صدر في الولايات المتحدة الأمريكية ـ مطلع الشهر الجاري وبالتحديد يوم 5 يوليو الماضي ـ لـ«سيمون موردين» «كتاب الكوكب الأحمر: التاريخ الطبيعي للمريخ» وهو رواية من الخيال العملي تجمع بين التاريخ الطبيعي والجيولوجيا مع إشراك القارئ كشاهد على الأحداث.
يُلقي كتاب «الكوكب الأحمر: التاريخ الطبيعي للمريخ» أمام قارئيه نظرة جيولوجية وتاريخية حول الكوكب الرابع في نظامنا الشمسي، هي خلاصة إبداع كاتب خيال علمي مشهور حاصل على درجة الدكتوراه في الجيولوجيا (جيولوجيا الكواكب والجيوفيزياء).
ويوصف الكتاب بأنه آسر مثل أي رواية في مجال خيال علمي، وهو موثوق في وصفه لجيولوجيا المريخ وتاريخه.
ويؤكد صاحب هذا العمل أن تاريخ المريخ مرسوم ليس فقط على سطحه ولكن أيضًا في الأسفل عند قاعدته الصخرية المكسورة، وفي الهواء البارد الذي ينتشر على سطحه، والأهم من ذلك كله أنه يمتد إلى زمن عميق، حيث تم القضاء على مسارات الماضي ولا يوجد أي أثر واضح للمكان الذي بدأ منه.
من تكوين الكوكب قبل 4.5 مليار سنة وعبر العصور التي تميزت بضربات نيزكية كارثية، وبراكين متفجرة، ومحيطًا شاسعًا امتد عبر نصف الكرة العلوي بأكمله، إلى العصور الطويلة المتجمدة التي شهدت ترقق غلافه الجوي بشكل مطرد والتسرب بعيدًا في الفضاء وعبر جيولوجيا الكواكب، يقدم الدكتور سيمون موردن رؤية لأقرب جار لنا، وتاريخه الدرامي وحاضره المذهل.
يتبع المؤلف سيمون موردين أحيانًا نهج “أنت هناك” لإعطاء إحساس حقيقي بالمكان، ففي القسم الأول وعلى سبيل المثال، يصف سطح منطقة معينة من المريخ من خلال وضع “القارئ” في المشهد، (يفعل هذا من حين لآخر في جميع فصول الكتاب).
إنه يخاطب القارئ باعتباره داخل التجربة فيقول مثلا (بصيغة المخاطب): “أنت” ترتدي بدلة فضاء بيضاء مغبرة وتقود عربة جوالة بعجلات طولها في مثل طولك، أنت بارد لأن المريخ بارد، لاحظت أن التربة متسخة وهشة للغاية لدرجة أنها تصدر صريرًا تحت حذائك عند المشي، الأفق الذي تراه منحنيا… وعلى هذا المنوال يضع الكاتب قارئه ضمن مجال خبرة التخيل.
يصف الكاتب كوكب المريخ معتبرا اسم “المريخ” مناسبًا بشكل خاص لكوكب ذي علامات من البثور فخلال مرحلة الكوكب البدائي، عانى المريخ من ذوبان جراء النشاط الإشعاعي والذي حول حرفياً كل شيء على سطحه إلى سائل، ما جعل الينابيع تنفث النيران.
وبصرف النظر عن القمم الجليدية، فهو جاف تمامًا فقد ولت المحيطات والأنهار الشاسعة التي كانت تميز الكوكب في يوم من الأيام “وفقًا لموردن الذي يدعي أنه كان لدى المريخ ذات يوم ما يكفي من المياه التي “كان من الممكن أن تتيح الإبحار حول العالم”.
ولا يقتصر الكتاب على الحقائق العلمية فقط بل يمتد إلى الخيال أيضا فسيمون موردين استفاد من كونه مؤلف روايات خيال علمي أيضا فوضع لمسة من الخيال على الحقائق التي يسردها في كتابه ما دفع لوسي روجرز، مؤلفة كتاب It’s Only Rocket Science إلى القول عنه “إنه كتاب مثل قصة بوليسية يحمل بين طياته مغامرات مروية بشكل جميل تركت تعطشًا للرغبة في معرفة المزيد”.