أعلن الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي في مؤتمر ميونيخ أنه سيبدأ المشاورات في إطار إعادة النظر في مذكرة بودابست.
وقال زيلينسكي إنه إذا لم تنعقد قمة الدول المشاركة في مذكرة بودابست أو لم تقدم ضمانات أمنية لأوكرانيا، فسوف تعترف أوكرانيا بعدم صلاحية الوثيقة إلى جانب جميع البنود التي تم التوقيع عليها في عام 1994.
نصت مذكرة بودابست، الموقعة في 5 ديسمبر/كانون الأول 1994، من قبل بريطانيا العظمى وروسيا والولايات المتحدة وأوكرانيا، على ضمانات لأمن ووحدة أراضي أوكرانيا في مقابل تخلي كييف عن الأسلحة النووية.
واحتدم الوضع في دونباس، بعد تبادل السلطات الأوكرانية وقوات إقليمي دونيتسك ولوغانسك اتهامات بخرق اتفاقات مينسك وانتهاك نظام وقف إطلاق النار.
فكرة ميؤوس منها
يرى بيتر كوزنيك، مدير معهد الأبحاث النووية في الجامعة الأمريكية بواشنطن، أن السماح لأوكرانيا باستعادة ترسانتها النووية السابقة ستكون خطوة مجنونة لن تؤيدها أي دولة من حلف الناتو.
وفي تعليقه على خطاب الرئيس الأوكراني، فلاديمير زيلينسكي، في مؤتمر ميونيخ للأمن، حيث لم يستبعد فيه خروج بلاده من مذكرة بودابست، قال بيتر كوزنيك في حديثه لوكالة “تاس” إن خطاب زيلينسكي يثير خيبة أمل كبيرة.
وأضاف أن زيلينسكي كان يبقى حتى اللحظة الأخيرة “صوتا للهدوء في بحر التحذيرات المثيرة للجدل حول الهجوم الوحشي (لروسيا على أوكرانيا) الصادرة عن واشنطن”، وفقا لروسيا اليوم.
وأشار كوزنيك إلى أن زيلينسكي “كرر من جديد مطالبه الخاصة بانضمام بلاده إلى الناتو، في ظروف الوضع المتوتر للغاية حول أوكرانيا، وبدأ يعلن، وهو الأمر غير المقبول تماما بالنسبة لروسيا، عن التخلي عن مذكرة بودابست لعام 1994، التي تنص على أن أوكرانيا تدمر ترسانتها النووية، فيما تضمن روسيا والولايات المتحدة وبريطانيا أمنها”.
وحذر قائلا أنه لا يمكن كيف سيكون رد روسي على “محاولات أوكرانيا للحصول على الأسلحة النووية”.
وعبر عن اعتقاده بأن هذه “فكرة ميؤوس منها على الإطلاق”، وحصول أوكرانيا على أسلحة نووية سيكون “الجنون بالفعل”.. ونظرا لعدم الاستقرار في أوكرانيا “سيؤدي ذلك إلى أن العالم سيصبح أكثر خطورة من الآن. لا أستطيع أن أتخيل أن أحدا من أعضاء الناتو على الأقل سيدعم ذلك”.
وأضاف: “آمل بأن ذلك يثنيه العقلاء. زيلينسكي محبط من حقيقة أن الناتو لا يزود أوكرانيا بالمزيد من الأسلحة، ولا يفرض عقوبات وقائية على روسيا، لكن يجب عليه أن يفهم ضرورة إيجاد حل دبلوماسي، يتضمن نسخة معينة من “مينسك -2″، وكذلك الاعتراف بحياد أوكرانيا”.
واستخلص الخبير: “ستسمح مثل هذه الخطوات من جانب أوكرانيا لروسيا بـ”إعلان النصر وسحب القوات من الحدود”.
لفت انتباه
من جانبه قال الخبير العسكري فيكتور بارانيتس إن الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي، بتهديده برفض الامتثال لبنود مذكرة بودابست، يريد لفت انتباه العالم إلى كييف.
وعلى حد قوله، فإن الزعيم الأوكراني “يخيف” العالم من أجل لفت الانتباه إلى أن البلاد تمر بأزمة اقتصادية خانقة، بحسب ما ذكر موقع “iz”.
وتدفع سلطات كييف، منذ فترة، بقوات إضافية ومعدات عسكرية ثقيلة، إلى خط التماس الفاصل بين قواتها المسلحة، والقوات التابعة لإقليمي دونيتسك ولوغانسك، ما يرفع ـ من وجهة نظر موسكو ـ من حدة التوتر القائم في منطقة “دونباس”، جنوب شرقي أوكرانيا.
كان الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، أمر القائم بأعمال وزارة الطوارئ، ألكسندر تشيبريان، بالتوجه إلى منطقة روستوف في روسيا لتهيئة ظروف إيواء اللاجئين الذين تم إجلاؤهم من إقليم دونباس، بالإضافة لصرف مبلغ 10 آلاف روبل روسي (نحو 130 دولار) لكل لاجئ قادم من دونباس إلى روستوف الروسية.
وبالمقابل أعلن رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال ـ في كلمة أمام مؤتمر ميونخ للأمن، اليوم الأحد ـ أن الاتحاد الأوروبي قرر تخصيص 1.2 مليار يورو لدعم أوكرانيا اقتصاديًا، وعقد مؤتمر للمانحين لمساعدة الإصلاحات الاقتصادية الأوكرانية.