن استخدام الذّكاء الاصطناعي، دون معالجة المخاطر العامّة التي قد تتسبّب فيها هذه التّقنية الحديثة.
ويعمل الكيان الصهيوني على تكثيف استخدام سلاح الطيران المسيّر، الذي جعل الهجمات من الجو أسهل وأقل تكلفة، كما لجأ الجيش “الإسرائيلي” إلى طائرات مسيّرة تستخدم تقنيات الذّكاء الاصطناعي لإعداد خريطة الأنفاق التي تشير تقديرات غربية إلى أنّها تمتدّ على مسافة أكثر من 500 كيلومتر، حيث كانت لتقنيات الذّكاء الاصطناعي دورًا في عمليات القتل المتهوّرة وغير الدّقيقة، والتّدمير المتفشي، وآلاف الضحايا المدنيين.
إنّ استخدام “إسرائيل” لنظام الذّكاء الاصطناعي المسمّى “لافندر”، الذي سمح للمسؤولين العسكريين “الإسرائيليين” بقتل أعداد كبيرة من المدنيين الفلسطينيين، وأصبحت قرارات الحياة أو الموت بحسابات تجريها الخوارزميات، من خلال ما يقترفه الكيان الصهيوني من تطهير عرقي يومي منذ 2021 إلى 7 أكتوبر 2023 وآلة الإبادة مستمرّة من خلال استعمالها الذّكاء الاصطناعي.