حيث الخيانة تتجسّد بمخالب وأنياب.. أشلاء العرب وكلاب الصهيونية  

 في وقت يواصل فيه الإرهابيون تمزيق أشلاء الأبرياء في سوريا، تُسجّل وسائل الإعلام مشاهد تقشعر لها الأبدان لِكلاب تنهش جثث الشهداء في غزة. وفي مكان آخر حيث يزداد فيه الظلم الصهيوني فظاعة، وقع انفجار هائل، فجر أمس الأحد، في بلدة الخيام الحدودية في قضاء مرجعيون جنوبي لبنان، نتيجة هجومٍ غادر شنّه “الجيش” الصهيوني، في خرق جديد لوقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ منذ الأربعاء الماضي.

 تعيش مدينة بيت لاهيا شمال قطاع غزة في ظل كارثة إنسانية غير مسبوقة، حيث تحولت شوارعها إلى أكوام من الأنقاض وجثث الضحايا، فيما يعاني من بقي من السكان من حصار خانق وظروف حياة قاسية لا تُطاق. الهجمات الصهيونية المستمرة قد حولت المدينة إلى جحيم، لتضاف إليها مآسي جديدة كل يوم.

في شهادة مؤثرة، قال علي حمودة (43 عامًا) أحد سكان بيت لاهيا: “أينما ذهبت تجد الجثث متناثرة على الأرض، بعضها شبه متحلل، وبعضها الآخر دهسته المدرعات الصهيونية”. وأضاف: “نحن محاصرون من كل جهة، ولا نعرف إلى أين نذهب. لا طعام، لا ماء، فقط الموت يحيط بنا”. واصفًا ما يحدث بأنه “إبادة جماعية للسكان والنازحين الذين لجؤوا إلى هنا”.

وأشار محمود بصل، المتحدث باسم الدفاع المدني في غزة، إلى أن الوضع في شمال غزة “كارثي للغاية”، حيث تقصف “إسرائيل” المباني السكنية بلا تحذير، وفرق الإنقاذ تعمل في ظروف شديدة الصعوبة، مستهدفة من قبل الاحتلال، وتعتمد على وسائل بدائية لاستخراج الضحايا من تحت الأنقاض.

ويستمر الحصار الخانق على المنطقة، حيث يمنع “الجيش” الصهيوني دخول المواد الغذائية والإمدادات الطبية، ما يجعل السكان يعانون من شحٍّ في الطعام والماء. كما ذكر علي حمودة: “نشرب مياه غير نظيفة ونأكل ما تبقى من علب البقوليات”. ورغم ذلك، يصر حمودة وعائلته على البقاء، مؤكدًا: “لا مكان آمن في غزة، الجميع معرضون للموت في أي لحظة”.

أما شكري الوادي (51 عامًا)، من حي الشيماء في بيت لاهيا، فقد وصف الوضع في مدينته بـ”نكبة القرن 21″، مشيرًا إلى أن معالم المدينة اختفت تمامًا وأصبحت مجرد أكوام من الأنقاض، وأنه وعائلته يعيشون في حالة تنقل مستمر خوفًا من القصف.

وأوضحت نرمين لبد (31 عامًا)، التي هربت مع أطفالها الأربعة سيرا على الأقدام، أنها عبرت من بيت لاهيا إلى حي الشيخ رضوان في غزة، قائلة: “كان القصف يتساقط فوق رؤوسنا ونحن لا نجد ما نأكله أو نشربه. الوضع يزداد خطورة يومًا بعد يوم”. وأضافت: “رأيت جثثًا ملقاة على الأرض، وكلابًا تنهش بعضها، ورجالًا ونساءً جرحى يغرقون في دمائهم، ولا أحد يساعدهم. نحن نموت ببطء، فإلى متى سيستمر هذا القتل والدمار؟”.

في الوقت الذي يستمر فيه “الجيش” الصهيوني في تصعيد عملياته، زاعمًا أن ما يحدث يتوافق مع القانون الدولي، ويؤكد أن أي ادعاءات بالاستهداف العشوائي “لا أساس لها من الصحة”، يظل المدنيون في غزة يدفعون الثمن الأكبر، في ظروف مأساوية تتناقض تمامًا مع تصريحات الاحتلال.

ومن جهتها، قالت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا”، أمس الأحد، إن أكثر من 415 ألف نازح يحتمون حاليًا في مباني مدارسها في قطاع غزة، فيما يعيش مئات الآلاف الآخرين “في ظروف أسوأ داخل ملاجئ مؤقتة”. جاء ذلك في منشور للوكالة على مواقع التواصل الاجتماعي، أرفقته بمقطع مصور (فيديو)، صورته إحدى النازحات من مكان نزوحها، حيث روت الصعوبات والتحديات التي تواجه النازحين في هذه المباني المخصصة فقط للتعليم، خاصة بالنسبة إلى النساء. وقالت وكالة “أونروا” إن “أكثر من 415 ألف نازح في غزة يحتمون الآن في مباني مدارس الأونروا، ومئات الآلاف الآخرين يحاولون البقاء على قيد الحياة في ظروف أكثر سوءًا داخل ملاجئ مؤقتة”.

ويواصل جيش الاحتلال الصهيوني، للعام الثاني على التوالي، عدوانه على قطاع غزة، حيث تقصف طائراته محيط المستشفيات والبنايات والأبراج ومنازل المدنيين الفلسطينيين، وتدمرها فوق رؤوس ساكنيها، في حين يمنع دخول الماء والغذاء والدواء والوقود. وخلف العدوان الصهيوني نحو 149 ألف شهيد وجريح فلسطيني، معظمهم من الأطفال والنساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وفق حصيلة غير نهائية، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية في العالم.

أما في لبنان، فقد وقع انفجار هائل فجر أمس الأحد في بلدة الخيام الحدودية بقضاء مرجعيون جنوبي لبنان، من المرجح أنه جراء هجوم للجيش الصهيوني، في خرق جديد لاتفاق وقف إطلاق النار الذي بدأ سريانه يوم الأربعاء. وقالت وكالة الأنباء اللبنانية إن “انفجارًا هائلًا وقع في بلدة الخيام فجرًا، بعد قيام العدو الصهيوني بعملية نسف لبعض المنازل والمباني”، دون مزيد من التفاصيل.

أفادت الوكالة أنه سُمع صباح أمس الأحد أصوات انفجارات في أطراف بلدتي يارون ومارون في قضاء صور جنوبي لبنان. وتمثل هذه الانفجارات أحدث خروقات يقدّم عليها “الجيش” الصهيوني بعد إعلان وقف إطلاق النار مع حزب الله في لبنان الأسبوع الماضي.

وفي يوم السبت، ارتكب “الجيش” الصهيوني 24 خرقًا لاتفاق وقف إطلاق النار، وبذلك يرتفع إجمالي خروقاته منذ بدء سريان الاتفاق الأربعاء الماضي إلى 62، وفقًا لإحصائية أعدتها وكالة الأناضول استنادًا إلى إعلانات وكالة الأنباء اللبنانية الرسمية. أسفرت تلك الخروقات عن مقتل شخصين وإصابة 6 آخرين، ليصبح إجمالي الضحايا في لبنان منذ سريان وقف إطلاق النار جراء ذلك قتيلين و10 جرحى.

وفي ظل هذه المآسي، أظهرت وسائل الإعلام الإسرائيلية على مدار اليومين الماضيين اهتمامًا واضحًا بالهجوم الذي شنته المجموعات المسلحة المنتمية إلى “هيئة تحرير الشام” وفصائل إرهابية أخرى. وأمس، نشرت “هيئة البث العام” (قناة كان) الإسرائيلية مقابلة مع “أحد الإرهابيين السوريين المشاركين في الهجوم على مدينة حلب”، ونقلت القناة عن المدعو سهيل حمود، الملقب بـ “أبو تاو”، قوله: “يجب أن تخشوا من بشار الأسد وإيران وحزب الله (وليس منا)”. وقالت القناة الإسرائيلية إن “حمود، من بين أمور أخرى، كان يبعث الاطمئنان أيضًا من خلال رسالة إلى الجمهور لدى الكيان”.

وقال الإرهابي حمود ردًا على سؤال من القناة الإسرائيلية بشأن رسالته للإسرائيليين: “رسالتي هي ألا تقلقوا علينا من إيران وحزب الله، فنحن نتصرف معهما.. يا أخي، يجب أن تخشوا من بشار الأسد وإيران وحزب الله (وليس منا)”. وأضافت القناة أن “إسرائيل” تواصل مراقبة المعارك بين “الأسد والمتمردين، وتطورات الأحداث، وتحرص على عدم السماح لإيران بتهريب الأسلحة إلى المنطقة تحت غطاء هذه المعارك”.

وشنت “هيئة تحرير الشام” بالاشتراك مع فصائل إرهابية مدعومة من تركيا، بينها ما يسمى بـ”الجيش الحر”، هجومًا واسعًا على مدينة حلب، تمكنت خلاله من دخول المدينة، حيث عاثت فسادا هناك، بينما أعاد الجيش السوري انتشاره حفاظًا على أحياء المدينة من التدمير. كما يعمد الجيش السوري إلى استهداف مواقع تجمع المسلحين في المدينة وريفها وإدلب.

ضمن هذه المشاهد، أصبحت الشعوب العربية هدفًا سهلاً للنيران والقنابل، بينما تواصل الأطراف الإقليمية والدولية تمزيق ما تبقى منها، حيث تتناثر الجثث على الأرض في غزة وسط حصار دامٍ ودمار مستمر. وفي سوريا ولبنان، يستمر مسلسل القتل والتدمير على أيدي إرهابيين جندوا أنفسهم لخدمة الأعداء تحت شعارات زائفة.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

وحيد سيف الدين - الجزائر

وحيد سيف الدين - الجزائر

اقرأ أيضا

آخر الأخبار
رسميا.. إدارة ترامب تغيّر اسم خليج المكسيك إلى خليج أمريكا الطبقة السياسية في الجزائر تستنكر لائحة البرلمان الأوروبي "غزة كشفت نفاقكم".. حفيظ دراجي ينتقد ازدواجية المعايير لدى البرلمان الأوروبي سفيان شايب يجتمع برؤساء المراكز القنصلية لتقييم الخدمات المقدمة للجالية الوطنية بتهمة التجسس.. توقيف صانع محتوى جزائري رفقة زوجته في لبنان الصين تثمن دور الجزائر في تعزيز السلام بالمنطقة والعالم نابولي يفشل في تأخير وصول مواني ليوفنتوس بن جامع يناشد المجتمع الدولي: "يجب التحرك فورا لمساعدة أطفال غزة" أسعار الذهب تقفز إلى أعلى مستوى منذ 3 أشهر زهاء 50 مشاركا في الرالي السياحي الوطني بالمنيعة الصحافة الدولية تسلط الضوء على تحرير الجزائر للرعية الإسباني قضية صنصال.. وزير الداخلية الفرنسي يهاجم "ريما حسن" التحضير لتنظيم ملتقى برلماني بخصوص التفجيرات النووية الفرنسية بالجزائر "الأرندي" يستنكر بشدة لائحة البرلمان الأوروبي "الأونروا": نحو 660 ألف طفل بغزة لا يزالون خارج المدارس الجزائر تحتضن الطبعة الإفريقية الأولى من Slush's D طقس مشمس وارتفاع في درجات الحرارة بهذه المناطق أسعار النفط تتجه نحو أول خسارة أسبوعية في 2025 استثمار كُتب السِّيَر في التربية والتعليم.. من يُوقظ أمّةً غَيّبت عظماءها في غبار التاريخ؟ مناقصة وطنية لتمويل برامج احتضان مبتكرة للمؤسسات الناشئة