تعاني الشركات الأميركية الكبيرة والصغيرة من اضطراب في الاستهلاك وصعوبات في إدارة مخزوناتها من البضائع بعد جائحة كورونا التي شهدها العالم على مدى سنتين.
وبعد سنتين من الاضطراب الكبير في الاستهلاك بسبب وباء كوفيد-19، تواجه الشركات الأميركية الصغيرة والكبيرة على حد سواء صعوبات في إدارة مخزوناتها من البضائع، من تأخر وصول الشحنات إلى المنتجات التي لم يعد هناك من يشتريها، وعدم اليقين المتزايد بشأن الاقتصاد.
وقالت جيني باسكالون من شركة “سباركلدوتس” الصغيرة التي تنتج ملابس أطفال: “لدينا مخزون كبير جداً في الوقت الحالي”، مضيفةً أنّ “من الضروري أن يكون لديك مجموعة واسعة من السلع لتلبية احتياجات التجار”.
وتعاني الشركات الأميركية قلقاً ألا يعود زبائنهم إلى متاجرهم “لأنهم مضطرون إلى إنفاق المزيد من الأموال على الطعام أو البنزين”، إذ يخشى البعض “ألا يتمكنوا من النجاة من ركود آخر”، لذلك فهم لم يعودوا يطلبون كميات كبيرة.
وتمتلك الشركة مساحة كافية لتخزين البضائع، لكن “طالما لم يتم بيعها لا يمكن توظيف أحد أو المشاركة في معرض مهني جديد”، بحسب سيدة أعمال التي يعمل في شركتها 18 موظفاً، موضحةً أنّ ذلك “يقوّض النمو”.
كما اعترفت سلاسل متاجر كبرى مثل “وولمارت” و”تارغت” و”ماسيز” مؤخراً بأنّها أساءت تقدير حجم التغيير في عادات زبائنها وباتت تواجه فائضاً في منتجات الأجهزة الكهربائية المنزلية أو الملابس أو الدراجات الهوائية.
وبدأ المستهلكون الأميركيون، الذين بقوا في منازلهم بسبب الوباء وساعدتهم الحكومة مالياً، بشراء مزيد من السلع في وقت مبكر من العام 2020، إلا أنّه لم تواكب سلسلة التوريد ذلك، واحتاجت الشركات لأشهر لمعالجة النقص في بعض المواد أو الازدحام في الموانئ.
وقال فيل ليفي، الخبير الاقتصادي في شركة النقل “فليكسبورت”، إنّه “كان على الشركات من جهة التكيف مع فكرة أنّه لم يعد بإمكانها الاعتماد على إمدادات فورية تسمح لها بالحصول على مخزون محدود، وفي الوقت نفسه كان عليها أن تتساءل إلى أي حد ستستمر الزيادة القوية في الطلب على السلع”.
وذكر أنّ الشركات تضع بشكل عام توقعاتها بناء على الوقائع الماضية، وقال: “لكن ليس لدينا بيانات عن سلوك المستهلكين خلال الأوبئة الخمسة الأخيرة التي شهدها العالم”.
وطرحت أيضاً استراتيجيات عدة لإدارة الفائض، فبدلاً من تكديس السلع في المتاجر، بحثت سلسلة متاجر “تارغت” مثلاً عن مساحات تخزين موقتة وتخلت عن بعض المنتجات الحساسة أمام توجهات المستهلكين.
وتراهن شركات أخرى على التخفيضات مثل شبكة متاجر الألبسة “اربن اوتفيترز” التي توقع رئيسها ريتشارد هاين في نهاية أيار/مايو “زيادة في عمليات الترويج ليس فقط في الربع الثاني بل طوال العام” الجاري.
وتتساءل الشركات الأميركية التي ترغب بالفعل في التأكد من وجود سلع على رفوف متاجرها في الخريف، هل سيتحسن زمن الشحن بين آسيا والولايات المتحدة أم سيصبح أسوأ؟ وهل سيصبح الوضع أسوأ بسبب إضراب محتمل من قبل عمال الموانئ؟