في الوقت الذي تستمر فيه الحرب الشعواء التي يشنها الاحتلال الصهيوني على قطاع غزة منذ أكتوبر 2023، يُواصل نظام المخزن صمته المُخزي حِيال ما يحدث من مجازر وتطهير عرقي بحق أبناء الشعب الفلسطيني على يد آلة الموت الصهيونية بعد انبطاح هذا النظام وإظهار عمالته المفضوحة للكيان الصهيوني، حتى وصل به الأمر إلى إرسال وفدٍ إعلامي مغربي إلى مستوطنة تل أبيب في سقطةٍ أخرى تُضاف إلى سقطات هذا النظام المطبع الذي تغافل عما يتعرض له الصحفيون في غزة من قتلٍ ممنهج وتصفية مباشرة، بهدف إسكات صوت الحق وتزييف الحقائق والوقائع التي كشفت مدى زيف وكذب السردية الصهيونية.
إن هؤلاء هم شركاء بطريقةٍ أو بأخرى في الجرائم والمجازر الدموية التي يتمايع ويتمادى جيش الاحتلال في ارتكابها في القطاع، وعليه، فإن هذه الدوّل السائرة في هذا المسار مُطالبة اليوم أكثر من أي وقتٍ قد مضى بأن تُهرولَ إلى إلغاء جميع اتفاقيات الذل والعار وطرد ممثلي الكيان الصهيوني لديها، على اعتبار أن القضية الفلسطينية هي القضية المركزية للأمة العربية، والتّطبيع مع الصهاينة خيانةٌ للشعوب العربية الحرّة الداعمة لعدالة القضية، والتي ظلت رافضةً للتطبيع ومناصرةً للحق الفلسطيني ومعاديةً للكيان الصهيوني العنصري المجرم، قبل أن تكون خِيانةً عُظمى للشعب الفلسطيني نفسه.
كما أن المهرولين، ممّن جرهم التطبيع للذهاب في سياحة أو في مهام إعلامية أو ثقافية أو رياضية أو تجارية أو غيرها للكيان المجرم، تنطبق عليهم قواعد المشاركة في الجرائم التي تطالُ الشعب الفلسطيني، وبالتالي، فعلى الدول المطبعة العمل بشكل مستعجل من أجل إسقاط اتفاقيات التطبيع مع الكيان الصهيوني وسنّ قانون لتجريم كافة أنواع وأشكال التطبيع، مع انخراط لجميع الهيئات والشخصيات المدافعة عن حقوق الإنسان في مبادرات للتعبير عن الموقف الأصيل للشعوب العربية من التطبيع ومن الدعم الكامل لحقوق الشعب الفلسطيني الثابت والمشروع في بناء دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.
فالصفقات واتفاقيات التطبيع التي تم إبرامها مع الأيادي الملطخة بدماء الأطفال والعزّل في فلسطين وغيرها من الدول العربية كانت صدمةً للشعوب العربية والإسلامية الرافضة للتطبيع بكل أشكاله، فالاحتلال الصهيوني هو “الورم الخبيث” الذي إذا فتحت له الأبواب لن يكف عن تخريب المنطقة وزرع الفتن وزعزعة استقرارها، وبالتالي لابد من تكاتف جهود جميع القوى العربية وتوحيد كلمتها من أجل بناء درعٍ قوية غير قابلة للاختراق ضد التطبيع مع هذا الكيان المستبد”.
أما حكومات الدول المطبعة، التي تعتقد أن مثل هذه الاتفاقيات ربما ستُضعف من الروح المعنوية العالية لدى الشعب الفلسطيني الصامد وتدفعه إلى القبول بالأمر الواقع، هي مخطئة تماما وما هذه إلا أضغاث أحلام، لأن ذلك لا يزيد الفلسطينيين إلا تمسكًا بأرضهم وحقهم الذي لا يقبل القسمة على اثنين، كما يساهم ذلك في تعزيز وحدة الموقف الفلسطيني في مواجهة اتفاقيات التطبيع من جهة والاحتلال الصهيوني الجائر من جهة أخرى.