سيناريو شيطاني يدور برأسه الآن.. إذا خطّطت إيران لتصفية نتنياهو فهل تمانع واشنطن؟

دعنا نتركْ جانبا، الجزء الثاني من المعادلة التي وضعها المحلّل السياسي «ألكسندر نازاروف» على رابط قناته في «تليغرام»، حين رأى توازيا واضحا وتشابها في تصرّفات «بنيامين نتنياهو» و«فولوديمير زيلينسكي» ومدى تأثير كل منهما على الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة الأمريكية، فالأول أمرَ باغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» «إسماعيل هنية» في إيران، والثاني أمر بتنفيذ هجوم على مقاطعة كورسك الروسية، والاثنان فعلا ذلك في وقت حساس سيؤثر –بلا شك- في مسار تحديد من يكون الرئيس القادم للولايات المتحدة، وفي هذا العدد من إضاءات سنتجاهل إلى حد ما «زيلينسكي» ونركّز على الطرف الأول –من المعادلة- مجرم الحرب «نتنياهو» الذي قرر اغتيال الشهيد «هنية» لتنفيذ خطته متعدّدة الأوجه.

المعلوم أن أوكرانيا –مثل (إسرائيل) تماما- بلغت وضعا سيئا –عسكريا، اقتصاديا، سياسيا واجتماعيا- فقد استبدّ اليأس بأغلبية السكان، ولكن الهجوم الأوكراني على منطقة كورسك، أحيا –ولو مؤقتا- مشاعر النشوة لدى المجتمع الأوكراني، وهو ما سيفتح المجال أمام حكومة زيلينسكي لتواصل برنامج الدعاية لمشروعها القائم على إمكانية تحقيق “النصر”، لكن ليس “النصر المطلق”، وهو المصطلح الذي يستخدمه مجرم الحرب نتنياهو ويسخر منه الجميع.

إن بقاء زيلينسكي في السلطة مرتبط باستمرار الحرب ضد روسيا –فهو وكيل الحرب هناك ولن يسمح له الغرب بإجراء مفاوضات- لكن توقف الحرب في غزة، تعني أن نتنياهو سينتهي على كل المستويات، وغير مستبعد أن يتم اغتياله أو يُزج به في السجن، لكن ماذا عن واشنطن؟ إنها على الأرجح تريد استمرار الحرب على غزة، لكن، دون توسعتها بالانخراط في مواجهة مع إيران، بينما في الجهة المقابلة: تريد استمرار الحرب ضد روسيا وتتمنى توسعتها إلى أبعد حد.

زيلينسكي ينفّذ المطلوب منه، ونتنياهو ينفّذ المطلوب منه أيضا، لكن أكثر من اللازم، إنه يسعى إلى توريط أمريكا –أو بالأحرى توريط إدارة جو بايدن وكل الديمقراطيين- في مواجهة خطيرة مع إيران.

يقول المحلّل السياسي «ألكسندر نازاروف»: ليس لدي أدنى شك في أن الهدف الرئيسي للهجوم الأوكراني على منطقة كورسك (على افتراض أن المصالح الأمريكية أعلى من المصالح الأوكرانية، وأن قرار هذا الهجوم تم اتخاذه في واشنطن) هو تعزيز فرص الديمقراطيين في الانتخابات الأمريكية، أما بالنسبة إلى زيلينسكي فهدفه الذهاب إلى مبادلة الأراضي خلال المفاوضات المتوقعة من خلال الاستيلاء على أراض روسية.

وفي هذا السياق ذكّرنا «ألكسندر نازاروف» بتقدم الجيش الأوكراني عام 2023، تحت الشعار نفسه تقريبا، حين قال: سنستولي على شبه جزيرة القرم ونبدأ المفاوضات.

بالنسبة إلى (إسرائيل)، لقد أثبتت معركة «طوفان الأقصى» أنها مجرّد كيان صغير، هش، لا تتمتع بالاكتفاء الذاتي، لا تملك موارد وغير قادرة على شن حرب استنزاف طويلة، ثم إن العواقب الاقتصادية للحرب في غزة وقصف «حزب الله»، والأهم من ذلك، الحصار البحري الذي يفرضه اليمنيون، بمثابة كارثة بالنسبة إلى (إسرائيل)، واستمرار الحرب واتساع رقعتها قد يؤدي عاجلا أو آجلا إلى انهيار المشروع الصهيوني برمته؛ يقول «ألكسندر نازاروف».

ويؤكد المحلل الروسي، أن أي تهدئة، لابد أنها تتعارض مع المصالح الشخصية لنتنياهو، الذي يبقى في السلطة فقط ما دامت الحرب مستمرة. ولا يمكن أن يكون هناك سوى طريق واحد للخروج من هذا المأزق: النصر الذي لا يمكن تحقيقه في غزة إلا:

(أولا) بمشاركة الولايات المتحدة بكامل ثقلها في الحرب، (هذا افترضنا أن إيران لم تتدخل وأن حزب الله كف عن مهاجمة (إسرائيل) وأن اليمنيين عادوا إلى بيوتهم، وهذا ما لم ولن يحدث).

(ثانيا) باستخدام الأسلحة النووية، غير أن هذا الخيار أيضا –يقول نازاروف- لا يضمن النصر، لكنه الوحيد الذي يحتمل أكثر من نتيجة واحدة “الهزيمة واحتمال زوال (إسرائيل)”، وهكذا نرى أن نتنياهو يراهن على محاولاته المستمرة والمتكررة، من خلال مقامرات خطيرة على نحو متزايد، لاستفزاز إيران ودفعها إلى بدء حرب ضد (إسرائيل)، فيما إيران لدى إيران حساباتها الدقيقة

هذه الممارسات الصهيونية استمرت وستستمر، وسيزداد حجمها حتى يحقق -نتنياهو مراده وفق السيناريو الشيطاني الذي يدور بأسه، بعد ذلك، وعلى حافة الهزيمة، سيصدر نتنياهو إنذارا نهائيا لواشنطن: إما أن تدخل الولايات المتحدة الحرب، أو تشن (إسرائيل) ضربة نووية على إيران، وفي الوقت نفسه، فإن أي حرب بين (إيران) و(إسرائيل) يمكن أن تقلب الوضع في الولايات المتحدة رأسا على عقب.

فبالإضافة إلى ارتفاع أسعار البنزين، وتجدد التضخم، سيرى الأمريكيون آلاف النعوش العائدة بجثث الجنود من أبنائهم، والنتيجة: حرب في الشرق الأوسط ستقسم الحزب الديمقراطي، ما سيحرم هاريس من أي فرصة للنصر وسيفتح المجال واسعا أمام ترامب: وبهذا المعنى فإن مصير ترامب وهاريس يحدده ما إذا كان نتنياهو سيبدأ حربا مع إيران أم لا قبل الانتخابات الأمريكية.

ويوضح المحلّل السياسي «ألكسندر نازاروف» أن “لا أحد من الديمقراطيين أو الجمهوريين يحتاج إلى حرب مباشرة مع إيران. لكن هناك عوامل إيجابية بالنسبة إلى ترامب في هذه الحرب، إذ سيستخدم ورقة جديدة لانتقاد إدارة بايدن بشأنها. فإذا فاز ترامب بالانتخابات، فإنه سيحمّل الديمقراطيين بسبب (الحرب التي أشعلوها) مسؤولية كل السلبيات وكل الكوارث الاقتصادية والاجتماعية. في الوقت نفسه، سينسب فضل أي هدنة أو سلام محتمل لنفسه فقط”.

ويخلص كاتب المقال إلى أن هذا هذه المعطيات كلها – مع حقيقة أن نتنياهو حاول بالفعل، مرتين على الأقل، إثارة حرب مع إيران- تشير إلى أنه يشارك، بشكل واضح وواع، في الانتخابات الأمريكية إلى صف ترامب، ويعتقد «ألكسندر نازاروف» أن تدخل نتنياهو في الانتخابات الأمريكية لم ينته بعد.

بذلك يتضح أن زيلينسكي ونتنياهو، يتنافسان، في تقرير مصير الولايات المتحدة الأمريكية، وربما العالم… ومع ذلك، يعتقد «ألكسندر نازاروف» أن زيلينسكي نفسه غير مدرك تماما لدوره… لم يبق سوى حاكم مؤسسة الإجرام في العالم: مجرم الحرب نتنياهو الذي يقف على بعد خطوة واحدة من السجن، وربما التصفية… هل ستختار إيران هذا الأسلوب في الرد؛ تصفية نتنياهو؟

“أعتقد أن إدارة بايدن لن تمانع كثيرا”؛ يجب «ألكسندر نازاروف».

لا جدوى من المحادثات

نقلت شبكة «سي أن أن» الأميركية، عن مصدر إسرائيلي مطّلع، تأكيده أنّ المسؤولين الأميركيين “أبلغوا نظراءهم الإسرائيليين أنّ الوقت حان من أجل التوصل إلى اتفاق لمنع اندلاع حرب إقليمية”.

وبحسب ما ذكرته الشبكة، أكد المصدر أنّ “لا أحد يعرف ما يريده” نتنياهو الذي أفشل، مراراً وتكراراً، محاولات التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، على الرغم من الضغوط المتزايدة في كيان الاحتلال من أجل إعادة الأسرى من قطاع غزة.

ولدى كيان الاحتلال، نقلت القناة الـ”12″، عن أحد أعضاء فريق التفاوض الإسرائيلي، تأكيده أن “لا جدوى في السفر إلى المحادثات بشأن الأسرى (اليوم) الخميس، إذا لم يوسّع رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو تفويض فريق التفاوض”.

وهم الانتصار الحاسم

أقرّت مجلة “فورين بوليسي” بأن حروب (إسرائيل) مع قوات غير تقليدية –مثل حماس- لم تنتهِ أبداً بانتصار حاسم، منذ الثمانينيات. ومع ذلك، تضاءلت قدرتها على ردع أعدائها، كما يتضح من استعداد حماس لخوض حرب متكررة ضد (إسرائيل) منذ عام 2008، وبدلاً من النصر الحاسم والردع الفعال، أصبحت (إسرائيل) تعتمد بصورة متزايدة على التدابير الدفاعية: الجدران، والأسوار، وأنظمة الإنذار المبكر عالية التقنية.

خسائر الجيش الصهيوني في غزة

كشف الجيش الصهيوني عن أرقام بشأن الخسائر البشرية التي لحقت به في قطاع غزة، تضمنت أعداد القتلى والجرحى والمصابين بالصدمات النفسية، ووفق معطيات رسمية، فإن:

  • قسم إعادة التأهيل في وزارة الدفاع الصهيونية استقبل 10 آلاف و56 جنديا جريحا منذ بدء الحرب في السابع من أكتوبر الماضي، بمعدل أكثر من ألف جريح جديد كل شهر.
  • يعاني أكثر من 3700 من المصابين من إصابات في الأطراف، بما في ذلك 192 إصابة في الرأس، و168 مصابا بجروح في العين، و690 مصابا بجروح في الحبل الشوكي، و50 مصابا من مبتوري الأطراف يعالجون في قسم إعادة التأهيل.
  • يتم استقبال أكثر من ألف جريح جديد كل شهر من الحرب الدائرة في غزة.
  • 35% من الجرحى الجنود يعانون القلق والاكتئاب واضطراب ما بعد الصدمة، و37% يعانون من إصابات في الأطراف.
  • 68% من الجنود الجرحى هم من جنود الاحتياط ومعظمهم من الشباب، حيث إن 51% تتراوح أعمارهم ما بين 18 و30 عاما، و31% تتراوح أعمارهم ما بين 30-40 عاما.
  • حوالي 28% من جميع الجرحى أفادوا بأن التأقلم العقلي هو إصابتهم الرئيسية.
  • حصيلة قتلى الجيش الصهيوني، 690 جنديا وضابطا قتلوا منذ بداية الحرب، بينهم 330 بالمعارك البرية في قطاع غزة.
وحيد سيف الدين - الجزائر

وحيد سيف الدين - الجزائر

اقرأ أيضا

آخر الأخبار
سلطان عمان والرئيس الصحراوي يهنئان الرئيس تبون القدس المحتلة.. تعزيز التحرك العربي لمواجهة الإجراءات الصهيونية نفذها الاحتلال جنوب غزة.. 40 شهيدا وعشرات المصابين في مجزرة جديدة أمطار رعدية على 9 ولايات هل سيحسم عمالقة التكنولوجيا نتائج السباق نحو البيت الأبيض؟.. مستقبل أمريكا في متاهة "السيليكون فالي" فشل ثلاثي الأبعاد.. المخزن يتخبط في مستنقع الإخفاقات انتقادات واسعة.. أداء سلطة الانتخابات في مرمى المترشّحين الثلاثة جهود التدخّل والإغاثة مستمرة.. إجراءات فورية للتعامل مع أضرار فيضانات ولاية بشار عائلته تستقبل التعازي في "بيت فرح وتهنئة".. الشهيد "ماهر الجازي" هدية الأردن لفلسطين وغزة العهدة الثانية للرئيس تبون.. أمريكا تسعى إلى ترقية التعاون الثنائي اختتام الألعاب البارالمبية في باريس.. الجزائر الأولى عربيا وإفريقيا وزارة التعليم الفلسطينية.. فتح مدارس افتراضية لأول مرة في غزة تعليم عالي.. استلام 19 إقامة جامعية جديدة بتكليف من رئيس الجمهورية.. عطاف في القاهرة ولقاءات مرتقبة مع نظرائه العرب الرئيس الصحراوي يوجه رسالة تهنئة إلى الرئيس تبون بعد فوزه بالعهدة الثانية.. اليامين زروال يهنئ عبد المجيد تبون جبهة البوليساريو تدين السياسة الإجرامية للاحتلال المغربي ضد الصحراويين أكد تمسكه بالعلاقة الاستثنائية بين البلدين.. ماكرون يهنئ تبون على إعادة انتخابه إجراءات عاجلة للتكفل بمخلفات الأمطار بولاية بشار وزارة التربية.. هذا هو موعد فتح المنصة الرقمية للتعاقد