يواصل المتحور الجديد لفيروس كورونا أوميكرون، زحفه عالميا بوتيرة متسارعة جعلت منظمة الصحة العالمية تعتبره مصدر قلق بعد أسبوع واحد من بداية انتشاره، مما دفع بالعديد من الدول في العالم إلى إعادة تدابير الحجر الصحي وفرض قيود صارمة على السفر أو غلق الحدود نهائيا .
وأمام شح المعلومات حول طبيعة المتحور أوميكرون وقلة الدراسات التي تعنى بتحديد حقيقته وطرق انتشاره، تبقى دعوة منظمة الصحة العالمية إلى التسلح بالتلقيح كأهم آليات مواجهة هذه المتحورات أو التخفيف من حدة خطورتها على الأقل ، خاصة وأن المؤشرات المبكرة تشير إلى أن معظم المصابين بالمتحور أوميكرون يعانون من أعراض خفيفة يكون من السابق لأوانه نعتُها بالخطيرة ، لاسيما وأنّ الدراسات ما تزال جارية مع خبراء من مختلف دول العالم لجمع المزيد من المعلومات عنه.
كما طمأن مسؤول بمنظمة الصحة العالمية بأنه لا حاجة حاليا لتطوير لقاحات جديدة، لذا فإن العمل الذي يعكف عليه منتجو اللقاح لا يتعدى القيام ببعض التعديلات البسيطة على اللقاحات المتوفرة حاليا في السوق العالمية. أما بشأن تطلع الناس إلى التخفيف من الإجراءات الوقائية والعودة إلى الحياة الطبيعة، فقد أكد مسؤولون بمنظمة الصحة العالمية أن الحديث عن ذلك ما يزال مبكرا، مشددين على مخاوفهم من ظهور متحورات جديدة في حال استهتار الناس بشروط الوقاية .
وقد سجلت أوّل إصابة من هذه السلاسة الجديدة يوم 24 نوفمبر/تشرين الثاني بجمهوريتي جنوب إفريقيا وبوتسوانا لتكون بذلك مهدا لنشأته إذ سجلت أولى حالاته بمنطقة بوتسوانا يوم 11 نوفمبر /تشرين الثاني الماضي، وهو ما دفع جمهورية جنوب إفريقيا إلى دق ناقوس الخطر وذلك من أجل السيطرة على الوضع، وعدم إعلانها عن الانفلات الذي قد يترتب بسبب الانتشار المفزع الذي سجلته منذ الأسبوع الأول من شهر نوفمبر/كانون الثاني بأكثر من 100 حالة، ليتضاعف إلى أكثر من 3 مرات في الأسبوع الواحد ليصل يوم الجمعة الفارط إلى 16 ألف حالة إصابة بكورنا لوحدها.
هذه الأرقام الضخمة زادت من مخاوف تفشي متحور أوميكرون الجديد إلى أضعاف في حالة عدم وضع خطط فعالة وواضحة لمكافحة انتشاره. خاصة وأن عدد الدول التي سجلت حالات المتحور الجديد أوميكرون، حسب إحصائيات منظمة الصحة العالمية بأقاليمها الستة، بلغ 38 دولة لحد الآن فقد وصل عدد الإصابات في إنجلترا لوحدها يوم الجمعة إلى 104 حالة، كما وصل المتحور الجديد إلى الولايات المتحدة الأمريكية و أستراليا.
وتجدر الإشارة إلى أن آخر الدراسات حول المتحور الجديد تزيد من عدم اتضاح معالمه ومخاوف خطورته، إذ أن آخر النتائج لا تحمل خبرا سارا للمتعافين من كورونا ففعالية المناعة التي اكتسبوها بعد الإصابة لا تقلل من احتمالات الإصابة بالمتحور الجديد.
إلى ذلك أكدت رئيسة وكالة الأمن الصحي البريطانية جيني هاريس بأن الحالات التي سجلت ليس لها علاقة بالرحلات القادمة من الخارج وهو ما يفتح باب التساؤل عن إمكانيات انتقال المتحور الجديد محليا و وعدم جدوى غلق الدول لحدودها وضرورة زيادة اليقظة بين المواطنين وهو ذات الأمر الذي أكده رئيس الوزراء بوريس جونسون .
ودفع اللغط والغموض الذي يكتنف انتشار متحور أوميكرون بين المبالغة والتخفيف، المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس إلى الدعوة للعقلانية المتكافئة مع القواعد الطبية دون إفراط أو تفريط ، كما أكد أن التعامل العالمي مع المتحور يجب أن يكون بطريقة هادئة ومنسّقة ومتّسقة، مشيرا في السياق ذاته إلى تحفظه على الإجراءات الصارمة التي باشرتها بعض الدول من غلق الحدود وفرض قيود على السفر ، واصفا إياها بالإجراءات التي لا تستند إلى أدلة علمية ولا شيء يثبت فعاليتها لاسيما وأن الدراسات ما تزال جارية بخصوص المتحور الجديد لحد الساعة .