دعم كامل ومطلق.. الجزائر لن تترك لبنان وحيدًا

أعلنت الجزائر استنكارها وإدانتها الشديدة للعدوان الإسرائيلي الغاشم الذي يتعرض له لبنان الشقيق، مجددة – على لسان وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج، أحمد عطاف – دعمها التام والمطلق وتعاطفها الكامل مع الأشقاء اللبنانيين في هذه الظروف العصيبة والاستثنائية.

جاء هذا خلال محادثات ثنائية أجراها الوزير أحمد عطاف، أمس الثلاثاء في نيويورك، مع وزير الخارجية والمغتربين بالجمهورية اللبنانية، عبد الله بوحبيب. وضمن هذا اللقاء أعرب عطاف لـ”بوحبيب” – حسب ما أورده بيان الوزارة – عن “استنكار الجزائر وإدانتها الشديدة للعدوان الإسرائيلي الغاشم الذي يتعرض له لبنان الشقيق، مجددًا دعم بلادنا التام ودعمها المطلق وتعاطفها الكامل مع الأشقاء اللبنانيين في هذه الظروف العصيبة والاستثنائية”.

كما أكد عطاف أن “الجزائر، ومن موقعها كعضو غير دائم بمجلس الأمن، تبقى رهن إشارة الأشقاء اللبنانيين ولن تبخل بأي جهد أو مسعى يخدم أهداف الدفاع عن سيادة لبنان وسلامته وأمنه في وجه النهج التصعيدي المتزايد للاحتلال الإسرائيلي، الذي يعتبر امتدادًا لحرب الإبادة المفروضة على الفلسطينيين في كافة أراضيهم المحتلة، وبالخصوص في قطاع غزة”، كما جاء في البيان.

وكان وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج، أحمد عطاف، قد شارك في نيويورك في الاجتماع التشاوري لوزراء الخارجية العرب، الذي ينعقد سنويًا على هامش أشغال الشق رفيع المستوى للجمعية العامة للأمم المتحدة، حسب ما أفاد به بيان الوزارة أمس الثلاثاء.

وسمح اللقاء بـ”التشاور والتنسيق حول أهم المسائل المدرجة على جدول أعمال الجمعية العامة وبحث مستجدات الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط في ظل تواصل حرب الإبادة المسلطة على الشعب الفلسطيني الشقيق في غزة وفي الضفة الغربية، وكذا في ظل التصعيد الإسرائيلي المتواصل تجاه جميع دول المنطقة، وبالخصوص دولة لبنان الشقيقة التي تواجه عدوانًا إسرائيليًا غاشمًا”، يوضح البيان.

وفي هذا الصدد، أعرب وزراء الخارجية العرب عن “تضامنهم المطلق ودعمهم الكامل للبنان في مواجهة هذا العدوان، وحذروا من تداعياته الوخيمة على أمن واستقرار المنطقة بأسرها”، يضيف ذات البيان.

كما أشاد الوزراء العرب، في ذات السياق، بـ”الجهود الحثيثة التي تبذلها الجزائر على مستوى مجلس الأمن الأممي نصرة للقضية الفلسطينية، واتفقوا على انتهاز فرصة الاجتماع رفيع المستوى الذي سيعقده المجلس بطلب من الجزائر يوم 27 سبتمبر 2024، بغرض حشد المزيد من الدعم الدولي لفائدتها”، وفقًا لما جاء في بيان الوزارة.

وقبل ذلك، أجرى أحمد عطاف في نيويورك العديد من اللقاءات الثنائية، حيث تباحث مع كل من الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، وكبيرة منسقي الشؤون الإنسانية وإعادة الإعمار في غزة، سيغريد كاغ، ووزير الخارجية وشؤون المغتربين بالجمهورية اليمنية، شايع محسن الزنداني، ووزير الشؤون الخارجية والاندماج الإفريقي والإيفواريين بالخارج بجمهورية كوت ديفوار، ليون كاكو أدوم، ووزير العلاقات الخارجية بجمهورية الكاميرون، لوجن مبيلا مبيلا، ووزيرة الشؤون الخارجية بجمهورية إفريقيا الوسطى، سيلفي بايبو تيمون، ووزير الشؤون الخارجية بجمهورية فيتنام الاشتراكية، بوي ثان سون، ونائب رئيس الوزراء ووزير الشؤون الخارجية والدفاع بجمهورية أيرلندا، مايكل مارتن، وكذا وزير الشؤون الخارجية بجمهورية أرمينيا، أرارات ميرزويان.

وفي هذا الإطار، “سمح لقاء الوزير أحمد عطاف مع الأمين العام لجامعة الدول العربية ببحث مستجدات الأوضاع بالأراضي الفلسطينية المحتلة وفي منطقة الشرق الأوسط بصفة عامة، في ظل استمرار حرب الإبادة المسلطة على الشعب الفلسطيني الشقيق وتواصل النهج التصعيدي الإسرائيلي متعدد الأوجه والجبهات في المنطقة برمتها”، حسب ما أفاد به بيان للوزارة أمس الثلاثاء.

“وقد أشاد الأمين العام للجامعة العربية، في هذا الصدد، بالدور الفعال الذي تلعبه الجزائر، بصفتها العضو العربي بمجلس الأمن الأممي، في الدفاع عن القضية المركزية للأمة العربية”، حسب بيان الوزارة.

ومع كبيرة منسقي الشؤون الإنسانية وإعادة الإعمار في غزة، استعرض الطرفان، حسب البيان نفسه، “الوضع الإنساني المأساوي الذي خلفه ولا يزال استمرار العدوان الإسرائيلي وتواصل الحصار المفروض على الشعب الفلسطيني في القطاع، وناقشا سبل تعبئة المزيد من الجهود الدولية بغية التخفيف من وطأة هذه الأزمة الإنسانية ووضع حد لها”.

أما المحادثات مع وزير خارجية اليمن “فقد خصصت لبحث مستجدات الأزمة اليمنية وتطورات الأحداث في البحر الأحمر، والتأكيد على التزام الجزائر، من موقعها كعضو غير دائم بمجلس الأمن، بدعم أمن واستقرار هذا البلد الشقيق والدفاع عن سيادته”. كما ناقش أحمد عطاف مع وزير خارجية كوت ديفوار “سبل تعزيز العلاقات الثنائية واستعرض معه التطورات السياسية والأمنية بمنطقة الساحل الصحراوي”.

من جانب آخر، “هنأ وزير الشؤون الخارجية نظيره الكاميروني بمناسبة ترؤس بلاده للدورة الحالية للجمعية العامة للأمم المتحدة ممثلة في شخص رئيس الوزراء السابق فيليمون يانغ”، كما بحث الطرفان “آفاق تطوير التعاون الثنائي وعددًا من المسائل المطروحة على مستوى الاتحاد الإفريقي”، وفقًا لما جاء في بيان الوزارة.

أما اللقاء مع وزيرة خارجية جمهورية إفريقيا الوسطى، “فقد سمح بتناول سبل الدفع بالعلاقات بين البلدين وتعزيز التنسيق البيني على الصعيد الإفريقي”. كما اتفق الوزير أحمد عطاف مع نظيره الفيتنامي على “ضرورة إعطاء دفع قوي لعلاقات الصداقة والتعاون التقليدية بين البلدين، لا سيما من خلال تبادل الزيارات رفيعة المستوى وبرمجة اللجنة المشتركة الجزائرية الفيتنامية وعقد المشاورات السياسية بين وزارتي الخارجية، وكذا تعزيز التواصل بين رجال الأعمال والمتعاملين الاقتصاديين”.

وبخصوص المحادثات مع نائب رئيس الوزراء الأيرلندي، أوضح البيان أنها “قد تمحورت حول بحث آفاق توطيد العلاقات الثنائية وتعزيز التنسيق البيني بشأن القضايا الدولية والإقليمية ذات الاهتمام المشترك”. وفي الختام، ناقش وزير الشؤون الخارجية مع نظيره الأرميني “تطورات الوضع بمنطقة الشرق الأوسط وانعكاساتها على منظومة العلاقات الدولية”، يضيف البيان.

وكان وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج، أحمد عطاف، قد شارك أمس الثلاثاء في نيويورك، في الجلسة الافتتاحية للنقاش العام للجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الـ79، الذي سيجري إلى غاية يوم 30 سبتمبر 2024 تحت شعار “العمل معًا من أجل النهوض بالسلام والتنمية المستدامة والكرامة الإنسانية للأجيال الحالية والمقبلة”، حسب ما أفاد بيان للوزارة.

حميد سعدون

حميد سعدون

اقرأ أيضا

آخر الأخبار
بلعريبي: نعمل على تقييم السكنات وتوزيع وحدات سكنية جديدة احتفالا بالذكرى الـ 70 للثورة الرئيس تبون يتلقى مكالمة من الغزواني لبحث العلاقات الثنائية والوضع الإقليمي إيران تقصف الأراضي الفلسطينية المحتلة مولوجي تشرف على تدشين المعهد الوطني العالي للسينما لتعزيز التعاون الثنائي.. العرباوي يستقبل وفدًا نيجريا برئاسة وزير البترول الاتحاد العام للعمال الجزائريين يُعلن تضامنه مع الشعب الفلسطيني شرفة يعطي إشارة انطلاق حملة الحرث والبذر بسطيف إنطلاق التسجيلات الخاصة بقرعة الحج الخميس المقبل تخفيضات جديدة على اشتراكات الترامواي في الجزائر ووهران شنقريحة في زيارة عمل إلى إيطاليا بسكرة.. وفاة شخص وإصابة 8 آخرين في حادث مرور أمطار رعدية عبر 8 ولايات هذه استراتيجية الجزائر لتأمين غذائها في ظل التقلبات العالمية.. من الحقول إلى الموائد مقارنةً بحماس.. ما الذي يجعل حزب الله هدفاً ممكنا للاستخبارات الإسرائيلية؟ على الصعيد الدولي.. الجزائر تعزّز شراكاتها الاستراتيجية حروب القتل "المقدّسة".. "توراة" الدماء وأيديولوجيا الإبادة عطاف يطالب المجتمع الدولي بإنهاء معاناة الشعبين الفلسطيني واللبناني بوغالي يشارك في مراسم تنصيب الرئيسة المكسيكية الجديدة بلعريبي يتفقد أشغال صيانة ملعب علي لابوانت بالدويرة المحكمة الدستورية تشارك في برنامج دولي حول تكنولوجيا المعلومات والذكاء الاصطناعي في القضاء