المغنية العالمية شاكيرا، في إحدى مقابلاتها منذ سنوات وإلى جانب شريكها ووالد طفليها اللاعب السابق في فريق برشلونة جيرارد بيكيه، سألهما الإعلامي، أنتما متحابان والعالم بأسره معجب بعلاقتكما، أنجبتما ولدين رائعين، تعيشان مثل متزوجين ولكنّكما لستما متزوجين رسميًا.
كانت إجابة المغنية الكولومبية كالتالي: “كلاّ، الزواج يرعبني، لا أتخيل نفسي في علاقة كالزواج، أريد أن أبقى معه دائما العشيقة المشتهاة والثمرة المحرمة، لا أريد أن أتزوج منه فيبدأ بالتفكير والإحساس بأنّه ضمَن وجودي، أفضّل أن يبقى حذرًا ويفكّر بأنّني لن أكون معه دائمًا ومن المحتمل أن يتغيّر أي شيء وفقًا لسلوكه معي. ولكن ماذا حدث بعد ذلك؟
مؤخرًا كان العالم شاهدًا على خيانة بيكيه للمغنية الجميلة وعلى انفصالهما، بعدها مباشرة أصدرت شاكيرا أغنية بعنوان Monotonia، بوجهٍ حزين ودموع تتساقط، وقفت شاكيرا التي اعتدنا على سماع أغنيات مبهجة منها لتؤدي أغنية حزينة عنوانها الروتين، تغني وتقول من خلالها، لم يكن خطأك ولم يكن خطئي، قد كان خطأ الروتين، لم أقل شيئًا أبدًا لكنّه كان يؤلمني، كنتُ أعلم أنّ هذا سيحدث..
شاكيرا لم تحتفل بزفاف ولا وقّعت وثيقة الزواج٬ اختارت علاقة مساكنة لتحافظ على شعلة الحب ولا تخسره، تمتّعت بتجربة الأمومة مرتين، المشكلة إذن ربما لا تكمن في تسمية العلاقة ولا في تصنيفها، كثير من الرجال والنساء على حد السواء يرتعبون من الإقدام على الزواج ولكن على ما يبدو أنّ مشكلة انتهاء الحب وانطفاء العلاقة لا تكمن في تصنيف العلاقة نفسها بل بما يحدث بين اثنين بين جدران بيت واحد خلال تلك السنوات..
الرتابة اليومية والضجر ووجود أطفال ومسؤوليات والانغماس في العمل والطموح والمشاريع التي لا تنتهي، كل هذا يتسلل بين اثنين متحابين ويقضي على الكثير، من المعروف أنّ الزواج من أصعب العلاقات التي تتطلب جهدًا كبيرًا من الشريكين للمحافظة على الود والشغف والمسافات والحريات الصغيرة التي يتمتّع بها كل منهما، عندما ترى زواجًا يستمر لسنوات، إعلم أنّه مرّ بالكثير من المطبات والتضحيات والصعوبات وأنّه علاقة كان لها عدة ملامح على مرّ السنوات واستمرّت لأنّ كلاً من الشريكين كان راغبًا بالتمسك والاستمرار ولديه وإيمان بتلك العلاقة رغم ظروفها أو نقاط ضعفها.
يقال أيضًا أنّ عمر إعجاب المرأة بشريكها أطول بكثير من عمر إعجاب الرجل بشريكته، وذلك لأنّ المرأة عاطفية أكثر وما يجعل إعجابها يستمر ليست تفاصيل تتعلق بالشكل والجسد لذا حتى لو تغير شكل الرجل، تساقط شعره، ازداد وزنه، تساقطت أسنانه، إن كان مرحًا ويقدّرها ويعاملها جيدًا، لن تجدها تتذمر أو تحتاج لأن تخون لأنّها ترى رجالاً أكثر منه وسامة وأناقة في الشارع أو مكان العمل، بينما الرجل عادة يقال أنّه سبّاق للضجر والتذمر، المرأة أيضًا تكبر في السن، وتحمل وتنجب، ولكن الرجل يتعطش للجديد أكثر من تعطشه للجمال ومن النادر أن يكون مكتفيًا وعينه مليانة كما يقال، بالطبع لستُ بصدد التعميم لكننا نتحدث عمّا يقال وعمّا هو شائع عادة في مجتمعاتنا، كما يقال أيضًا أنّ الرجل يحدث أن يخون فقط ليخون، لحاجة جسدية، بينما المرأة غالبًا تخون لأسباب عاطفية، لأنّها تتعطش الإعجاب والتقدير، ومن المؤكد أنّ هنالك الكثير من الرجال المخلصين والمكتفين بشريكاتهن كما هنالك نساء قد يخترن الخيانة لأسباب لا علاقة لها بالعاطفة والحاجة النفسية للاهتمام.
عودة إلى شاكيرا التي هربت من الزواج كي تحافظ على حبّها فوقعت في رتابته ووجدت نفسها تعيش قدرًا كانت ترتعب منه وتتجنبه فعاشته رغمًا عنه في ظروف علاقة المساكنة٬ هل يعقل أنّ للحب أيضًا مدة حياة وصلاحية مثل كل الأشياء التي نستهلكها يوميًا؟ باعتبار أنّ الإنسان نفسه لا يخلد ولا يستمر وتنتهي صلاحية حياته في أية لحظة أو بعد عمر طويل.