صرح وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن خطر الحرب النووية حقيقي، مشددا على أنه لا يمكن التقليل من شأن هذا الخطر.
وأضاف لافروف على الهواء في برنامج “اللعبة الكبيرة” على القناة الروسية الأولى، اليوم الاثنين، أن موسكو تأمل ألا تسمح الدول الغربية بإرسال قوات الناتو إلى أوكرانيا “آمل حقًا، أنه لا ينبغي بأي حال من الأحوال السماح بحرب عالمية ثالثة، إنهم في هذا السياق يفكرون في الاستفزازات المستمرة لزيلينسكي وفريقه، الذين يطالبون تقريبا بإدخال قوات الناتو لحماية الحكومة الأوكرانية. والجميع يقول دائمًا إننا سنعطي الأسلحة – والتي، بالطبع، تصب الوقود على النار – يريدون إجبار الأوكرانيين على قتال روسيا بهذه الأسلحة حتى آخر جندي أوكراني، لأجل أن يستمر هذا الصراع فترة أطول، لأجل أن تعاني منه روسيا أكثر فأكثر، كما يأملون”.
في الوقت نفسه، أشار لافروف إلى أن قادة الدول الغربية، التي تزود أوكرانيا بالسلاح، “يعلنون أن مسألة إرسال قوات الناتو مستبعدة، باستثناء بولندا”.
وقال لافروف إن معايير معاهدة سلام محتملة بين روسيا وأوكرانيا ستحددها الأوضاع في ساحة الحرب “كما هو الوضع في أي حالة يتم فيها استخدام القوات المسلحة، بالطبع، سينتهي كل شيء بمعاهدة. لكن معالم هذه المعاهدة ستتحدد بمرحلة الأعمال القتالية التي ستصبح فيها هذه المعاهدة حقيقة واقعة”.
وأشار لافروف إلى أنه خلال المحادثات في اسطنبول، وافقت روسيا من الناحية المفاهيمية على مقترحات معاهدة السلام الأوكرانية الرئيسية: وضع الحياد والضمانات الأمنية.
ومع ذلك، وفقًا لوزير الخارجية الروسي، “ابتعدت كييف في النهاية عن هذا المفهوم. وجاء في وثيقة اسطنبول أنه لن تكون هناك قواعد عسكرية أجنبية في أوكرانيا ولن تجرى أي مناورات بمشاركة القوات المسلحة الأجنبية، إلا بموافقة جميع الدول الضامنة لهذه المعاهدة، بما في ذلك روسيا، وقد تمت كتابتها بشكل مباشر. في النسخة التي قدموها لنا، بعد رد فعلنا الإيجابي، كانت: لا مناورات إلا بموافقة غالبية الدول الضامنة. هناك فرق؟ هذا ما يدور حوله النقاش. هذه هي الطريقة التي تصرفوا بها بشأن عدد من المقترحات الأخرى التي قدموها في اسطنبول”.
وفي 19 أبريل الماضي، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن روسيا لا تدرس إمكانية استخدام أسلحة نووية في أوكرانيا، وأكد أن بلاده كانت مضطرة لبدء عملية عسكرية خاصة في أوكرانيا لحماية دونيتسك ولوغانسك.
وتعليقا على تصريح الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي حول اعتزام روسيا استخدام أسلحة نووية في أوكرانيا، قال لافروف: “زيلينسكي كان هو الذي تحدث عن هذا … لا يمكنني، بصراحة، التعليق على ما قاله شخص غير متزن”.
واعتبر لافروف في مقابلة مع القناة الهندية الأولى، أن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا لم تكن خيارا، مشيرا إلى أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، كان قد دعا في نوفمبر من العام الماضي، الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي للجلوس إلى طاولة المفاوضات ومناقشة الضمانات الأمنية القانونية لوقف المزيد من توسع الناتو نحو الشرق، لكنهما رفضا.
وأضاف لافروف أن “الجيش الأوكراني في هذه الأثناء كثف بشكل كبير قصف جمهوريتي لوغانسك ودونيتسك، في انتهاك لجميع أنظمة وقف إطلاق النار، ولم يكن لدينا خيار آخر سوى الاعتراف بهما وتوقيع اتفاقية المساعدة المتبادلة استجابة لطلبهما وإرسال قواتنا العسكرية كجزء من عملية عسكرية لحماية حياتهم”.
وتعليقا على ما حدث في مدينة بوتشا الأوكرانية قال لافروف إن روسيا ستكشف وتثبت حقيقة ما حدث فعلا في مدينة بوتشا بضواحي كييف.
وأعرب لافروف عن خيبة أمله من تصرفات الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي، ووصف مواقف الأخير بالمتقلبة، مشيرا إلى أن زيلينسكي بادر بالدعوة للمفاوضات، لكن موقفه غير ثابت ومتغير باستمرار.