طالبت شخصيات فلسطينية وعربية بضرورة التصدي لموجة التطبيع المتزايدة خاصة في ظل استمرار العدوان ـ بكل أشكاله ـ على الفلسطينيين، واعتبرت هذه الشخصيات ـ في ندوة حوارية بقطاع غزة ـ أن التطبيع مع الاحتلال الصهيوني هو أكبر خيانة للشعب الفلسطيني.
وخلال الندوة ـ التي جاءت تحت عنوان «التطبيع بين المبادئ والمصالح» ـ ونظمتها حملة المقاطعة ومناهضة التطبيع، أكد نائب رئيس الدائرة السياسية في حركة حماس بقطاع غزة «هاني المغاري» أن التطبيع جريمة كبرى ضد الأمة الفلسطينية وكل العرب.
وأضاف «المغازي» ـ أمام نخب سياسية فلسطينية وعربية وكتّاب ومثقفين ـ أن: “عدد الدول العربية المطبّعة مع الاحتلال هي 7 دول”، مشدّدا على ضرورة تجريم التطبيع على المستوى الداخلي الفلسطيني وكذا العربي.
وفي السياق ذاته وصف القيادي بحركة الجهاد الإسلامي «خضر حبيب» أن التطبيع طعنة في ظهر القضية الفلسطينية، داعيا إلى وضع استراتيجية عربية لمقاطعة الاحتلال حتى لا يستفرد بالمنطقة.
وأوضح المتحدّث أن مخاطر العدوان الصهيوني لا تقتصر على فلسطين، بل تطال الدول العربية الأخرى، وأن سرطان الاحتلال يتوغّل في جسد المنطقة تنفيذا لمخططات وأجندات الدول الإمبريالية على حساب الشعب الفلسطيني والأمة العربية والإسلامية.
مقاطعة الاحتلال في كل المجالات
بدوره دعا رئيس تجمّع النقابات المهنية بغزة «محمد صيام» إلى العمل على تدشين استراتيجية قومية عربية تكافح التطبيع وتُبرز حقيقة السياسة الصهيونية ضد شعوب المنطقة، موضحا أن الاحتلال أراد أن يكون التطبيع علنيا بعد أن كان سريا ـ منذ عشرات السنين ـ وهو الأمر الذي أضرّ بقضية الفلسطينيين وخيب آمال كافة الشعوب العربية.
ومن جهته قال رئيس اتحاد المراكز الثقافية «يسري درويش» إن التطبيع جزء من سياسة الاحتلال “ينخر في عظم العديد من الانظمة العربية وهو جريمة إنسانية ووطنية”، داعيا إلى مقاطعة العدو في مختلف المجالات الفنية والثقافية وإبراز القيم الأخلاقية في معرجة مواجهة التطبيع.
وفي كلمته أكد عضو الأمانة العامة لحركة المجاهدين «نائل أبو عودة» أن الخطر يأتي من التدرّج في التطبيع عبر النشاطات الرياضية والثقافية وإلى ما هو أبعد من ذلك، مشيرا إلى أن بعض الدول تتسابق لإرضاء الكيان الصهيوني على حساب الشعب الفلسطيني وقضيته.
وقال إنه “في ظل تغول الاحتلال على الشعوب العربية والإسلامية، تتأكد مدى حاجة شعبنا إلى استراتيجية عربية تحميه وتتبني كل أشكال المقاومة وأيضا ترتيب البيت الداخلي الفلسطيني”.
الشعوب العربية ترفض التطبيع
وفي مداخلة من المغرب أوضح الكاتب السياسي «عزيز هناوي» أن التطبيع العربي الصهيوني هو تطبيق لسياسة القفز على المبادئ، موضحا أن هذا الأسلوب لن يمحو عن الاحتلال صفة الإجرام والقتل والاستيطان التي ينتهجها ضد الشعب الفلسطيني.
وأشار «هناوي» ـ الذي تواصل بلاده تنفيذ أخطر مشاريع التعاون مع العدو ـ إلى أن التطبيع بالمنطقة العربية أصبح توأم استبداد الأنظمة العربية لذا لا يمكن أن ينجح ولو بالقفز على إرادة الشعوب.
وفي مداخلته من الأردن قال عضو لجنة مقاومة التطبيع «أمين عرار» إن الاحتلال هو المستفيد الوحيد من صفقات التطبيع والتي تهدف إلى دمج الكيان بالمنطقة، مؤكدا أن الصراع مع الاحتلال مستمر ولن يقدر التطبيع على إسقاطه.
من جهته قال منسق عام رابطة شباب من أجل القدس «طارق الشايع» في مداخلة له من الكويت: إن “هناك حالة موقف رفض كويتي كبير للتطبيع حيث تبرز نماذج يحتذي بها في مجال مقاطعة الاحتلال الصهيوني”.
وأشار المتحدث إلى أن التطبيع بكل أشكاله ومراحله نوع من أنواع الخيانة للشعب الفلسطيني، مؤكدا أن دولته لن تركع ولن تطبع مع هذا العدو، ولن تعترف بالكيان الصهيوني.
ومن لبنان أكدت الكاتبة «رولا حطيط» في مداخلتها على ضرورة دعم استراتيجية عربية شاملة لتعزيز المقاطعة للاحتلال الصهيوني ورفض التطبيع، مشيرة إلى أهمية بناء جيل قيادي ينتفض لحقوق الشعب الفلسطيني ويرفض التطبيع.