شائعات “عالم بلا أنترنت” قد تتأكّد.. الغرب يخشى من ردّ روسي “يُخرّب” الاتصال تحت الماء

بعد التخريب الذي حدث في “نورد ستريم” في قاع بحر البلطيق، يترقّب العالم الغربي، بقلق شديد، رد روسيا الحتمي في إطار “حرب الغواصات”. وما كان مجرّد أحاديث بلا معنى، حول انقطاع الإنترنت في كل الكوكب، قد يصير لها معنى أكبر من قدرة العقل على استيعابه.

قالت صحيفة “بوليتيكو” أن أكبر مصدر قلق للعالم الغربي على الخصوص، هو سلامة الاتصال تحت الماء (خطوط الأنابيب، وخطوط الاتصالات، وإمدادات الطاقة) بين أمريكا الشمالية وأوروبا، وكذلك بريطانيا العظمى والدول الأوروبية القارية، بالإضافة إلى مناطق أخرى في هذا العالم، لها أهميّتها بالنسبة للغرب.

يتم نقل جميع حركة الإنترنت في العالم تقريبًا عبر شبكة عالمية تضم أكثر من 400 كابل من الألياف الضوئية البحرية بطول إجمالي يبلغ 1.3 مليون كيلومتر. في شمال المحيط الأطلسي، تم وضع عشرات خطوط الاتصالات في قاع المحيط، بين الولايات المتحدة والمملكة المتحدة، وهي تُعتبر الأكثر أهمية.

هناك كابلات بحرية أخرى تربط كندا والولايات المتحدة بالدول الأوروبية. لكنها جميعًا، دون استثناء، ضعيفة للغاية، لأنها تتموقع على عمق يسمح للغواصات، وكذلك المركبات المأهولة وغير المأهولة تحت الماء، بالاقتراب منها بحريّة. وتعمل معظم خطوط الأنابيب، وخطوط الاتصالات، وإمدادات الطاقة، في المياه الدولية “المحايدة”، لذلك، يصعب على الشركات والحكومات توفير الحماية الضرورية لها.

في الوقت نفسه، يشكل عدم انقطاع إمدادات الغاز مصدر قلق خاص في لندن الآن. إنهم يشتبهون في أن خطوط الأنابيب التي تنقل الغاز من النرويج إلى المملكة المتحدة قد تكون ملغومة بالفعل من قبل الروس. وقد كشفت بعض وسائل الإعلام، أن وزير الدفاع البريطاني “بن والاس”، ركّز تواجد قوات البحرية البريطانية في بحر الشمال لردع تصرفات موسكو “المزعومة” التي تسعى إلى تعطيل الاتصالات تحت الماء، وأيضا لمراقبة وفحص الأجزاء الأكثر أهمية بعناية فائقة.

يُذكر أنه في نوفمبر 2021، حاول الغرب بالفعل اتهام روسيا “بسرقة 10 أطنان من الكابلات البحرية القيّمة والمفيدة”. في الوقت نفسه، ليس سراً أن روسيا تواصل تحسين أسطول الغواصات العسكرية لتؤدي مهمّات أكبر دقة، كما قالت “بوليتيكو”.

وفي سياق آخر، أوضح الباحث الأمريكي “جاكوب هيلبيرغ” في كتابه “أسلاك الحرب” بأن كابلات الألياف الضوئية البحرية، تُشكّل العمود الفقري للإنترنت، وهي “نفط القرن الحادي والعشرين”، لأنها “تدخل في كل شيء، بدءاً من إرسال رسائل البريد الإلكتروني، إلى دعم أنظمة الدفاع للجيوش، لكن من المدهش أن هذه البنية التحتية غير محمية بشكل جيد، وقد تكون فريسة سهلة جداً لأعداء أمريكا وخصومها التقليديين مثل: روسيا والصين”. وأفاد الباحث بأن الكابلات البحرية للولايات المتحدة الأمريكية مهددة بشكل كبير، وتثير قلقا متزايداً لدى صُنّاع القرار، فقد أوضح بأن “واشنطن لديها مجرد نظام مراقبة متكامل يمكنه إرسال التنبيهات فقط، في حالة وجود تهديد للكابلات البحرية في مكان قريب”.

يعتقد، الباحث المتخصص في الشأن الروسي في معهد هوفر الأمريكي، “ستيفن كوتكين” بأنه من السهل على دولة مثل روسيا، تمتلك قوة بحرية كبيرة وغواصات نووية “قطع تلك الكابلات البحرية”، وأضاف بأن “المحيط مكان كبير، وسيسهل على موسكو فعل ذلك، إذ سيستغرق إصلاح الكابلات وقتاً، ويسبب ضرراً كبيراً للولايات المتحدة وحلفائها”.

وأوضح “كوتكين” بأن “النظام المالي الدولي له قيمة أكبر بكثير بالنسبة لنا، مما هو عليه بالنسبة للروس، وبمجرد إصلاح الكابلات، يمكن ببساطة إعادة قصها أو العبث بكابلات أخرى في مناطق مختلفة حول العالم”.

من جانب آخر، حذّر الرئيس الأمريكي جو بايدن في 21 مارس/آذار الماضي، من أن روسيا “تدرس شن هجمات على البنية التحتية الحيوية الأمريكية. وأن أحد السيناريوهات التي تم طرحها منذ بداية الحرب في أوكرانيا هو أن موسكو ستهاجم الكابلات البحرية لقطع الإنترنت في العالم الغربي”.

هل تنتقل الحروب من البر إلى البحر، ويصحو رُوّاد التواصل الاجتماعي، مثلا، ذات صباح فيجدون بأن هواتفهم الذكية لم تعد تصلح إلاّ لالتقاط الصور والاحتفاظ بها، وكل شبكة “الصداقات” التي كوّنوها على امتداد سنوات، كانت “افتراضية” بالمعنى الحرفي للكلمة؟

وحيد سيف الدين - الجزائر

وحيد سيف الدين - الجزائر

اقرأ أيضا

آخر الأخبار
 غزة تشتعل.. تصعيد عسكري ونفير عام ورسائل تهز "إسرائيل" بوغالي يطالب إسبانيا بمراجعة موقفها من قضية الصحراء الغربية القضاء الفرنسي يرفض طلب تعليق قرار طرد المؤثر الجزائري "دوالمن" بشراكة صينية.. نحو إعادة إطلاق مصنع الإسمنت بالجلفة سقوط القصر الرئاسي بيد الجيش.. معركة الخرطوم تدخل مرحلة الحسم ليلة الشك.. الجزائر تتحرى رؤية هلال شهر شوال يوم السبت هذه حصيلة نشاط الرقابة وقمع الغش والمضاربة خلال 24 يوما من رمضان وزارة التربية تنشر جدول التوقيت الخاص بامتحاني "البيام" و"الباك" خيرات الصحراء الغربية.. موارد منهوبة تموّل آلة الإجرام المغربية! مواد مسرطنة في الحلويات الحديثة.. حماية المستهلك تحذّر محكمة الدار البيضاء تفصل غدًا في قضية بوعلام صنصال بعد محادثات الرياض.. واشنطن تعلن عن اتفاقات جديدة بين موسكو وكييف مشاريع ترامب حول العالم.. أرباح في آسيا وخسائر في أوروبا خطة طريق لتعزيز رقمنة قطاع التجارة الداخلية الجزائر تعيد رسم خارطتها الغذائية.. القمح الفرنسي خارج الحسابات بن جامع: "الهجمات الصهيونية انتهاك صارخ لسيادة سوريا ويجب وقفها فورًا" ارتفاع أسعار النفط عالميا وسط مخاوف من تقلص الإمدادات الجزائر والعراق.. شراكة طاقوية استراتيجية في ظل التحولات العالمية برنامج عمل مشترك بين وزارة الشباب ومكتب برنامج الأمم المتحدة لمكافحة الإيدز بالجزائر مولوجي تُشدد على ضرورة "تحيين" مناهج التكفل بالأطفال المعاقين ذهنيا