هدد وزير الداخلية الفرنسي، برونو ريتايو، بالاستقالة في حال قامت باريس بتخفيف موقفها تجاه الجزائر، في إطار مساعيها لإجبارها على قبول استقبال رعاياها المرحّلين من فرنسا.
وفي مقابلة مع صحيفة لو باريزيان، السبت، شدد ريتايو على أنه لن يتراجع عن هذا الملف، معتبرًا أن ترحيل المهاجرين غير النظاميين “مسألة أمنية حساسة”، وأضاف: “لست هنا من أجل المنصب، بل من أجل حماية الفرنسيين”.
ريتايو، الذي يبدو أنه يسعى لكسب نقاط سياسية داخلية على حساب الجزائر، كشف أن السلطات بصدد إعداد قائمة بأسماء مئات الجزائريين الذين تعتبرهم ملفاتهم “خطيرة”، تمهيدًا لترحيلهم، مشيرًا إلى أن هذه الخطوة ستكون بمثابة “اختبار للحقيقة”، وفق تعبيره.
وقد جعلت القوى اليمينية المتطرفة، وعلى رأسها حزب “التجمّع الوطني” بقيادة مارين لوبان، من ملف الهجرة أحد أهم محاورها السياسية، مستغلة الأوضاع الأمنية والاقتصادية لدفع الحكومة نحو اتخاذ قرارات صارمة.
ورغم محاولات الرئيس إيمانويل ماكرون الحفاظ على توازن دبلوماسي في العلاقات مع الجزائر، إلا أن الضغوط الداخلية من التيارات اليمينية تدفع باتجاه تصعيد غير مسبوق.
الجزائر، من جهتها، تؤكد أن أي نقاش عن ملف الهجرة يجب أن يتم في إطار احترام الاتفاقيات الثنائية، وبعيدًا عن الخطابات الشعبوية والابتزاز السياسي، حيث ترى أن هذا التصعيد يخدم أجندات داخلية أكثر مما يعكس إرادة حقيقية لحل المشكلات بطريقة متوازنة.