كشفت الصحيفة العبرية (يديعوت أحرونوت) النقاب عن خرق أمني يتعلق بمخططات لبناء أماكن حساسة ومنها مقر إقامة رئيس وزراء الاحتلال في القدس المحتلة، نفتالي بينيت.
يأتي ذلك بعد أيام من الكشف عن أنّ عاملاً في منزل وزير الجيش الإسرائيليّ، بيني غانتس، عرض خدماته للإيرانيين، وهو الفشل الثاني في مسلسل الإخفاقات الأمنية لأجهزة الاحتلال.
ويُعتبر هذا المقر، مكانًا دائمًا لأيّ رئيس وزراء يتم انتخابه، حيث يستخدمه وعائلته للسكن ولاستقبال كبار الضيوف.
وبحسب الصحيفة، فإنّه يمكن لأيّ شخصٍ الوصول لمخططات بناء المقر المذكور من خلال موقع بلدية القدس المُحتلّة، والذي يظهر من المخططات رسومات وصورًا دقيقة للسكن الرسميّ وأيّ تغيراتٍ قد تطرأ عليه، والأخطر من ذلك، قالت الصحيفة العبريّة إنّ مُحرِّك البحث العالميّ (غوغل) قام وفق طلبٍ إسرائيليٍّ بحظر نشر الوثائق المُتعلقّة بالبيت، ولكن بالمُقابل، أضافت، يُمكِن لأيّ متصفحٍ الحصول على الخرائط من موقع بلدة الاحتلال في القدس.
وقالت الصحيفة: “ليست هذه هي المرة الأولى التي يجري فيها تسريب وثائق منزل رئيس الوزراء، ففي عام 2015، انتقد رئيس جهاز الأمن العام السابق، يوفال ديسكين، عائلة نتنياهو بسبب مقطع فيديو تم تحميله نيابة عنهم على شبكة الإنترنت، وكشف عن أجزاء من المنزل الرسمي”.
وحذر ديسكن في حينها، من أنّ “هذا كان خرقًا أمنيًا خطيرًا، يدفع مقابله أي جهاز استخبارات أجنبي ومنظمة إرهابية ثروة ضخمة”، على حدّ تعبيره.
وفي تعقيبه على القضية الأمنيّة الحساسة، الكشف عن البيت الجديد ومخططاته، قال ديوان رئيس الوزراء الإسرائيليّ إنّ الجهات ذات الصلة تقوم بفحص القضيّة والتحقيق فيها.
وكانت الأجهزة الأمنيّة الإسرائيلية أعلنت الأسبوع الماضي أّنّها اعتقلت عامل نظافة في منزل وزير الأمن بيني غانتس، بتهمة التجسس لصالح إيران.
وأكد مكتب المدعي العام وجهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي “الشاباك” أن اتهامات وجهت رسميا إلى عامل النظافة في سن 37 عاما المدعو عومري غورن، وهو من سكان مدينة اللد عمل مع شريك له في منزل غانتس منذ عدة سنوات.
ووفقا لبيانات أجهزة الأمن الإسرائيلية، تواصل هذا الموظف بتلقاء نفسه مع مجموعة الهاكرز Black Shadow (الظلال السوداء) التي تعد مرتبطة بحكومة إيران، وعرض عليها التجسس على وزير الدفاع، لاسيما من خلال تثبيت برنامج تجسس على حاسوبه.
صور العامل، حسب البيان، بعض الأغراض في منزل غانتس، بما فيها مكتب الرئيس وحواسيب وصور له وأفراد عائلته وعلبة عليها علامة الجيش الإسرائيلي وخزنة مقفلة وعناوين بروتوكول الإنترنت (IP) وفواتر ضرائب وغيرها، وأرسل هذه اللقطات إلى “الجهات الإيرانية” لإثبات جديته في التعاون.
وأكد البيان أن المتهم، بسبب النظام الأمني في منزل غانتس، لم يتمكن من الولوج إلى معلومات خطيرة، وقدمت لائحة اتهام ضده إلى المحكمة المركزية في اللد.
وسبق أنْ تعرض هاتف غانتس لاختراق في مارس 2019، ورجحت إسرائيل وقوف هاكرز إيرانيين وراء هذه العملية.
يُشار إلى أنّ الشاباك الإسرائيليّ اعترف بالإخفاق الأمنيّ المُدوّي في قضية الجاسوس الإيرانيّ في بيت غانتس.
