ندّد النائب عن حزب “فرنسا الأبية”، دافيد غيرو، بالتصريحات الاستفزازية المتكررة لوزير الداخلية الفرنسي، برونو روتايو، تجاه الجزائر، متهماً إياه بالتحرك بدوافع تخدم “مصالحه الشخصية“.
وتوجه غيرو إلى وزير الداخلية، خلال جلسة في البرلمان، قائلاً: “يبدو أنك أخطأت الوزارة، لأنك لا تتحدث إلا عن الخارج، وخصوصًا عن الجزائر، رغم أن معدل تنفيذ أوامر مغادرة التراب الفرنسي بالنسبة للجزائر هو نفسه بالنسبة للمغرب وتونس ومالي، مما يثبت أنك لا تتحرك لصالح الفرنسيين، بل لتحقيق مكاسب شخصية”.
وانتقد النائب دافيد غيرو هذه المواقف، واصفاً إياها بـ”أساليب الفاشيين”، متسائلاً: “تدّعي أنك تعمل لصالح فرنسا، فكيف تزعم الدفاع عنها وأنت تدوس على قوانينها، وتنتهك الحقوق، وتستخف بإيمان ملايين الفرنسيين المسلمين؟”. كما تساءل عن الدوافع التي تجعل روتايو وحكومته مصممين على “قطع الصلة التاريخية بين الشعبين الجزائري والفرنسي”.
ازدواجية المعايير
وفي سياق متصل، استنكر غيرو ازدواجية المعايير التي ينتهجها وزير الداخلية، قائلاً: “عادةً ما تندد بثقافة الإلغاء، فلماذا لم تعترض عندما تم إلغاء عرض وثائقي عن استخدام الأسلحة الكيميائية في الجزائر من قبل فرنسا؟”، في إشارة إلى الوثائقي “الجزائر، أقسام الأسلحة الخاصة”، الذي تم منعه من العرض على التلفزيون الفرنسي.
وخاطب النائب رئيس الوزراء، فرانسوا بايرو، قائلاً: “حكومتكم لا ترقى إلى مستوى تاريخنا المشترك، ولا إلى مستوى هؤلاء الجزائريين الذين سالت دماؤهم في معارك مثل مونتي كاسينو وإنزال بروفانس”، متهماً إياها بـ”الإساءة إلى فرنسا عندما يتحدث بعض أنصارها عن (أيام الاستعمار الجميلة)”.
يذكر أن برونو روتايو كان قد أعلن، يوم الثلاثاء، ترشحه رسمياً لرئاسة حزب “الجمهوريين”، حيث ستجري الانتخابات خلال مؤتمر الحزب المقرر عقده يومي 17 و18 ماي المقبل.
ويرى المراقبون أن تصريحات روتايو الأخيرة المعادية للجزائر تأتي في إطار استراتيجيته الانتخابية لتعزيز حظوظه في الفوز برئاسة الحزب.