شخصياتٌ فلسطينيةٌ في حديث لـ”الأيّام نيوز”: التّطبيع دعمٌ للاحتلال وخيانة للأمّة

أجمعت شخصيات فلسطينية على أن مواقف الأنظمة العربية المُطبّعة منحت الكيان الصهيوني مساحة واسعة لمواصلة عدوانه، واستمرار جرائمه ضد الشعب الفلسطيني، دون أيّ رادع أو مُحاسب.

وترى هذه الشخصيات أن بعض الدول العربية، التي ركبت موجة التطبيع، تصف المُقاومة الفلسطينية بـ”الإرهاب” وتُعزّي الكيان الصهيوني في قتلاه، وتُنكر على الفلسطينيين دفاعهم عن أرضهم ووطنهم. كما ترى بأن غياب الموقف العربي المُوحّد اتجاه فلسطين، زاد من حدّة العدوان الصّهيوني على الفلسطينيين.

الوجود الصهيوني بالمغرب تهديدٌ للجزائر

أكّد “محمد جرادة” القيادي في حركة المبادرة الوطنية الفلسطينية، في تصريح هاتفي خصّ به (الأيام نيوز) أن التّطبيع أعطى قُوة كبيرة للاحتلال الصهيوني لكي يتمادى أكثر في عدوانه وهجومه على الفلسطينيين، وأيضا ليعمّق تواجده في البلدان العربية.

وأوضح المُتحدّث أنّ الاحتلال ازداد شراسة على الفلسطينيين بعد التّطبيع، والعدوان الأخير على غزة وجرائمُه المتواصلة في القدس والضفة المحتلة، من قتل وتهجير وهدم للبيوت وارتفاع نسبة الانتهاكات ضد المسجد الأقصى، تأتي بناء على عملية التّطبيع “الحديثة” التي بدأها نظام الإمارات، والتحق بها عددٌ من الدول العربية.

وتابع “محمد جرادة” قائلا بأنّ المُطبّعين، من البداية، قالوا أنهم يريدون تحسين واقع الفلسطينيين، غير أنّ ما حصل هو العكس تماما، فعندما طبّعت بعض الدول، زاد الاحتلال في غطرسته وهمجيّته ضدّ الفلسطينيين، والعُدوان الأخير أكبرُ إثبات على عدم اهتمام المُطبّعين بالقضية الفلسطينية .

وأضاف “جرادة” بأنّ تطبيع بعض الأنظمة العربية، فتح المجال للتواجد الصهيوني فيها. فالوجود الصهيوني في المغرب والتعاون الأمني بين الكيان الغاصب والمملكة، يزدادُ تدريجيا ويُشكّل خطرا كبيرا على المنطقة المغاربية، وعلى الجزائر بشكل خاص، كون الجزائر هي دولة جوار للمغرب، وموقفها ثابتٌ من القضية الفلسطينية ودعمها لها متواصلٌ لا ينقطع، وهي تُحارب التّطبيع. وكذلك الأمر بالنسبة لتواجد الكيان الصهيوني في بعض دول الخليج، وفتح أبواب التعاون معها في عدّة مجالات.

وأشار مُحدّثنا إلى أنّ التّطبيع هو مع الحكومات والأنظمة وليس مع الشعوب، فلذلك يجب على الشعوب العربية أن تضغط على حكوماتها من لوقف هذا التّطبيع الذي يُضرّ بهم وبالقضية الفلسطينية .

وطالب “جرادة” الأنظمة العربية المُطبّعة عدم التّمادي في التطبيع والعلاقات مع الكيان الصهيوني، لأنها لن تأت بأيّ نتيجة على الفلسطينيين، بل هذا التطبيع هو لصالح الكيان الصهيوني لتحسين وضعه الاقتصادي والسياسي والأمني.

وعبّر “جرادة” عن امتنانه وتقديره للدول التي لم تُطبع مع الاحتلال، بل وتدعم الفلسطينيين وقضيتهم، وهذه “شعوب تربُطنا بها وحدة الدم ووحدة العروبة”. وقال: “جميع الأنظمة العربية يجب أن تُدعّم الفلسطينيين في المحافل الدولية، ويجب أن تُدين كلّ عدوان يطالُ الفلسطينيين”.

المرحلة الأشدُّ فتكا

من جهته، أكدّ الكاتب والمحلل السياسي د. حسام الدجنى،  في تصريح هاتفي لجريدة (الأيام نيوز) أن الاحتلال يستظلُّ بالتّطبيع لمواصلة عدوانه على الشعب الفلسطيني، وعلى وجه التّحديد قطاع غزة .

وقال الدجني: “عندما يكون الكيان الصهيوني مُطمئنا بأن جزءا كبيرا من الدول العربية لا تكترث كثيرا، ولا تُلقي بأيّ  تداعيات على الاحتلال الغاصب، سواءٌ على المستوى الدبلوماسي أو القانوني أو الاعلامي، فهذا يُشجع الاحتلال على المضيّ قُدما باتجاه انتهاكاته على المُقدّسات الإسلامية والمسيحية، وعلى الشعب الفلسطيني بشكل كامل”.

واعتبر الدجني بأن للتّطبيع “فوائده” المباشرة والكبيرة التي تخدم الاحتلال الصهيوني ليُضاعف وُيقوّي آلة إجرامه ضد الفلسطينيين، لاسيما الأطفال منهم.

وتوقّع الدجني أن تكون المرحلة القادمة أشدّ فتكا بالشعب الفلسطيني، لغياب موقف عربي حقيقي قادر على إيقاف الاحتلال وغطرسته، وفي أقل تقدير من ناحية المواقف الداعمة للفلسطينيين والمُستنكرة لاعتداءات الكيان الصهيوني .

وتابع مُحدّثنا مُوضّحا بأن الموقف الأمريكي والبريطاني يزعم بأنه من حق الكيان الصّهيوني الدفاع عن نفسه، وهذا أيضا هو موقف الدول العربية المُطبّعة التي دعت رعاياها إلى التخفّي والاختباء خوفا من صواريخ المقاومة، ولا تكترث للجرائم التي تُرتكب بحق الفلسطينيين من الأطفال والنساء.

أشار الدجني إلى أن الشعب الفلسطيني لا يطلب سوى أن يتشكّل موقفٌ عربيٌ داعمٌ للقانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية، ويحاسب كل من ينتهك هذا القانون دون استثناءات.

التّطبيع بوّابةُ لتشريع العدوان

وفي السّياق نفسه، أكّد عضو المكتب السياسي في حركة المجاهدين “مؤمن عزيز” أن للتطبيع آثارٌ جسيمةٌ على القضية الفلسطينية، والعدّو الصهيوني يعتبره بوّابة لتشريع العدوان على الشعب الفلسطيني.

وأضاف “عزيز” أن التّطبيع له تأثيرٌ، بشكل ملحوظ، مع تعاطي الدول العربية مع القضية الفلسطينية، مما يُعتبر خذلان للشعب الفلسطيني وتضحياته عبر عقود من الزّمن.

وأوضح المُتحّدثُ أن الأنظمة العربية المُطبّعة تتعامل مع الاحتلال الصهيوني، ولها علاقات واسعة ولم تقطع أيّ دول عربية مُطبعة علاقاتها مع الكيان المُحتلّ، بسبب عدوانه على غزة أو على الأراضي الفلسطينية. فصارت هذه العلاقات بمثابة مُباركة من الأنظمة المُطبّعة للاحتلال حتى يُواصل عدوانه وانتهاكاته ضد الفلسطينيين.

وتابع “مؤمن عزيز” قائلا: “التطبيع يُؤثرّ بشكل سلبي على الوعي العربي والإسلامي، ويعمل على تراجع حضور القضية الفلسطينية لدى هذه الأنظمة، لأنّ القضية الفلسطينية هي جزءٌ من الصّراع التاريخي العربي الصهيوني، ويتوجّب على الأمة العربية والإسلامية أن تدافع عن القدس وعن الأراضي الفلسطينية ودعم الفلسطينيين بشتى الوسائل والسُّبل، ولكن التطبيع يُضعف الصّراع مع الاحتلال، ويجعله صراعا فلسطينيا صهيونيا فقط، وهذا يضعف القضية الفلسطينية.

وتابع لم نسمع أيّ أصوات للدول المُطبّعة خلال العدوان على غزة، بل سمعنا بعضا من تلك الدول تطلب من رعاياها الاختباء من صواريخ المقاومة التي تسقط علي رؤوس الاحتلال، ولم نسمع منهم صوتا مُناديا يستنكر العدوان الصهيوني.

وطالب “عزيز” الأنظمة المُطبعة بنبذ خيار التطبيع، لأنه طعنةٌ غادرةٌ في خاصرة القضية الفلسطينية، وخاصرة أمّتنا العربية والإسلامية، ومطلوبٌ أن تثوب إلى رشدها ووعيها ومُربّعها الطبيعي، من أجل حماية المُقدسّات الإسلامية والشعب الفلسطيني.

قطار التطبيع

في الوقت الذي تتنافس فيه الدول العربية المُطبّعة على التقرّب من الاحتلال، يُواجه الفلسطينيون مُخطّطات الاحتلال الهادفة إلى تهويد الأرض والإنسان وتصفية قضيتهم الوطنية.

يُذكر بأن قطار التّطبيع بدأ مع الكيان الصهيوني نهاية سبعينيات القرن الماضي،  حيث بدأ من مصر والأردن لكنه بقي فاترا، حتى عام 2020، وفيه التحقت أربعة دول، وصل بعضها إلى حد التّحالف وتوسيع العلاقات على كافة الأصعدة. في حين ما زالت بعض الدول العربية تدعم وتساند الفلسطينيين والقضيّة الفلسطينية.

وسام أبو زيد - فلسطين

وسام أبو زيد - فلسطين

وسام أبو زيد مراسل الأيام نيوز وهو صحفي فلسطيني مقيم حاليا في غزة

اقرأ أيضا

آخر الأخبار
عمرة 2024.. الجوية الجزائرية تطلق خدمة جديدة تونس.. انطلاق الحملة الانتخابية للرئاسيات رئاسيات 2024.. الإعلان عن النتائج النهائية للانتخابات اليوم أسعار النفط تتجه لتحقيق مكاسب أسبوعية.. وبرنت يسجل 71,61 دولار للبرميل بطلب من الجزائر.. مجلس الأمن يناقش استهداف عمال "الأونروا" في غزة تقلبات جوية.. طرق مقطوعة عبر 3 ولايات جنوبية فلسطين تجلس على مقعدها الرسمي في الجمعية العامة للأمم المتحدة وتعزز حقوقها الدبلوماسية العاصمة.. تعديل في برنامج رحلات “ايتوزا” بداية من الأحد أمطار رعدية غزيرة عبر عدة ولايات ذكرى المولد النبوي الشريف.. الإثنين عطلة مدفوعة الأجر عبد الفتاح السيسي يُهاتف الرئيس تبون وهذا ما اتفقا عليه توقيف 4 إرهابيين واستسلام آخر بتمنراست رئيس المجلس الوطني لحماية الوطن لدولة النيجر يهنئ الرئيس تبون تطعيم 105 آلاف طفل ضد شلل الأطفال خلال يومين في غزة قبل نهاية سبتمبر.. كاسنوس تدعو الفلاحين إلى تسديد الاشتراكات موسم الحج 2025.. ضبط القائمة النهائية لوكالات السياحة والأسفار عشية المولد النبوي.. وزير الصحة يُحذّر من خطورة استعمال الألعاب النارية الصداع النصفي"الشقيقة".. الأعراض وطرق العلاج وكالة الطاقة الدولية تخفض توقعات الطلب على النفط خلال 2024 بريد الجزائر.. خدمة جديدة لحاملي البطاقة الذهبية