مع قرب انتهاء ولاية الرئيس الأمريكي جو بايدن، تستعد إدارته للمغادرة وسط إجراءات دقيقة لنقل الوثائق والمقتنيات الرسمية بهدف ضمان أمان المعلومات الحساسة. وقد رصدت وكالة “أسوشيتد برس” شاحنات محملة بهذه الوثائق، فيما أكدت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارين جان بيير التزام الإدارة التام بالحذر والشفافية في عملية الانتقال.
لكن، تظل قضية التعامل مع الوثائق السرية التي عُثر عليها في أماكن غير مناسبة محط اهتمام، في ظل التحقيقات الفيدرالية الجارية. وتأتي هذه الأزمة في وقت بالغ الحساسية، حيث يتزامن مع استعدادات إدارة بايدن لتسليم السلطة إلى الرئيس المنتخب دونالد ترامب، في إطار تقليد ديمقراطي أمريكي طالما تم التمسك به، وهو الانتقال السلمي للسلطة.
وبينما تستعد الإدارة الأمريكية المنتهية ولايتها لمغادرة البيت الأبيض تم رصد شاحنات محملة بالوثائق ومقتنيات الإدارة السابقة وسط تعهدات من الإدارة باتباع الحذر والقواعد الصحيحة لنقلها، ورصدت وكالة “أسوشيتد برس” شاحنات “مخصصة لنقل وثائق وممتلكات إدارة بايدن ونقلت عن متحدثة البيت الأبيض، كارين جان بيير قولها: “سنبذل كل ما في وسعنا لنكون حذرين، ونتبع القواعد، وأن نقوم بذلك بشكل صحيح، وفقا للتقاليد، كما يريد الرئيس حقا”.
وأشارت الوكالة إلى أن الإدارة تعد “بتنفيذ بروتوكول جديد وأكثر أمانا لفحص وتصنيف الوثائق”. ومع ذلك، لم يتم الكشف بعد عن توصيات مجموعة العمل الخاصة التي تم تشكيلها في بداية عام 2024 لوضع أفضل الممارسات لحماية المعلومات السرية أثناء تغيير الإدارة.
وتذكر الوكالة أن بايدن واجه مشاكل سابقة مع الوثائق السرية، وذلك بعد العثور على مواد سرية في مرآب منزله في ولاية ديلاوير وفي مكتبه في واشنطن بعد مغادرته منصب نائب الرئيس في عام 2017. وأدى العثور على تلك الوثائق إلى إطلاق تحقيق اتحادي. ووصف تقرير صدر آنذاك بايدن بأنه “رجل مسن يعاني من ضعف الذاكرة”. وأثار هذا الوصف مخاوف لدى العامة حول قدرات الرئيس العقلية. كما أدت الشكوك حول قدرة بايدن على الاستمرار في إدارة البلاد في النهاية إلى قراره بالانسحاب من السباق الرئاسي.
وسبق أن صرّح ترامب، أن سلفه المنتهية ولايته جو بايدن، يعقّد عملية انتقال السلطة، بحسب قوله. وكتب ترامب عبر حسابه على منصة “تروث سوشال”: “بايدن يبذل كل ما في وسعه لجعل انتقال السلطة صعبا قدر الإمكان”.
ورغم هذه التصريحات الحادة إلا أن مستشاري بايدن وترامب وضعا خلافاتهما جانباً، في حدث رمزي “لتسليم الشعلة” يتمحور حول قضايا الأمن القومي، وسلَّم مستشار بايدن للأمن القومي جيك سوليفان يوم الثلاثاء عصا رمزية إلى عضو مجلس النواب مايك والتز الذي اختاره ترامب للمنصب نفسه، في إحياء لطقوس في واشنطن ينظمها معهد الولايات المتحدة للسلام منذ عام 2001.
وعادة ما يظهر الرجلان في وسائل الإعلام للدفاع عن وجهات النظر المتعارضة للرئيسين، بشأن أوكرانيا والشرق الأوسط والصين، وبحث والتز وسوليفان يوم الثلاثاء عن أرضية مشتركة في حدث يقام خصيصاً لتسليط الضوء على تداول السلطة في الولايات المتحدة، ويقدم الحدث لمحة عامة عما سيحدث يوم الاثنين المقبل، عندما يتم تنصيب ترامب رئيساً.
يأتي هذا الانتقال السلمي للسلطة -وهو السمة المميزة للديمقراطية الأمريكية منذ أكثر من قرنين- بعد 4 سنوات من رفض ترامب الاعتراف بهزيمته في انتخابات عام 2020، لكن هذه المرة تواصل الجانبان. وبناء على طلب بايدن، أطلع سوليفان والتز في حديث خاص على تفاصيل سياسة الإدارة الحالية على المستوى الدولي، في حين يقول مساعد ترامب دوماً إن الفريق الجديد سينتهج مساراً مختلفاً تماماً عن هذه السياسة.
ويعمل مبعوث ترامب إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف، ومبعوث بايدن بريت ماكغورك، معاً، هذا الأسبوع، لإتمام اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة، مقابل الإفراج عن الرهائن المحتجزين لدى “حماس”، وعندما سئلا عن التحديات الرئيسية التي تواجه الإدارة الجديدة، أشار والتز وسوليفان إلى حرائق الغابات في كاليفورنيا والصين.
وذكر سوليفان أيضاً اتفاق الرهائن والذكاء الاصطناعي، باعتبارهما قضيتين رئيستين، بينما تطرق والتز إلى الحدود الأمريكية مع المكسيك، وهي المنطقة التي أطاح فيها ترامب بنهج بايدن، لكنه أشاد بإدارة بايدن فيما يتعلق بتعزيز العلاقات بين حلفاء الولايات المتحدة في آسيا.