أعلنت خلية الإعلام الأمني في العراق، اليوم الأربعاء، إلقاء القبض على 28 شخصا بتهمة إثارة الفتن والإساءة للرموز الدينية في مناطق متفرقة من البلاد، وذلك بعد ساعات من صدور مذكرة توقيف بحق رجل الدين الشيعي المعروف محمود الصرخي.
وذكرت الخلية، في بيان، أنه “بينما ينعم أبناء الشعب العراقي بأجواء الأمان والإيمان خلال شهر رمضان المبارك، حاولت جماعة تحمل فكر متطرف نشر الفتنة والإساءة للرموز الدينية والمراقد المشرفة”.
وأضافت ان “وكالة الاستخبارات والتحقيقات الاتحادية في وزارة الداخلية استنفرت جهودها لمتابعة عناصر هذه الحركة المتطرفة، وتمكنت من إلقاء القبض على 28 متهما في محافظات البصرة، ميسان، كربلاء المقدسة، الديوانية، بغداد، بابل”، لافتة إلى أنه “اتخذت بحق الملقى القبض عليهم الإجراءات القانونية اللازمة لإكمال أوراقهم التحقيقية”.
وأصدرت محكمة تحقيق العمارة جنوبي العراق، في وقت سابق اليوم، مذكرة قبض بحق رجل الدين الشيعي محمود عبد الرضا محمد الملقب بمحمود الصرخي.
وذكر المركز الإعلامي لمجلس القضاء الأعلى في العراق ببيان، أن “المحكمة أصدرت مذكرة القبض وفق أحكام المادة (372) عقوبات التي تنص على معاقبة من يعتدي بأحد الطرق العلانية على معتقد لإحدى الطوائف الدينية أو حقّر من شعائرها”.
والصرخي له مناصرون في محافظات جنوب العراق، وهو من تلاميذ المرجع الديني محمد محمد صادق الصدر، الذي اغتيل هو ونجلاه في نهاية تسعينيات القرن المنصرم في مدينة النجف، ويُعد الصرخي من المراجع الشيعية المثيرين للجدل، ومعروف بآرائه المنتقدة للأحزاب التي حكمت العراق بعد عام 2003، ولديه مواقف رافضة للمرجع الديني الأعلى في البلاد علي السيستاني.
وكان خطباء “صرخيون” قد دعوا خلال صلاة الجمعة الماضية إلى هدم مراقد آل بيت نبي الإسلام محمد بن عبد الله، مما أثار غضب الشارع الشيعي العراقي من بينهم رجل الدين الشيعي زعيم التيار الصدري في العراق مقتدى الصدر الذي دعا إلى عدم التغاضي عن انتشار العقائد الفاسدة في المجتمع العراقي، وذكر الصدر في بيان له، الاثنين، أنه “لا ينبغي التغاضي عما يحدث في المجتمع العراقي من انتشار العقائد الفاسدة من هنا وهناك”.
وأضاف: “إن بعض من ينتمون بالتقليد إلى الصرخي ولا أعلم بأنه على علم بذلك أم لا، ممن يحاولون إدخال بعض العقائد المنحرفة إلى المذهب الشريف والعقيدة الجعفرية وآخرها ما صدر من إمام جمعة لهم في محافظة بابل وذلك بالمطالبة بهدم القبور”.
وتابع الصدر: “من هنا فإني أنتظر من الصرخي التبرؤ من هذا المجرم.. خلال مدة أقصاها 3 أيام، وإلا فإنني أجد نفسي ملزما بالتعامل معهم ومع أمثاله بما يمليه عليّ ضميري وديني ومذهبي ووفقا للشرع والقانون والعرف الاجتماعي المعقول”، كما أقدم العشرات من الأشخاص على مهاجمة مساجد وحسينيات أتباع الصرخي في بغداد وعدد من المحافظات العراقية.