لم تبدأ قضية المسلمين (استرجاع فلسطين) في السّابع من أكتوبر بما سميّ (قضية غزّة)، بل تعود جذورها عمليا إلى القرن الـ 19، عندما أسّس “يهودي صهيوني”، فكرة وطن قومي لليهود على أرض فلسطين، يُجنّبهم (الاضطهاد) الذّي عانوه في أوروبا. لم يعش النّمساوي، تيودور هرتزل، ليشهد وعد بلفور في عام 1917، وقيام دولة الكيان الصهيوني (إسرائيل) في 15 ماي 1948، إلاّ أنّ القوم الذّين سعى لإنقاذهم من الأهوال، أضحوا متّهمين بممارستها على مدى عقود ضدّ أصحاب الأرض التيّ استوطنوها. مما ولّد مقاومة فلسطينية هزّت العالم واختلفت عن نظيراتها وأبرزت للعيان واقع القضية ومآلها المستقبلي.
هجوم منسق
إن عملية طوفان الأقصى أو حرب حماس و(إسرائيل) وكما تسمى في الكيان الصهيوني “عمليّة السُّيُوف الحديديَّة”، وكما تُشير إليها بعض المصادر بالانتفاضة الثالثة أو مجزرة غزة، هو صراع مسلح مستمر بدأ في 7 أكتوبر 2023 بين الجماعات الفلسطينية المسلحة بقيادة حركة حماس من جهة والجيش الإسرائيلي من جهة أخرى. انطلق النزاع بهجوم نوعي منسق ومُفاجئ شنّته حركة حماس على إسرائيل، والذي بدأ في صباح يوم السبت 7 أكتوبر 2023 م الموافق لـ (22 ربيع الأوَّل 1445 هـ) بإطلاق ما لا يقل عن 3000 صاروخ من قطاع غزة الذي تسيطر عليه حماس باتجاه إسرائيل.
بالموازاة مع اختراق حوالي 2500 مسلح فلسطيني الحاجز بين غزة وإسرائيل بِشَنِّهِم لهجوم عبر السّيارات رُباعيّة الدّفع والدّراجات النّارية والطّائرات الشّراعيّة وغيرها على البلدات المتاخمة للقطاع، والتي تُعرف باسم غلاف غزة، حيث سيطروا على عددٍ من المواقع العسكريّة خاصة في سديروت، ووصلوا أوفاكيم، واقتحموا نتيفوت، وخاضوا اشتباكاتٍ عنيفة في المستوطنات الثلاثة وفي مستوطنات أخرى كما أسروا عددًا من الجنود واقتادوهم لغَزَّة فضلًا عن اغتنامِ مجموعةٍ من الآليّات العسكريّة الإسرائيليَّة. أدى الهجوم إلى مقتل ما لا يقل عن 1400 إسرائيلي بما في ذلك 260 شخصًا في مهرجان رعيم الموسيقي.
بدأت القوات الإسرائيلية في شنّ هجمات انتقامية قبل أن تعلن الحرب رسميًا على حماس في اليوم التالي. وبعد مرور شهر من الحرب، ارتفع شهداء غزة إلى 10569 بينهم 4324 طفلاً و2.823 امرأة (العدد تجاوز 45.000 شهيد و150.000 جريح وهو في ازدياد كبير). اعتبرت قنوات إسرائيلية ووسائل إعلام غربية الهجوم الذي شنته حركة حماس على مهرجان موسيقى الرقص «تجمع سوبر نوفا سوكوت» خارج مستوطنة رعيم بـ«المذبحة» معتبرةً إياه أكثر الهجمات دموية في التاريخ. وتزامنت عملية طوفان الأقصى التي نفذتها حركة حماس مع نهاية عطلة عيد العرش اليهودي والذي يصادف مرور 50 عامًا على «حرب أكتوبر» عام 1973.
استعدادات لليوم الأكبر
غير أن حركة حماس تجنبت الخوض في أي اشتباكات كبيرة مع إسرائيل منذ عام 2022 ومعظم عام 2023، ما دفع المحللين إلى استنتاج أنها كانت تستعد لهجومها الكبير الذي أسمته عملية طوفان الأقصى. كما صرّحت حماس بأنها تلقت دعمًا من إيران للهجوم، الذي تقول أنّه جاء ردًا على عنف المستوطنين الإسرائيليين، والحصار المفروض على قطاع غزة، وتدنيس المسجد الأقصى في القدس، فضلاً عن الفظائع الإسرائيلية ضد الفلسطينيين على مدى العقود الماضية.
يقول الشيخ البشير الإبراهيمي -رحمه الله تعالى-: “يا فلسطين! إنّ في قلب كل مسلم جزائري من قضيتك جروحا دامية، وفي جفن كل مسلم جزائري في حقك كلمة مترددة هي: فلسطين قطعة من وطني الإسلامي الكبير قبل أن تكون قطعة من وطني العربي الصغير، وفي عنق كل مسلم جزائري لك -يا فلسطين-حق واجب الأداء، وذمام متأكد الرعاية، فإن الذنب ليس ذنبه، وإنما هو ذنب الاستعمار الذي يحول بين المرء وأخيه والمرء وداره، والمسلم وقبلته”. “أيظن الظانون أن الجزائر بعراقتها في الإسلام والعروبة تنسى فلسطين، أو تضعها في غير منزلتها التي وضعها الإسلام من نفسها، لا والله، ويأبى لها ذلك شرف الإسلام ومجد العروبة ووشائج القربى”.
أليس من الأجدر الحديث عن حقيقة اليهود. هؤلاء تفاوضوا مع الله على بقرة فهل يتكرمون علينا بالقدس قالوا إن الله فقير ونحن أغنياء فهل يتكرمون علينا بفتح المعابر، قالوا يد الله مغلولة فهل تنبسط إلينا أيديهم للسلام؟ حرفوا كلام الله أفلا يحرفون التاريخ والأخبار والمعلومات.
قتلوا الأنبياء والمرسلين فهل يتركوننا نعيش؟ تركوا عبادة الله وعبدوا العجل فهل يتركون باطلهم ويأتون إلى الحق؟ حاولوا قتل النبي محمد صلى الله عليه وسلم فهل سيقدمون لنا عسل النحل؟ غدروا عهدهم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فهل يوفون بالعهد مع البشر وبخاصة المسلمين؟ كذبوا على الله ورسوله فهل يصدقون معنا؟ فهل نحن واعون عما نتحدث ويحدث؟.