يعيش المزارع الفلسطيني «أحمد موسى» من مدينة قلقيلية ـ شمال الضفة الغربية المحتلة ـ حالة من القلق والخوف الشديدين في هذا الوقت من كل عام، وذلك تزامنا مع بدء موسم حصاد الزيتون.
ويعمل موسى (55 عاماً) مع وأولاده الخمسة وأولاد أخيه في حصاد الزيتون بأرضه المكونة من 30 دونماً والقريبة من جدار الفصل العنصري.
ويقول «موسى» لـ«الأيام نيوز»: “أضطر أن أعمل في الحصاد مع أبنائي وأبناء أخي وكذلك جميع أصحاب الأراضي المجاورة حتى يساعد عضنا بعضا خوفاً من هجمات المستوطنين”، مضيفا بالقول إنه: “في العام الماضي جاء المستوطنين وسرقوا الكثير من الزيتون ليلاً من أرضي والأراضي المجاورة، ولم نستطع فعل أي شيء، وغالباً ما يكون الجيش الاحتلال الإسرائيلي يحميهم”.
ولفت «موسى» ـ وهو يجلس تحت شجرة زيتون ويشرب القهوة ـ “نخشى هذا العام أيضا من هجمات المستوطنين على أراضينا”، موضحاً أنه ـ وهو من معه ـ قدّموا العام الماضي شكاوى لشرطة الاحتلال ضد اعتداءات المستوطنين، إلا أن الشرطة لم تحرك ساكناً.
وعادة ما يبدأ موسم حصاد الزيتون الذي يُحظى مكانة خاصة لدى الفلسطينيين، في الضفة الغربية من شهر أكتوبر ويستمر لمدة 40 يوماً.
واحتلت «إسرائيل» الضفة الغربية عام 1967، وقامت ـ وسط تنديد دولي ـ بإنشاء مستوطنات عليها كلها مخالفة للقانون.
ومن جانبه، قال المزارع الفلسطيني «محمود سعيفان» من مدينة نابلس شمال الضفة الغربية إن اعتداءات المستوطنين “ستزيدهم إصراراً وتمسكاً بأرضهم”، مضيفا ـ في حديث مع «الأيام نيوز»: “نتجهز في هذا الوقت من كل عام لصد هجمات المستوطنين كما نتجهز لموسم حصاد الزيتون”.
وأوضح «الخمسيني» الذي يمتلك أرضاً تبلغ مساحتها 50 دونم تقريباً، أن الاحتلال يحارب الزيتون لأنه: “جزء من تراثنا ومعتقداتنا التي لن نتخلى عنها، والتي تثبت أننا أصحاب الأرض”.
ويعيش في الضفة الغربية أكثر من ثلاثة مليون فلسطيني إلى جانب أكثر من 600 ألف مستوطن إسرائيلي.
وفي السياق، قال الناشط في هيئة الجدار والاستيطان، «عبد الله أبو رحمة»، إن الاحتلال الإسرائيلي يستمر في هجماته الشرسة ضد المزارعين الفلسطينيين، وتحديداً في موسم حصاد الزيتون بالضفة الغربية.
وأضاف «أبو رحمة» في حديث لـ«الأيام نيوز»، إنه في هذا العام صارت الاعتداءات على المزارعين الزيتون في الضفة الغربية أكثر وأشرس من الأعوام السابقة، في ظل الهجمات التي تُمارس بحقهم وبحق أراضيهم الزراعية من قبل قطعان المستوطنين.
وأشار إلى أن المزارعين الفلسطينيين يشهدون هذه الاعتداءات في كل موسم حصاد للزيتون، منوهاً إلى أن هذه الاعتداءات بدأت منذ يومين في مختلف المناطق الزراعية بالضفة الغربية والقدس المحتلة.
وأكد أبو رحمة أن الاحتلال الإسرائيلي يستخدم جميع الوسائل للضغط على الفلسطينيين، بهدف ترك أراضيهم، لافتاً إلى العلاقة الوثيقة التي تربط المزارع الفلسطيني بأرضه وتحديداً شجرة الزيتون المزروعة في الأرض الفلسطينية منذ آلاف السنين، ولها دلالات رمزية تتعلق بالموروث والتراث الفلسطيني العريق.
وتطرّق «أبو رحمة» إلى أن الاحتلال الإسرائيلي يلاحق مصدر رزق المزارعين في موسم الزيتون، لعلمه بأهمية هذا الموسم لهم.
واستدرك يقول: “كما يُستهدف المواطن الفلسطيني، تُستهدف شجرة الزيتون، سواءً بقلعها وتخريبها أو بتقطيعها وحرقها أو بسرقة ثمارها”.
ويرى «أبو رحمة» أن شجرة الزيتون تناضل بجانب صاحبها بجذورها الراسخة في الأرض ونموها مجدداً بالرغم من تعرضها للحرق والاعتداءات من قبل الاحتلال الإسرائيلي.
وذكر أن هيئة الجدار والاستيطان منذ أكثر من شهر استعدت لموسم حصاد الزيتون، من خلال الحملات المتعددة لمساندة المزارعين والتنسيق مع المؤسسات الرسمية ومؤسسات المجتمع المدني والمزارعين، ليمضي الموسم بأقل الأضرار.
ونوه أبو رحمة إلى حملات القطف الجماعية من ضمن الحملات، وتشجيع انضمام (الفزعة) في عمليات القطف، لعدم ترك المزارع وحيداً.
ونبه إلى وجود العديد من المتطوعين لقطف ثمار الزيتون في المناطق القريبة من الاحتكاك للتصدي للمستوطنين خلال الحصاد.
وطالب المجتمع الدولي بضرورة توفير الحماية للمزارعين وكافة أبناء الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية والقدس، في ظل تزايد هجمات قوات الاحتلال الإسرائيلي، وتصاعد وتيرة الاعتداءات اليومية.