تعيش أوروبا على وقع تحذيرات من موجة رابعة لفيروس كورونا المستجد من جهة، ورفض شعبي واحتجاجات على إجراءات الغلق التي أُعلن عنها في عواصم أوربية عدة كإجراء احترازي مع عودة تسجيل ارتفاع في الحالات من جهة أخرى.
تصاعدت الاحتجاجات الرافضة لعودة الحجر، والحد من النشاط العام في بلدان أوربية عدة. ففي العاصمة النمساوية فينا، تجمع السبت أكثر من 40 ألف شخص أمام قصر هوفبورغ الإمبراطوري السابق، للتنديد بما وصفه المحتجون “إجراءات فاشية” تعليقا على إقرار حكومتهم العودة إلى تدابير الحجر الصحي، وتشديد التنقل والنشاط في الأماكن العامة، الذي يستمر حتى 13 ديسمبر/كانون الثاني.
وكانت الحكومة النمساوية قد دقت ناقوس الخطر ببلوغ عدد الإصابات مستويات غير مسبوقة منذ ربيع 2020، ودعت المواطنين غير الملقحين للاقتراب من المصالح الطبية، قصد الحصول على جرعتهم من اللقاح مع اقتراب فصل الشتاء.
في هولندا، شهدت الجمعة العاصمة أمستردام، اشتباكات بين الشرطة ومحتجين على إجراءات كورونا المشددة، اُستعملت فيها الذخيرة الحية، ما أدى إلى إصابة شخصين، في حين رشق متظاهرون سيارات الشرطة بالحجارة والألعاب النارية.
كما أعلنت الشرطة الهولندية اعتقال عشرات المحتجين، على الحظر المحتمل على دخول المطاعم والحانات للأشخاص، الذين لم يتم تطعيمهم أو الذين لم يتمكنوا من تقديم دليل على شفائهم من المرض.
بدورها شهدت إيطاليا هي الأخرى، نهاية أسبوع غير عادية، حيث اندلعت الاحتجاجات في روما وميلانو، اعتراضا على طلب الحكومة من جميع الموظفين امتلاك ما يسمى بـجواز مرورGreen Pass، الذي يثبت تلقيهم اللقاح المضاد للفيروس.
منظمة الصحة العالمية تحذر.. نصف مليون شخص سيموت في أوروبا
حذّرت منظمة الصحة العالمية، السبت، الحكومات الأوروبية من موجة جديدة لفيروس كورونا، قد تتسبب في وفاة نحو نصف مليون شخص بحلول مارس/ آذار المقبل، ما لم يتم اتخاذ إجراءات عاجلة.
وقال هانس كلوغه المدير الإقليمي للمنظمة في أوروبا، في حديث لهيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي”، إننا قلقون للغاية بشأن انتشار كورونا في القارة، حيث تواجه موجة جديدة من العدوى”.
وبحسب منظمة الصحة العالمية فإن عدة عوامل، منها دخول فصل الشتاء، وعدم كفاية اللقاح، والانتشار الإقليمي لمتحور دلتا الأكثر قابلية للانتقال، كانت وراء انتشار الوباء.
كما دعت المنظمة المواطنين الأوروبيين إلى زيادة الإقبال على اللقاحات، واتباع إجراءات الصحة العامة الأساسية، والعلاجات الطبية الجديدة، للمساعدة في مكافحة هذا الارتفاع.
وقال المدير الإقليمي للمنظمة بأوروبا، إنه “ينبغي النظر إلى إجراءات التطعيم الإلزامية على أنها الملاذ الأخير”، متابعا حول الاعتراضات على جواز سفر كورونا أن هذا “ليس تقييدًا للحرية، بل هو أداة للحفاظ على حريتنا الفردية”.