قال ممثل حركة المقاومة الإسلامية “حماس” بالجزائر، يوسف حمدان، إن استهداف الكيان الصهيوني لقيادات المقاومة في فلسطين ولبنان وغيرها من جبهات الإسناد، قصد إضعاف البنية التنظيمية للمقاومة والتأثير على رؤيتها الاستراتيجية- هي سياسة سبق وأن ثبت فشلها، وتكرار استخدامها من طرف العدو الصهيوني يعكس عمق الأزمة الاستراتيجية والوجودية التي يعاني منها هذا الكيان.
وحول اغتيال (إسرائيل) للأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، وغيره من قيادات المقاومة الفلسطينية واللبنانية في عمليات اغتيال سابقة، أكّد يوسف حمدان، في تصريح خص به صحيفة “الأيام نيوز” أن المقاومة فكرة -وروح ومشروع– لم تتأثر ولن تتأثر باستهداف قياداتها، كما لن تؤدي هذه السياسية إلى تخلي المقاومة عن مشروعها وحقها في الدفاع عن أرضها وشعبها ومقدساتها.
وعن توقعاته حول الأيام المقبلة من الحرب، يرى حمدان أن المنطقة ستبقى ملتهبة وستتوسع دائرة النيران لتحرق الكيان الصهيوني ومصالحه في كل مكان وسيدفع الثمن كل من يعتقد أنه يمكن التعايش والسلام مع هذا العدو المجرم السادي والصهيو-نازي -على حد قوله- مؤكدا أن سياسة “اغتيال قادة المقاومة” التي ينتهجها الاحتلال لن تمكنه من فرض الهدوء في المنطقة ولا من إعادة المستوطنين إلى الشمال أو جلب الأمن للكيان على هذه الأرض.
وأضاف محدثنا يقول: “هذا الكيان اللقيط غُرس في جسد الأمة وعلى هذه المنطقة نتيجة لسياسة الاستفراد بكل قُطر وبقاءه مرتبطا ببيع وهم مشاريع التسوية والتطبيع، وما فعله بتاريخ السابع من أكتوبر هو تهديد وجودي للصهيونية في المنطقة، وإثبات إمكانية هزيمة الاحتلال واستنزافه في حروب طويلة تهشم الأساسات التي بني عليها هذا الكيان وتدمر عوامل بقائه في المنطقة”.
واسترسل: “مرور عام على هذه المعركة وعلى هذا الصمود هو انتصار متجدد للمقاومة وللمعركة بكل جبهاتها، فالاحتلال يسعى من خلال هذا الاستهداف وفي هذا التوقيت بالذات إلى القفز على هذا الاستخلاص والتعمية عن حجم الهزيمة والأزمة التي يعاني منها الكيان”.
خاصة أن ما فعلته المقاومة يوم العبور العظيم من إنجاز استراتيجي لصالح القضية الفلسطينية ترسخ على مدار عام من البطولة والصمود أمام آلاف الأطنان من القنابل وفي وجه كل قوى الاستعمار التي ألقت بثقلها العسكري والسياسي لفرض واقع ميداني جديد على الشعب الفلسطيني -يضيف حمدان- وقدم للأمة الإسلامية نموذجا ملهما على عدم العجز والاستسلام والقدرة على التحدي والإصرارـ الأمر الذي يستوجب استثماره لتأكيد الوعي الجمعي بإنجازات معركة “طوفان الأقصى” ورفع الحالة المعنوية للجميع، واستعادة زخم الاهتمام بهذا الحدث الاستثنائي في تاريخ القضية.
وفي ختام حديثه مع “الأيام نيوز”، ترحم ممثل حركة حماس بالجزائر على روح الشهيد حسن نصر الله قائلا: “هنيئاً له الشهادة على يد الاحتلال الصهيوني”، وتقدم بتعازيه إلى قيادات الحزب وكل الشعب اللبناني الذي ضحى بآلاف الشهداء في هذه المعركة، مؤكدا أن حزب الله “سيتجاوز هذه المحنة ويخرج منها أقوى ويواصل المقاومة وردع الاحتلال المجرم الغاصب”.