أعلنت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) عن انطلاق جولة جديدة من مفاوضات وقف إطلاق النار يوم الثلاثاء، مؤكدة أنها تتعامل معها بجدية وإيجابية، وتأمل أن تفضي إلى فتح المعابر، إدخال المساعدات، وإبرام صفقة لتبادل الأسرى.
واتهمت الحركة، في بيان مصور ألقاه القيادي عبد الرحمن شديد، الاحتلال الإسرائيلي، بالسعي إلى تهجير الفلسطينيين من الضفة الغربية والقدس المحتلة، داعية السلطة الفلسطينية إلى وقف التنسيق الأمني والتوقف عن ملاحقة المقاومين.
وأوضح شديد أن الاحتلال يستخدم كافة أنواع الأسلحة، بما فيها الدبابات والمسيرات، في عملياته ضد سكان مخيم جنين، حيث يمارس التنكيل بحقهم، في الوقت الذي يواصل فيه منع إدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة.
وقف التنسيق الأمني
وأشار القيادي في حركة حماس إلى أن هذه الجرائم تتزامن مع استمرار السلطة الفلسطينية في التنسيق الأمني وملاحقة المقاومين، حيث استشهد عبد الرحمن أبو المنى، الذي كان آخر ضحايا هذا التنسيق، ليرتفع عدد من قُتلوا على يد الأجهزة الأمنية إلى أكثر من 20 شخصاً منذ أكتوبر 2023.
وأضاف شديد أن منع الاحتلال إدخال المساعدات والكهرباء والغذاء إلى غزة يمثل انتهاكاً صارخاً لاتفاق وقف إطلاق النار، مما يعرض حياة أكثر من مليوني فلسطيني للخطر بعد تعرضهم لمجازر مروعة.
مخططات التهجير والتوسع الاستيطاني
واتهم عبد الرحمن شديد نتنياهو وحكومته بتنفيذ مخططات تهجير الفلسطينيين من القدس والضفة، ومحاولة تغيير الطابع الديمغرافي للمنطقة عبر التوسع الاستيطاني، في انتهاك واضح للمواثيق الدولية. وحذر من أن هذه السياسات تهدد أمن المنطقة والعالم، داعيًا الدول العربية إلى تعزيز صمود الفلسطينيين والتصدي لمخططات الاحتلال.
وأشار شديد إلى أن الاحتلال دمّر عشرات المنازل والبنى التحتية في جنين، وهجّر نحو 20 ألفاً من سكان المخيم، كما نفذ عمليات دهم واعتقالات واسعة شملت مدنيين وأسرى محررين. وفي طولكرم، قام بهدم عشرات المنازل وطرد أكثر من 22 ألفاً من سكان المخيم.
كما كشف عن تصعيد الاحتلال لعملياته العسكرية خلال شهر رمضان، حيث استخدم القناصة والآليات العسكرية والمسيرات في كل مدن ومخيمات الضفة، ونفذ 79 عملية هدم لمنازل ومحال الفلسطينيين خلال الشهر الماضي وحده.
وفيما يخص الاستيطان، أكد شديد أن “إسرائيل” وضعت خططًا لبناء أكثر من 2200 وحدة استيطانية جديدة في الضفة والقدس، مشددًا على أن المدينتين ستبقيان عصيّتين على الاحتلال.
انتهاك حرمة المسجد الأقصى
وحذر من استمرار انتهاك حرمة المسجد الأقصى ومنع المسلمين من ممارسة عباداتهم، واصفاً ذلك بـالإرهاب السافر الذي لن ينجح في طمس الهوية الإسلامية للمسجد. كما دعا الفلسطينيين في القدس والضفة إلى الرباط في المسجد الأقصى والتصدي لمخططات الاحتلال.
وفي ختام كلمته، جدد شديد دعوته للسلطة الفلسطينية بوقف التنسيق الأمني والاستجابة للمطالب الوطنية الهادفة إلى مواجهة سياسات الاحتلال الإسرائيلي.
مصالح واشنطن على المحك
وأعلن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، الأسبوع الماضي عن إجراء مناقشات مع حركة “حماس” من أجل بدء تنفيذ المرحلة الثانية من صفقة تبادل الأسرى واتفاق وقف إطلاق النار في غزة.
ويعتقد مبعوث الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، للإفراج عن الرهائن في قطاع غزة، آدم بولر، أنه بالإمكان إطلاق سراح كل الرهائن وليس الأمريكيين فقط، مشيرا إلى أنه قد يتم التوصل إلى شيء ما بشأن غزة والمحتجزين خلال أسابيع.
وردا على اعتراض وزير الشؤون الاستراتيجية في حكومة الاحتلال، رون ديرمر، على لقائه بمسؤولي الحركة، قال بولر في لقاء مع شبكة سي إن إن الأمريكية، إن “الأشخاص الذين جلست معهم من حركة حماس ليسوا شياطين بقرون، إنهم رجال مثلنا، وهم ودودون للغاية”.
وأضاف مبعوث الرئيس الأمريكي لشؤون الأسرى أن الولايات المتحدة ليست وكيلاً لـ “إسرائيل”، مؤكدًا أن لواشنطن مصالح محددة على المحك، ولذلك تواصلت مع “حماس” للبحث عن حل واقعي للإفراج عن الأسرى الأمريكيين.
