روسيا تهزم الغرب.. “نهاية اللعبة” في أوكرانيا !

ترفض السويد والتشيك وبولندا، الاستجابة لمغامرة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون المتعلّقة بمقترح قيام دول غربية بإرسال قوات إلى أوكرانيا، وهو ما حذّرت منه موسكو، معتبرة أنّ خطوة من هذا النوع “لن تكون في مصلحة الغرب” الذي يقرّ مسؤولوه بأنّ روسيا قد تتفوّق عسكريا في النزاع عام 2024 مع نفاد الأسلحة والذخيرة لدى الجانب الأوكراني، الذي تكبّد خسائر فادحة في صفوف جيشه بلغت أكثر من 444 ألف عسكري خلال العملية العسكرية الروسية الخاصة بأكملها.

وكان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، قد أعلن خطوات جديدة لدعم أوكرانيا في معركتها الخاسرة ضدّ روسيا، قائلا إنّه ليس من المستبعد إرسال قوات برية غربية لتحقيق هدف أوروبا المتمثل في إنزال الهزيمة بموسكو، في وقت تحوم فيه شكوك أوروبية حيال استمرار الدعم الأمريكي لكييف.

وفي كلمة له في ختام مؤتمر دولي لدعم أوكرانيا، ضمّ أكثر من 20 من القادة الأوروبيين، رسم ماكرون صورة قاتمة لروسيا، التي قال إنّ مواقفها “تتشدّد” في الداخل وفي ساحة المعركة، وقال “إنّنا مقتنعون بأنّ هزيمة روسيا ضرورية للأمن والاستقرار في أوروبا”، مضيفا أنّ موسكو تبدي موقفا أكثر عدوانية ليس فقط في أوكرانيا بل بشكل عام.

وأشار إلى أنّه رغم عدم وجود إجماع على إرسال قوات برية غربية إلى أوكرانيا، فإنّه لا ينبغي استبعاد أيّ شيء، “سنفعل كل ما يلزم لضمان عدم تمكّن روسيا من الفوز في هذه الحرب”، وقال ماكرون إنّه تقرّر إنشاء تحالف لتوجيه ضربات في العمق، وبالتالي لتزويد أوكرانيا بصواريخ وقنابل متوسطة وطويلة المدى.

وكان المستشار الألماني، أولاف شولتس، والرئيس البولندي، أندريه دودا، من بين نحو 20 رئيس دولة وحكومة حاضرين في المؤتمر، الذي ألقى خلاله الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي خطابا عبر الفيديو، وشارك أيضا وزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون. كما شاركت في المؤتمر كل من الولايات المتحدة وكندا.

وجاء كلام ماكرون بعد أن أقرّ مسؤولون غربيون بأنّ روسيا قد تتفوّق عسكريا في النزاع عام 2024 مع نفاد الأسلحة والذخيرة لدى الجانب الأوكراني، وفي مؤشر على ذلك، أعلنت أوكرانيا أول أمس الإثنين أنّها انسحبت من منطقة “لاستوشكين” شرقي أوكرانيا، والتي أعلنت موسكو السيطرة عليها، في هزيمة أخرى للقوات الأوكرانية منذ سقوط أفدييفكا.

3 دول أوروبية تعلّق على فكرة ماكرون

وتعليقا على تصريحات ماكرون في ختام مؤتمر حول أوكرانيا عقد في باريس الاثنين، أعلن رئيس وزراء السويد، أولف كريسترسون، أنّ مسألة إرسال قوات إلى أوكرانيا ليست على جدول أعمال حكومته، فيما أكّدت التشيك وبولندا أنهما “لا تفكّران” في إرسال جنود إلى أوكرانيا.

وفي البرنامج الصباحي على قناة SVT، قال رئيس وزراء السويد التي حصلت من هنغاريا على الضوء الأخضر على انضمامها إلى حلف الناتو: “في الوقت الحالي، نحن منخرطون بشكل كامل في إرسال معدات (عسكرية) متقدّمة من السويد إلى أوكرانيا بطرق مختلفة، كما يفعل العديد من الدول الأخرى.. وأوكرانيا ذاتها لا تطلب ذلك (إرسال قوات). هذه القضية ليست على جدول الأعمال”.

وأشار كريسترسون إلى أنّ الدول لديها تقاليد مختلفة للمشاركة في شؤون الدول الأخرى، وأضاف: “التقليد الفرنسي ليس كالتقليد السويدي. أنا أحترم رغبة فرنسا في مساعدة أوكرانيا، لكننا الآن نساعد أوكرانيا بطريقة مختلفة، ونوفّر وسائل متقدّمة”.

بدوره، قال رئيس الوزراء التشيكي، بيتر فيالا، خلال مؤتمر صحفي مع نظيره البولندي، دونالد توسك، في براغ أمس الثلاثاء، في معرض تعليقه على مخرجات مؤتمر باريس، “إننا لا نفكّر قط في إرسال جنود إلى أوكرانيا”، بينما أكّد توسك أيضا أنّ “بولندا لا تنوي إرسال وحداتها إلى أوكرانيا”.

وفي وقت سابق، قال الرئيس البولندي، أندريه دودا، إنّ دول الناتو تختلف حول إمكانية إرسال قواتها العسكرية إلى أوكرانيا، ولم يتم اتخاذ أيّ قرار بعد، وكان رئيس وزراء سلوفاكيا، روبرت فيتسو، صرّح بأنّ عددا من دول حلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي تدرس إمكانية إرسال قواتهم العسكرية إلى أوكرانيا على أساس الاتفاقيات الثنائية.

وقال فيتسو، إنّ حكومته لا تخطّط لإرسال جنود سلوفاكيين، لكنه لم يقدّم تفاصيل حول الدول التي تبحث مثل هذه الاتفاقات، أو ما ستفعله القوات في أوكرانيا، وقال رئيس البرلمان السلوفاكي، بيتر بيليغريني، إنّ سلوفاكيا لن ترسل قوات إلى أوكرانيا، فيما حذّرت موسكو من أنّ احتمال إرسال الدول الغربية قواتها إلى أوكرانيا سيزيد من خطر حدوث صدام مباشر بين الناتو وروسيا.

وقال وزير الدفاع الأوكراني، رستم عمروف، يوم الأحد الماضي إنّ نصف المساعدات العسكرية الغربية التي تمّ التعهّد بها لكييف سلّمت متأخرة، مشيرا إلى أنّ “التعهّد لا يعني التسليم”، وفي تصريحات كشفت حجم الخسائر البشرية التي تكبّدتها أوكرانيا، قال زيلينسكي إنّ 31 ألف جندي أوكراني قتلوا في الحرب ضدّ روسيا.

وأفاد مسؤول في الرئاسة الفرنسية – طلب عدم كشف هويته – بأنّ على الاجتماع أن يناقض أيّ “انطباع بأنّ الأمور تنهار” بعد الانتكاسات التي تعرّضت لها أوكرانيا في ساحة المعركة، وأفاد المسؤول الفرنسي “لم نستسلم ولسنا انهزاميين”، مضيفا أنّ “روسيا لن تحقّق أيّ انتصار في أوكرانيا”.

ليس في مصلحة الغرب

قال الناطق باسم الكرملين، أمس الثلاثاء، إنّ إرسال قوات إلى أوكرانيا “لن يكون في مصلحة” الغرب، وذلك ردا على تصريحات الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، الذي قال إنّ ذلك الأمر لا يمكن “استبعاده”، فيما قال أمين عام الناتو إنّه لا خطط لدى الحلف لإرسال قوات إلى أوكرانيا.

في موسكو، قال المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف للصحفيين، ردا على إمكانية إرسال قوات غربية إلى أوكرانيا، إنّ “حصول ذلك سيعني حتما المواجهة المباشرة مع الناتو”، مضيفا أنّ إرسال قوات إلى أوكرانيا “لن يكون في مصلحة الغرب”.

وأضاف بيسكوف، “هذا ليس في مصلحة هذه الدول بتاتا. يجب أن تدرك ذلك”، معتبرا أنّ مجرّد إثارة هذا الاحتمال يشكّل “عنصرا جديدا مهما جدا” في الصراع، بحسب ما ذكرت فرانس برس.

وفي بروكسل، صرّح الأمين العام لحلف شمال الأطلسي “الناتو”، ينس ستولتنبرغ، في مقابلة مع الأسوشيتد برس، بأنّ الحلف العسكري ليس لديه خطط لإرسال قوات قتالية إلى أوكرانيا، وسط تقارير تشير إلى تفكير بعض الدول الغربية في نشر قوات على الأرض في الدولة التي مزّقتها الحرب.

وقال ستولتنبرغ “حلفاء الناتو يقدّمون دعما غير مسبوق لأوكرانيا. نقوم بذلك منذ عام 2014 وكثّفنا جهودنا بعد الهجوم واسع النطاق. لكن لا توجد خطط لنشر قوات قتالية تابعة لحلف شمال الأطلسي على الأرض في أوكرانيا”.

وقبل توجّهه إلى باريس يوم الاثنين، حيث ناقش كبار المسؤولين من أكثر من 20 دولة خيارات لزيادة المساعدة لأوكرانيا، قال رئيس وزراء سلوفاكيا، روبرت فيتسو، إنّ بعض الدول تدرس إمكانية إبرام اتفاقيات ثنائية لإرسال قوات إلى أوكرانيا لمساعدتها في “صدّ الهجوم الروسي”.

شويغو يكشف إجمالي خسائر أوكرانيا

أما وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو، فقد كشف أمس الثلاثاء، خسائر أوكرانيا منذ بداية العام الجاري، ومن القوات الأوكرانية منذ بدء العملية العسكرية الروسية الخاصة في أوكرانيا.

وقال شويغو، خلال اجتماع الإدارة العسكرية الروسية، إنه “منذ بداية العام 2024، تمّ تحرير نحو 327 كيلومترا مربعا من أراضي الأقاليم الجديدة الروسية من النازيين على جميع المحاور”، مضيفا أنّه خلال الأسبوع الماضي تمّ “طرد القوات المسلّحة الأوكرانية من بلدات بابيدا لاستوشكينو، سيفيرني في جمهورية دونيتسك الشعبية”.

وتابع وزير الدفاع الروسي، قائلا: “في المتوسط.. بلغت خسائر القوات الأوكرانية يوميا منذ بداية العام الجاري، أكثر من 800 عسكري و120 قطعة من الأسلحة المختلفة”، وفقا لموقع سبتوتنيك الروسي للأنباء.

وأوضح شويغو، أنّ القوات الأوكرانية فقدت أكثر من 444 ألف عسكري خلال العملية الخاصة بأكملها، مؤكّدا أنّه “بعد تحرير أفدييفكا، تواصل القوات الروسية تعزيز مواقعها على محوري دونيتسك وكوبيانسك والسيطرة على مواقع جديدة للقوات الأوكرانية”.

ووفقا لوزير الدفاع الروسي، تنفّذ القوات الروسية، في اتجاهات أخرى، باستمرار هجمات نارية قوية على منشآت القوات المسلّحة الأوكرانية، ما يمنعها من استعادة فعاليتها القتالية.

ملخص ما صرّح به شويغو

  • تم تحرير مساحة 327 كيلومترا مربعا من “المناطق الجديدة في روسيا” منذ بداية العام الجاري.
  • القوات الأوكرانية تخسر يوميا أكثر من 800 عسكري و120 وحدة من الأسلحة المختلفة، بما فيها الأسلحة الأجنبية.
  • وضع القوات المسلّحة الأوكرانية يشير إلى عدم جدوى الإستراتيجية الأمريكية لاحتواء روسيا.
  • تستخدم القوات الروسية أسلحة عالية الدقة لحرمان القوات الأوكرانية من القدرة على الهجوم المضاد.
  • يوجد حوالي 40 مختبرًا بيولوجيًا أمريكيًا لدراسة خصائص مسبّبات الأمراض في أوكرانيا.
  • ستشارك قوات المنطقة العسكرية الشرقية هذا العام في 4 مناورات دولية مع القوات المسلّحة لمنغوليا والهند ولاوس وفيتنام
  • المنطقة العسكرية المركزية ستشارك في 7 مناورات في كازاخستان، وقرغيزستان، وطاجيكستان خلال العام 2024.
حميد سعدون

حميد سعدون

اقرأ أيضا

آخر الأخبار
 غزة تشتعل.. تصعيد عسكري ونفير عام ورسائل تهز "إسرائيل" بوغالي يطالب إسبانيا بمراجعة موقفها من قضية الصحراء الغربية القضاء الفرنسي يرفض طلب تعليق قرار طرد المؤثر الجزائري "دوالمن" بشراكة صينية.. نحو إعادة إطلاق مصنع الإسمنت بالجلفة سقوط القصر الرئاسي بيد الجيش.. معركة الخرطوم تدخل مرحلة الحسم ليلة الشك.. الجزائر تتحرى رؤية هلال شهر شوال يوم السبت هذه حصيلة نشاط الرقابة وقمع الغش والمضاربة خلال 24 يوما من رمضان وزارة التربية تنشر جدول التوقيت الخاص بامتحاني "البيام" و"الباك" خيرات الصحراء الغربية.. موارد منهوبة تموّل آلة الإجرام المغربية! مواد مسرطنة في الحلويات الحديثة.. حماية المستهلك تحذّر محكمة الدار البيضاء تفصل غدًا في قضية بوعلام صنصال بعد محادثات الرياض.. واشنطن تعلن عن اتفاقات جديدة بين موسكو وكييف مشاريع ترامب حول العالم.. أرباح في آسيا وخسائر في أوروبا خطة طريق لتعزيز رقمنة قطاع التجارة الداخلية الجزائر تعيد رسم خارطتها الغذائية.. القمح الفرنسي خارج الحسابات بن جامع: "الهجمات الصهيونية انتهاك صارخ لسيادة سوريا ويجب وقفها فورًا" ارتفاع أسعار النفط عالميا وسط مخاوف من تقلص الإمدادات الجزائر والعراق.. شراكة طاقوية استراتيجية في ظل التحولات العالمية برنامج عمل مشترك بين وزارة الشباب ومكتب برنامج الأمم المتحدة لمكافحة الإيدز بالجزائر مولوجي تُشدد على ضرورة "تحيين" مناهج التكفل بالأطفال المعاقين ذهنيا