حرب حقيقية تجري هذه الأيام في أوروبا، ليست بلغة الرصاص، ولكن سلاحهاالطاقة، والغاز على وجه التحديد يُشكّل وقودها الرئيسي، وأبطالها روسيا والجزائر وبعض دول أوروبا وأميكا التي تعتبر لاعبا أساسيا.
وفي الوقت الذي أعلنت شركة غازبروم الروسية إيقافَ توريد الغاز بشكل كامل إلى بلغاريا وبولند بعد رفضهما الدفعَ بالروبل هددت الجزائر، بفسخ عقد الغاز المبرم مع إسبانيا في حال قررت الأخيرة تغيير وجهة الغاز الجزائري المنصوص عليها في العقد.
ووسط هذه الإجراءات، قررت حكومة كوريا الجنوبية إعادة توجيه جزء من إمدادات الغاز الطبيعي المسال الموجهة لبلدها إلى الدول الأوروبية، على خلفية نقص الغاز هناك بسبب الوضع في أوكرانيا.
وزارة الطاقة والمناجم في الجزائر، أعلنت أمس الأربعاء في بيان نقله التلفزيون الرسمي، إن أي كمية من الغاز الجزائري المصدرة إلى إسبانيا تكون وجهتها غير تلك المنصوص عليها في العقود، ستعتبر إخلالا بالالتزامات التعاقدية وقد تفضي بالتالي إلى فسخ العقد الذي يربط شركة سوناطراك بزبائنها الإسبان.
وجاء ذلك بعد تلقي وزير الطاقة والمناجم، محمد عرقاب، اليوم، بريدا إلكترونيا من نظيرته الاسبانية، تيريزا ريبيرا تبلغه فيه بقرار إسبانيا القاضي بترخيص التدفق العكسي عبر أنبوب الغاز المغاربي-الأوروبي.
وكشفت صحيفة « إلموندو » الإسبانية نقلا عن مصادر حكومية، بأن الغاز الذي سيرسل إلى المغرب عبر الأنبوب المغاربي الأوروبي لن يأت من الجزائر وإنما من منتجين دوليين آخرين.
وأوضحت المصادر الحكومية الإسبانية لـ “الموندو” أن “الخطة هي أن يصل الغاز إلى إسبانيا على شكل غاز طبيعي مسال (LNG) ومن هناك يتم تمريره عبر الأنبوب”.
وأضافت المصادر ذاتها “بشفافية تامة، سيكون المغرب قادرًا على الاستحواذ على الغاز الطبيعي المسال من الأسواق الدولية وتفريغه في مصنع إعادة تحويل الغاز إلى غاز في شبه الجزيرة واستخدام خط أنابيب الغاز المغاربي للوصول إلى أراضيه”.
وتساءلت صحيفة “الموندو”: كيف ستضمن إسبانيا أن الغاز الذي يصل المغرب عبر الأنبوب ليس هو الغاز الجزائري؟.
وذكرت الوزيرة الإسبانية أن الشروع في هذه العملية سيتم اليوم أو غدا، حسب المصدر.
وفي ظل التصعيد الجزائري، قررت حكومة كوريا الجنوبية إعادة توجيه جزء من إمدادات الغاز الطبيعي المسال الموجهة لبلدها إلى الدول الأوروبية، على خلفية نقص الغاز هناك بسبب الوضع في أوكرانيا.
وأفادت قناة “KBS” المحلية، اليوم الخميس، بأن وزارة التجارة والصناعة والطاقة لكوريا الجنوبية، قررت أمس الأربعاء أن البلاد قد تسمح لنفسها بتقديم جزء من احتياطاتها من الغاز لأوروبا، بسبب انتهاء موسم الشتاء.
وأشارت إلى أن أحجام الإمدادات ستكون على المستوى الذي لن يؤثر على الطلب المحلي وأسعار الغاز داخل كوريا. لكن سيئول لم تدقق متى وبأي كمية ستتم إمدادات الغاز لأوروبا.
من جانبها نقلت وكالة “يونهاب” عن مصدر، أن الطلب الموجه إلى كوريا الجنوبية لتقديم مثل هذه المساعدة ربما جاء من أوروبا أو من الولايات المتحدة.
وذكرت أن كوريا الجنوبية كانت قد رفضت طلبا مماثلا تقدمت به السلطات الأمريكية في فيفري الماضي.
وأعلنت شركة غازبروم الروسية إيقافَ توريد الغاز بشكل كامل إلى بلغاريا وبولندا بعد رفضهما الدفعَ بالروبل، وحذرت الشركة الدولتين من اقتطاع غير مشروع للغاز الذي يمر عبر أراضيهما.
إلى ذلك قفزت أسعار الغاز في أوروبا بأكثر من عشرين في المئة وتجاوزت مستوى ألف وثلاثمئة دولار لكل ألف متر مكعب.
وقال البيت الأبيض، أمس الأربعاء، إن روسيا تستخدم بشكل أساسي إمدادات الطاقة كـ”سلاح بقطعها إمدادات الغاز إلى بولندا وبلغاريا”.
وقالت مفوضة الطاقة بالاتحاد الأوروبي كادري سيمسون، اليوم الأربعاء، إن المفوضية الأوروبية تنصح دول الاتحاد بأن تتمسك بعملتي اليورو أو الدولار في عقودها القائمة للغاز مع روسيا وألا تدفع بالروبل لشراء الغاز.
