روسيا ترد ولا تبالي.. الغرب يائس والغبار النووي ينتظر بولندا

اعتبر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن تصريحات المسؤولين الأمريكيين بشأن ضرورة السماح لكييف بضرب الأراضي الروسية باستخدام الأسلحة الغربية، تعكس يأس الغرب. ومن جانبه، أكد نائب رئيس مجلس الأمن الروسي دميتري مدفيديف، أن بولندا التي تزعم بأن “واشنطن تهدد موسكو بضرب القوات الروسية في أوكرانيا”، يجب أن تدرك أنها ستنال نصيبها من الغبار النووي.

وعلّق دميتري مدفيديف، على مزاعم وزير الخارجية البولندي رادوسلاف سيكورسكي حول تهديد واشنطن بضرب “القوات الروسية في أوكرانيا إن أقدمت موسكو على استخدام السلاح النووي هناك”، وكتب مدفيديف على منصة “إكس” قائلا: “أولا، لم يقل اليانكي (الأمريكيون) شيئا كهذا حتى الآن، لأنهم أكثر حذرا من البولنديين، ثانيا، أي هجوم أمريكي علينا سيعني اندلاع حرب عالمية، وأي وزير خارجية، حتى ولو كان بولنديا، يجب أن يفهم ذلك”.

وثالثا – يضيف مدفيديف – “بعد إعلان بولنديّ آخر (الرئيس أندريه دودا) مؤخرا رغبته في نشر أسلحة نووية أمريكية في بولندا، فإن وارسو لن تبقى بعيدة، ومن المؤكد أن تتلقى حصتها من الغبار النووي”، في إشارة ضمنية للرد الروسي على أي عدوان أطلسي”.

ومن جهته، أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف – في تصريح لقناة “روسيا 1” – “أن حديث المسؤولين الأمريكيين حول ضرورة السماح لكييف بضرب الأراضي الروسية بالأسلحة الغربية، يعكس يأس الغرب”. وقال لافروف: “هذه الأحاديث تبرز إلى حد ما اليأس وأنهم حتى عبر القانون الدولي لن يحققوا هدفهم… هذا يشبه احتضارهم”.

وفي وقت سابق، دعا رئيس لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب الأمريكي مايكل ماكول وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن إلى رفع الحظر المفروض على كييف في مسألة ضرب الأراضي الروسية بالأسلحة الأمريكية، وأظهر له خريطة للأراضي الروسية والمساحة التي تغطيها صواريخ ATACMS المقدمة من الولايات المتحدة.

كما طالبت مجموعة من أعضاء الكونغرس الأمريكي بقيادة رئيس لجنة المخابرات بمجلس النواب مايك تيرنر وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن بالسماح لأوكرانيا باستخدام الأسلحة التي نقلتها واشنطن “لضرب أهداف إستراتيجية داخل الأراضي الروسية في ظروف معينة”.

وتسعى الدول الغربية، من خلال الدعم المادي والعسكري والسياسي الذي تقدمه لكييف إلى عرقلة أهداف العملية العسكرية الروسية الخاصة في أوكرانيا، إلا أن موسكو أكدت في أكثر من مناسبة أن العمليات العسكرية في دونباس لن تتوقف إلا بعد تحقيق جميع المهام الموكلة إليها.

من يرسم خط المواجهة مع روسيا؟

لكن الغرب يبدو غير متفق حول تهديد روسيا، إذ ندد وزير الدفاع الإيطالي غيدو كروسيتو بتصريح سكرتير عام الناتو ينس ستولتنبرغ عن تخويل كييف بضرب روسيا بأسلحة غربية، وحديث الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عن إرسال قوات إلى أوكرانيا.

وقال كروسيتو في مقابلة مع صحيفة La Stampa: “لا يمكن للأمين العام لحلف “الناتو” أو دولة بمفردها تحديد الخط للجميع. وهذا ينطبق على ستولتنبرغ و(الرئيس الفرنسي إيمانويل) ماكرون، الذي قال إننا سنرسل جنودنا إلى أوكرانيا” مضيفا أنه سيتم اتخاذ القرارات في قمة واشنطن في جويلية المقبل. وأضاف أن “الخطاب الفردي لا يعني شيئا”.

وأعرب عن قناعته بأنه سيكون من الخطأ اتخاذ إجراءات تؤدي إلى التصعيد عند تقديم المساعدة لأوكرانيا. وتابع: “يجب أن يبقى من الممكن التوصل إلى هدنة ومفاوضات السلام مفتوحة، ويجب أن تخدم مساعدتنا لأوكرانيا هذا الغرض”. كما أكد وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاياني يوم السبت أن أي قرارات تخص حلف “الناتو” يجب أن تتخذ بشكل مشترك بين الدول الأعضاء في الحلف وحلفائه.

وتأتي هذه التصريحات تعليقا على دعوة ستولتنبرغ إلى رفع القيود المفروضة على استخدام كييف للأسلحة الغربية، بغية توجيه ضربات إلى أهداف داخل الأراضي الروسية. وفي وقت سابق، صرح ماكرون بأنه لا يستبعد إمكانية إرسال قوات إلى أوكرانيا إذا اخترق الجيش الروسي الخطوط الأمامية وإذا توجهت كييف بطلب للمساعدة.

تحرير بلدة جديدة في مقاطعة خاركوف

ميدانيا، أعلنت وزارة الدفاع الروسية تحرير بلدة بيريستوفو في مقاطعة خاركوف شرق أوكرانيا والقضاء على 1590 عسكريا أوكرانيا وإسقاط عشرات المسيرات والصواريخ الغربية خلال الساعات الماضية.

وجاء في بيان وزارة الدفاع الروسية اليومي عن سير العملية العسكرية في أوكرانيا أن مجموعة قوات “الشمال” قصفت تجمعات للقوات الأوكرانية وصدت هجوما مضادا وقضت على نحو 300 عسكري أوكراني.

ومن جانب آخر – وفق نفس المصدر – حررت مجموعة قوات “الغرب” بلدة بيريستوفوي بمقاطعة خاركوف وقصفت تجمعات للقوات الأوكرانية وقضت على 285 عسكريا أوكرانيا، حسنت قوات “الجنوب” مواقعها في جمهورية دونيتسك وقصفت تجمعات أوكرانية وقضت على 480 عسكريا أوكرانيا، ودمرت 5 مستودعات ذخيرة أوكرانية.

وقالت الوزارة أيضا إنّ قوات “المركز” حسنت مواقعها وقصفت تجمعات للقوات الأوكرانية وصدت هجوما مضادا وقضت على نحو 355 عسكريا أوكرانيا ودمرت 3 مدرعات منها “برادلي” أمريكية.

وأشار البيان إلى قوات “دنيبر” قصفت تجمعات أوكرانية وقضت على 40 عسكريا، فيما حسنت قوات “الشرق” مواقعها وقصفت تجمعات للقوات الأوكرانية وصدت هجوما مضادا وقضت على نحو 130 عسكريا أوكرانيا.

ودمّر الطيران التكتيكي وقوات الصواريخ والمدفعية مستودعي ذخيرة وتم القضاء على تجمعات أوكرانية في 128 موقعا، واعترضت الدفاعات الجوية صاروخ “نبتون” سوفيتيا مضادا للسفن و5 صواريخ “أتاكمس” أمريكية و32 صاروخ “هيمارس” أمريكية و”فامباير” تشيكية و41 مسيرة أوكرانية.

الدراجات تراوغ مسيّرات كييف

أشار رئيس حركة “نحن مع روسيا” فلاديمير روغوف إلى تقدم القوات الروسية في قرية ستارومايورسكي في جمهورية دونيتسك باستخدام الدراجات النارية لأغراض الاستطلاع والعمليات القتالية.

وقال روغوف لوكالة “تاس”: “يستخدم العسكريون الروس بصورة نشطة المعدات الخفيفة للتقدم والاستطلاع والعمليات القتالية في أحياء قرية ستارومايورسكوي بجمهورية دونيتسك الشعبية”.

وأوضح أنهم يستخدمون الآن في غالب الأحيان الدراجات النارية ومركبات الدفع الرباعي في التنقل، مشيرا إلى أنه “تبين أن هذين النوعين من وسائل النقل غير معرضين بشكل كبير للخطر من هجمات الطائرات المسيرة الانتحارية، حيث يستطيعون المراوغة والابتعاد والتحرك بسرعة”.

وأضاف: “في ستارومايورسكي وأوروجيني تحسن الوضع على طول الجبهة وتتقدم قواتنا في المناطق المأهولة حيث يتم الضغط خطوة بخطوة على مسلحي القوات الأوكرانية باتجاه الشمال”. وتابع: “نحن الآن نسيطر على المرتفعات الواقعة غرب هذه المناطق السكنية”.

تحليل غربي

أفادت “سكاي نيوز” البريطانية نقلا عن تحليل أعدته شركة Bain & Company الاستشارية بأن روسيا تنتج ثلاثة أضعاف إنتاج بلدان “الناتو” مجتمعة من قذائف المدفعية والدبابات، وبربع الكلفة.

وكتبت القناة على موقعها الإلكتروني: “تنتج روسيا قذائف مدفعية أسرع بثلاث مرات تقريبا من حلفاء أوكرانيا الغربيين وبحوالي ربع التكلفة مقارنة بالتكاليف في الغرب”، وجاء في التحليل أن روسيا ستنتج أو تجدد 4.5 مليون قذيفة مدفعية هذا العام، في حين ستنتج الدول الأوروبية والولايات المتحدة مجتمعة حوالي 1.3 مليون قذيفة.

وأشار إلى أن روسيا تنتج القذائف بتكاليف أقل، حيث تبلغ كلفة القذيفة الواحدة من عيار 155 مم في الغرب حوالي 4 آلاف دولار، بينما تبلغ كلفة القذيفة الواحدة من عيار 152 مم في روسيا حوالي ألف دولار تقريبا. وتؤكد روسيا أن إمدادات الأسلحة إلى أوكرانيا تجعل “الناتو” شريكا مباشرا في النزاع، وأنها لن تفضي إلا لإطالة احتضار قوات ونظام

الكشف عن موعد تشغيل منظومة “درب التبانة الروسية”

وعلى صعيد الإنجازات، أعلنت وكالة “روس كوسموس” أن روسيا ستبدأ العام الجاري بتشغيل منظومة “درب التبانة” المخصصة لمراقبة الحطام الفضائي. وحول هذا الموضوع قال المدير التنفيذي لقسم البرامج والعلوم المتقدمة في مؤسسة “روس كوسموس”، ألكسندر بلوشينكو:”من المقرر أن يتم تشغيل منظومة درب التبانة الروسية قبل نهاية عام 2024”.

وأشار بلوشينكو إلى أن روسيا طورت منظومة “درب التبانة” لتعمل كنظام مفتوح، لذا فإن “روس كوسموس” مستعدة لتزويد شركائها من دول مجموعة “بريكس” بالبيانات التي سيتم الحصول عليها من هذه المنظومة، كما ستحصل على هذه البيانات بعض مؤسسات القطاع العام والخاص، وكذلك المراكز العلمية والتعليمية.

وفي أفريل العام الماضي، صرّح رئيس وكالة “روس كوسموس” يوري بوريسوف بأن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين وافق على مشروع المنظومة المذكورة لاستخدامها في مراقبة الحطام الفضائي.

وفي وقت سابق، ذكر المصمم العام للمجمعات والأنظمة المأهولة في روسيا، فلاديمير سولوفيوف أن المحطة الفضائية الدولية تتعرض للأعطال بسبب النيازك والحطام الفضائي، وذلك جراء زيادة تلوث مدار الأرض بالنفايات الفضائية.

زيلينسكي فقد شرعيته

من جهته، أشار رئيس مجلس “الدوما” الروسي فياتشيسلاف فولودين إلى أن زيلينسكي فقد شرعيته منذ انتهاء ولايته مؤخرا وجميع قرارات التعبئة الصادرة عنه باطلة، وعلى مجنّديه العودة إلى منازلهم.

وكتب فولودين على “تلغرام”: “أي اتفاقات مع رئيس غير شرعي باطلة ويمكن الطعن فيها في المستقبل. زيلينسكي فقد حق التحديث باسم أوكرانيا”. وأضاف أن زيلينسكي اغتصب السلطة بإلغاء الانتخابات الرئاسية بعد انتهاء ولايته وكل قراراته وأوامره لم تعد شرعية.

وتابع: “على المجندين الأوكرانيين الذين تم سوقهم للخدمة بموجب مرسوم زيلينسكي للتعبئة العامة العودة إلى منازلهم، حيث لا تحظى أي قرارات منه بالشرعية”. وقال: “لم يحق له إعلان التعبئة وإرسال المواطنين إلى الحرب واتخاذ أي قرارات أخرى. وعلى الذين لا يعرفون القانون أن يفهموا أن ذلك لن يحميهم من المسؤولية”.

وحيد سيف الدين - الجزائر

وحيد سيف الدين - الجزائر

اقرأ أيضا

آخر الأخبار
الجنائية الدولية ترفض إلغاء أو تعليق مذكرتي اعتقال نتنياهو وغالانت ميناء طنجة.. استقالات جماعية رفضا لنقل معدات حربية للكيان الصهيوني الصين تمنح واردات أمريكية إعفاءات من الرسوم وزير الاتصال يدعو إلى ترقية الإعلام الرياضي والابتعاد عن التهويل والتضخيم شراكة جزائرية-صينية جديدة لدعم الابتكار في الطاقات المتجددة انطلاق التسجيلات الأولية لتلاميذ السنة أولى ابتدائي عبر المنصة الرقمية سفارة السعودية بالجزائر تحذّر أسعار النفط تتجه لتكبد خسائر أسبوعية رئيس الجمهورية يعاين صرحًا رياضيًا جديدًا خلال زيارته لبشار وزارة الثقافة..إنجاز مركز طبي اجتماعي للفنانين الجزائر توقع اتفاقية شراكة مع مدرسة براغ العالمية للسينما الجزائر توقّع عقدين لتصدير منتجات غذائية نحو السوق السعودية بقيمة 5 ملايين دولار سنويًا رفع التجميد عن مشاريع الصحة وتكوين سنوي لـ 1050 طبيباً في هذه التخصصات رزيق يستقبل مسؤولاً أوروبياً لبحث آفاق الشراكة الاستراتيجية توقيع اتفاقية شراكة بين الوكالة الوطنية للنفايات وشركة "سيال" إيداع 4 أشخاص الحبس بتهمة المضاربة في البطاطا رسميا.. هذا موعد بيع الأضاحي المستوردة للمواطنين حماس تُحذّر من كارثة إنسانية غير مسبوقة بغزة الجزائر وسلوفينيا توقعان مذكرة تفاهم في مجال التعليم العالي والعلوم عطاف يُستقبل بهلسنكي من قبل الرئيس الفنلندي