توعدت روسيا بالرد على خطوات عدد من الدولة الأوروبية بطرد العديد من الدبلوماسيين الروس. وقررت فرنسا، طرد العديد من الموظفين الدبلوماسيين الروس، على غرار إجراء مماثل اتخذته ألمانيا.
وأفادت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا بأن موسكو لن تقف مكتوفة الأيدي بعد قرار برلين طرد دبلوماسيين روس وكتبت السفارة الروسية في برلين على تلغرام، إن “التقليص غير المبرر للطواقم الدبلوماسية في البعثات الروسية في ألمانيا، سيضيق المساحة التي تسمح بالحفاظ على الحوار بين البلدين ما سيؤدي إلى مزيد من التدهور في العلاقات الروسية-الألمانية”.
من جهته قال عضو أكاديمية الأزمات الجيوسياسية دكتور علي الأحمد، لعالم سبوتنيك إن: “الانقسام يزداد حدة، فالغرب والولايات المتحدة الأمريكية لا تريد التخلي عن أحادية سيطرتها على العالم، الذي لا يستطيع الاستمرار على هذا النحو، وخاصة الدول المؤثرة مثل روسيا والصين.
وأشار إلى أن هناك بعض شركاء الولايات المتحدة مضطرين أو مكرهين لأخذ جانب الولايات المتحدة مثل ألمانيا وفرنسا، كما أوضح أن التوتر بين روسيا من جانب والولايات المتحدة والدول الغربية من جانب آخر يزداد اشتعالا عن طريق الحرب الإعلامية وطرد الدبلوماسيين.
وحول التعاطي الروسي مع طرد الدبلوماسيين، أعرب، الأحمد، عن اعتقاده أن الدبلوماسية الروسية هي دبلوماسية هادئة وتعرف كيف تأخذ حقها ولا تأخذه بردة الفعل، وإن كان هناك رد فعل سيكون مدروسا بشكل جيد من قبل موسكو.
ولفت إلى أنه حتى بعد طرد الدبلوماسيين تظل هناك طرق عدة للتواصل، إلا أنها ليست رسمية وهنا تكمن أهمية الدبلوماسية الرسمية؛ لأنها أكثر التزاما بالأعراف والقوانين الدولية.
مجموعة الاتصال العربية ومهمة الوساطة
قال وزير الخارجية المصري سامح شكري، إن الدول العربية عرضت الوساطة في حل الأزمة الدائرة بين روسيا وأوكرانيا.
وأضاف شكري، الذي كان يتحدث خلال مؤتمر صحفي في العاصمة الروسية موسكو، أن مجموعة الاتصال العربية بشأن أوكرانيا شددت خلال محادثاتها في روسيا على أهمية تسهيل خروج الجاليات العربية بمناطق الصراع وضمان عدم تأثير النزاع على الدول الأخرى.
وأشار شكري إلى أن الدول العربية تدعم “مسار التفاوض المباشر بين روسيا وأكرانيا .
في المقابل، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إنه ناقش مع الوزراء العرب عددا من الملفات الدولية، بينها الوضع في أوكرانيا. وأوضح أن بلاده تتعرض لحملات “تشويه متعمدة وشدد لافروف على تمسك روسيا بضرورة حياد كييف”.
قال مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق السفير، حسين هريدي، إن: “تشكيل مثل هذا الوفد أو مجموعة الاتصال الوزارية العربية يعكس رغبة الدول العربية في الإسهام في الجهود الدولية والأممية كافة، لوضع حد للأزمة الأوكرانية، وهذه هي الرسالة التي حملتها المجموعة خلال زيارتها لموسكو”، مضيفا أن اجتماع هذه المجموعة بوزير الخارجية الروسي يدل على أن سياسة العالم العربي تجاه الأزمة الأوكرانية تتسم بالحياد الإيجابي، كما أن هذا الاجتماع كان فرصة لتبادل وجهات النظر حول آخر التطورات في سوريا وليبيا واليمن، وتكمن أهمية ذلك في أن الأزمة الأوكرانية أكدت للعالم بأن روسيا لها دور كبير في منطقة الشرق الأوسط.
وأوضح، هريدي، أن الأوضاع في أوكرانيا لا تقتصر الآن على العملية العسكرية الخاصة الروسية، حيث إنه برصد ردود الأفعال الغربية والأمريكية، يتضح أن الهدف ليس السلام في أوكرانيا أو سيادتها وإنما الهدف الأساسي لحلف شمال الأطلسي بقيادة أمريكية بريطانية هي روسيا كقوة دولية، مشددا على أن منع التصعيد يتوقف على أمرين، وهما أن تدرك واشنطن ولندن وبعض العواصم الأوروبية أنها أدخلت نفسها والعالم في صراع لا نهاية له، أو أن تدخل الصين بكل ثقلها لوضع حد لما يدور في أوكرانيا.