حرب التمويه.. فلسطينيون يقاومون برؤوس حليقة لحماية منفّذ عملية «شعفاط»

في العام 1936 ـ وإبان الثورة الفلسطينية ـ استخدم الشباب المقاومون زي الكوفية ـ على نطاق واسع ـ لتمويه قوات الانتداب البريطاني وتضليلها وكذا للتغطية على الثوار وتسهيل انسحابهم بأمان.

اليوم يعيد شباب مخيم شعفاط للاجئين ـ في القدس ـ إحياء أساليب حرب التمويه، لكنْ، ليس باستخدام الكوفية، بل بحلاقة الشعر (على درجة الصفر)، وذلك إثر إعلان قوات الاحتلال أن منفذ عملية شعفاط ـ منذ أكثر من أسبوع ـ أصلع الرأس.

ومع أن الشباب الذين حلقوا شعر رؤوسهم لم يعلنوا دوافعهم إلا أن حسابات إسرائيلية أرجعت سبب ذلك إلى رغبة أهل المخيم في حماية منفذ العملية، وكل هذا ترافق مع انتشار شعار “قاوم ولو بصلعتك”، على مواقع التواصل الاجتماعي، وقد أدى هذا التضامن الواسع في إطار التمويه إلى تعقيد عمليات البحث عن منفذ العملية وهو ما إربك الأوساط العسكرية والإعلامية الإسرائيلية.

وقد وصل عدد التفاعل مع عملية التمويه إلى نحو 2.5 مليون، بينما بلغ عدد التعليقات نحو 622 ألف تعليق أجمع أصحابها، على دعم الحركة التضامنية، وهذا إضافة إلى مشاركات وصل عددها إلى 324 ألفا، أما في ساعة الذروة فبلغت نسبة التفاعل نحو 1.5 مليون، بين مشاركة وتعليق.

وانتشرت مقاطع فيديو من داخل المخيم يظهر فيه عشرات الشبان وهم يقومون بحلق رؤوسهم، تضامنا مع الشاب المطارد من قبل سلطات الاحتلال التي تصف الشاب بأنه حليق الرأس، وقد أطلق النار على عدد من أفراد شرطة وجيش الاحتلال في الحاجز العسكري ـ بمدخل المخيم ـ ما أدى إلى مقتل مجندة وإصابة عنصري أمن.

ومنذ أسبوع وظفت حكومة الاحتلال شرطتها وجيشها في عمليات بحث واسعة وكثيفة عن الشاب، ولكنْ، دون جدوى، إذ لم يتم اعتقال الشاب، ما دفع سلطات الاحتلال إلى فرض حصار على عشرات آلاف الفلسطينيين في مخيم شعفاط وإحياء عناتا وراس خميس وراس شحادة وضاحية السلام ـ لمدة 5 أيام ـ في ذات العملية.

وتقول سلطات الاحتلال إنها تعتقد أن الشاب ـ مطلق النار ـ ما زال بالمخيم ولذلك تتواصل عمليات البحث عنه بكل الأساليب، بما في ذلك استخدام طائرة بدون طيار مثبّة عليها كاميرات تراقب المخيم والأحياء المجاورة على مدار الساعة.

ويقول الناشط المقدسي «حسن علقم»: أن “هذه المبادرة الشبابية انتشرت وتم تداولها بشكل واسع في كل إرجاء القدس”، مضيفا: أن “وسائل الإعلام العبرية تداولت هذه القضية وتحدثت عنها كثيرا وأنه في الساعات الأخيرة جرى تداول اسم «عدي التميمي» بكثرة للتغطية على اسمه”.

ورأى أن هذا التضامن الشعبي ساهم في تمكن «التميمي» من الاختباء لأكثر من أسبوع، موضحا أنه في الضفة الغربية يتم القبض على منفذي العمليات بساعات، وقال إن حلْق الشعر أداة من أدوات أهالي المخيم حتى تصبح عملية الاحتلال معقدة.

وأكد الكاتب الصحفي «ماهر عودة» أن المبادرة حالة نوعية جديدة، فالشعب الفلسطيني، يطوّر ـ منذ 70 عاما ـ أدوات مقاومته وتصدّيه للعدوان، مشيرا أن لدى الشعب الفلسطيني الكثير من الأدوات الإبداعية في الدفاع عن نفسه ومقاومة الاحتلال.

واستذكر المتحدث مسيرات العودة في غزة والبالونات الحارقة التي هي من الأدوات الإبداعية التي كلّفت الاحتلال خسائر اقتصادية، إضافة إلى الدواليب الحارقة التي كان لها تأثير على طائرات وقنّاصة الاحتلال، دون نسيان تمكّن ستّة أسرى من حفر نفق في سجن الجلبوع والخروج منه بواسطة أداة المعلقة.

وبدأت وسائل إعلام عبرية حملة تحريض واسعة النطاق على الشبان الفلسطينيين بعد إقدامهم على خطوة حلق شهر رؤوسهم (على درجة الصفر)، وقالت القناة العبرية 13: إن “نشر شباب في مخيم شعفاط ـ يوم السبت ـ مقاطع فيديو على شبكات التواصل الاجتماعي مثل «تيك توك» تظهرهم وهم يحلقون رؤوسهم على ما يبدو على غرار «عدي التميمي» الذي نفّذ العملية التي أودت بحياة مجنّدة قبل أن يفر من المكان ولا تزال عملية مطاردته جارية.

مراسلة صحيفة «إسرائيل هيوم» اليمينية «دانا بن شمعون» فكتبت على حسابها في «تويتر»: “في عمل استفزازي ولزيادة صعوبة العثور على الهارب «عدي التميمي» شباب في مخيم شعفاط يحلقون رؤوسهم”، وبدوره فإن مراسل القناة 14 العبرية «يوسي ايلي»، فقد كتب على حسابه: “إليكم مثالا عن سبب صعوبة العثور على عدي التميمي؛ الشباب في مخيم شعفاط حلقوا رؤوسهم بشكل جماعي من أجل التماهي معه حتى لا يجدوه”.

زكي أبو حلاوة - القدس المحتلة

زكي أبو حلاوة - القدس المحتلة

اقرأ أيضا

آخر الأخبار
مصر تُفنّد مزاعم استعدادها لتهجير نصف مليون فلسطيني إلى سيناء شركة "أزان إنيرجي" تصدر أول شحنة من الكوابل الكهربائية نحو الطوغو مؤرخ فرنسي يدعو إلى فتح الأرشيف بخ استخدمت أسلحة كيماوية في الجزائر 7 قتلى في حوادث المرور خلال يوم واحد نسبة جاهزية موزعات البريد الآلية بلغت 96 بالمائة عبر الوطن 10 بالمائة من الأوروبيين فقط يثقون بالولايات المتحدة لضمان أمنهم! سكن.. هذا موعد انطلاق أشغال إنجاز 196 مرفقا عموميا طقس.. هبوب رياح قوية على ولايات عدة أسعار النفط تتجه لتحقيق مكاسب أسبوعية "جريت وول موتورز" تستعد لإطلاق مركز تقني للتصديق والاعتماد في الجزائر ردًا على مجازر غزة.. المقاومة تستهدف عمق الاحتلال برشقات صاروخية وزير النقل يوجه بتوسعة مطار بجاية وتحسين ظروف استقبال المسافرين إطلاق شبكة 5G في الجزائر.. التحضيرات جارية وزارة التربية.. إجراءات صارمة ضد مقاطعة صب العلامات شركة صينية رائدة تعتزم إطلاق مصنع للسيارات وقطع الغيار في الجزائر انقلاب ناعم في الأفق.. هل وقّع زيلينسكي وثيقة النهاية؟ إطلاق تطبيق "تاكسي سايف" لتحسين خدمات سيارات الأجرة المحرقة قادمة.. آلة الحرب الصهيونية تستعد للانقضاض على غزة النيابة توجه تهمًا خطيرة له.. التماس 10 سنوات سجنًا نافذًا وغرامة مالية ضد صنصال هزة جديدة في المدية.. زلزال بقوة 4 درجات دون خسائر