ستخرج منصة “تويتر” من البورصة بسبب شراء إيلون ماسك لها، ومن شأن هذه الخطوة التي أقدم عليها ماسك أن تجعل المنصة بمنأى عن قيود السوق، لكن نجاح هذه العملية ليس مضموناً.
غالباً ما تحتل الشركة التي تدخل البورصة عناوين الصحف لجمع الأموال أو السماح لمؤسسيها أو المستثمرين فيها وموظفيها ببيع أسهمهم، لكن يحصل أيضاً أن تنسحب شركات من البورصة من أجل تصحيح وضعها مع احتمال أن تعيد إدراج أسهمها في السوق.
وكمثال، فإن مايكل ديل أخرج الشركة التي تحمل اسمه من البورصة العام 2013 في ظل تراجع الإقبال على الحواسيب المكتبية معتبراً أنها ستكون “أكثر مرونة وقدرة على ريادة الأعمال”، وعادت شركة “ديل” إلى وول ستريت بعد خمسة أعوام بعدما صححت وضعها.
وتشتري شركات استثمار في رأس المال بانتظام شركات مدرجة في البورصة أملاً بتحقيق أرباح عبر إجراءات جذرية مثل عمليات صرف واسعة أو عبر دمجها بشركة أخرى تملكها.
لكن في ما يتعلق بتويتر، تبقى نوايا إيلون ماسك مبهمة، فقد تحدث أغنى أغنياء العالم مراراً عن نيته الدفاع عن حرية التعبير من خلال تعديل بعض الوظائف في شبكة التواصل الاجتماعي هذه لكنه لم يطرح حتى الآن أي استراتيجية اقتصادية محددة.
الانسحاب من البورصة يعني قيوداً أقل
قال وليام لي كبير خبراء الاقتصاد في معهد “ميلكن” إنّ الانسحاب من البورصة يسمح بتفلت الشركات من ضغوط متعددة من جانب المساهمين والرأي العام الذين يفرضون الكثير من القيود على الإدارة ويمنعونها من استخدام رأسمالها بطريقة فاعلة.
وتابع قائلاً إنّ المالكين الجدد لبعض الشركات التي يتم سحبها من البورصة يصبحون “أكثر تشدداً على صعيد عوائد الاستثمارات”.
ويرى أن الفرق يكمن في أن الشركة المدرجة أسهمها في البورصة يجب أن تراعي مساهمين يهتمون بمسائل التنوع والبيئة وسلم الأجور بين أمور أخرى، أما شركة الاستثمارات فتركز خصوصاً على الجانب العملاني والمالي.
تويتر لن تتخلى عن الإعلانات بسهولة
بدوره، قال الاقتصادي غريغوري فولوخين إنّ تويتر لن تتمكن من التخلي عن الإعلانات كما اقترح ماسك، لأنّ عليها تسديد قروض منحت له لتمويل عملية الشراء التي قام بها مؤخراً.
ويؤكد فولوخين أنه في ظل عين “وول ستريت” الساهرة التي غالباً ما تطلب نتائج فورية، تعاني الشركات غالباً من صعوبات في المضي قدماً لأنها لا تملك بالضرورة هامش اختبار منتجات جديدة.
فالشركة غير المدرجة في البورصة ليست مضطرة إلى نشر نتائجها الربعية والخضوع لشروط الهيئة الناظمة للأسواق المالية في الولايات المتحدة SEC، ولا يسعى إيلون ماسك إلى تحقيق ربحية على المدى القصير كما أثبت ذلك مع شركات “تسلا” و”سبايس أكس” أو مبادرات أخرى.
وكانت منصة “تويتر” قد أعلنت، الإثنين، قبول عرض الملياردير الأميركي إيلون ماسك شراءَ المنصة في مقابل 44 مليار دولار أميركي.
وبموجب بنود الاتفاق، سيحصل المساهمون في “تويتر” على 54.20 دولاراً للسهم، بينما سيستحوذ ماسك على جميع الأسهم في منصة التواصل الاجتماعي.