قالت وزارة الصحة الفلسطينية ظهر اليوم الخميس إن مواطنا فلسطينيا استشهد متأثرا بإصابته برصاص الاحتلال في بلدة بيتا جنوب نابلس، ليرتفع بذلك عدد الشهداء الذين سقطوا منذ أمس الأربعاء في الضفة الغربية إلى 6، فيما دعت حركة الجهاد الإسلامي للنفير العام.
وأشارت الصحة إلى أن 6 مواطنين أصيبوا أيضا بالرصاص الحي خلال عدوان الاحتلال على بلدة كفردان بجنين، بينهم 3 إصابات حرجة جداً.
وأفادت مصادر محلية بأن شهيدي جنين هما: شأس كممجي من قرية كفر دان، وهو شقيق الأسير أيهم كممجي (أحد أسرى عملية نفق جلبوع العام الماضي)، ومصطفى أبو الرب من قرية مسلية.
كما قالت وزارة الصحة الفلسطينية إن جنودا إسرائيليين قتلوا بالرصاص ثلاثة فلسطينيين بالضفة الغربية الأربعاء، من بينهم صبي ومحام، مع تكثيف قوات الجيش تمشيط المنطقة بعد هجمات مميتة نفذها عرب في “إسرائيل.”
وقالت الوزارة إن الجنود قتلوا صبيا عمره 14 عاما قرب بيت لحم. وقال الجيش الإسرائيلي إن الفتى ألقى قنبلة حارقة صوب الجنود الذين “استخدموا الذخيرة الحية لمنع تهديد وشيك”.
وفي حادث منفصل، ذكرت الوزارة في بيان “استشهاد الشاب محمد حسن محمد عساف (34 عاما) بعد إصابته برصاصة في الصدر أطلقها عليه جيش الاحتلال الإسرائيلي خلال العدوان على مدينة نابلس صباح اليوم الأربعاء”.
وأضافت الوزارة أن عساف، وهو المستشار القانوني لهيئة مقاومة الجدار والاستيطان، استشهد في شارع رئيسي في نابلس قرب قبر يوسف حيث أجرت “إسرائيل” أعمال ترميم وإصلاح اليوم الأربعاء لضريح يهودي قالت إن فلسطينيين قاموا بتخريبه.
وقال مسؤول من هيئة مقاومة الجدار والاستيطان التابعة لمنظمة التحرير الفلسطينية إن عساف كان يوصل أبناء أشقائه بالسيارة إلى مدرسة قريبة وتوقف على جانب الطريق لمشاهدة الأحداث الجارية في منطقة القبر.
وأفاد بيان عسكري عن العمليات في الضفة الغربية اليوم بأن “مشتبها به مسلحا” أصيب قرب نابلس. ولم يتضح ما إذا كان يشير إلى عساف.
شنت القوات الإسرائيلية حملة اعتقالات فجر اليوم الخميس طالت أكثر من 32 فلسطينيا من محافظات الضفة الغربية ، حسبما ذكرت وكالة “وفا” الفلسطينية للأنباء
وفي ذات السياق أعلنت القوى الوطنية والإسلامية بمدينة رام الله والبيرة، الحداد والإضراب الشامل، ودعت “للتصعيد الميداني على نقاط الاحتكاك والتماس” مع الجيش الإسرائيلي.
كما أعلنت لجنة التنسيق الفصائلي في محافظة بيت لحم، اليوم الخميس، الإضراب الشامل والحداد.
من جهتها، استهجنت حركة فتح الفلسطينية “المذبحة التي ترتكبها قوات الاحتلال الإسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني، ومواصلة انتهاكاتها بحق مقدساته، خاصة المسجد الأقصى”.
وأكدت فتح في بيان لها على “أن هذا الصمت يشجع الاحتلال الإسرائيلي على ارتكاب المزيد من الجرائم بحق أبناء الشعب الفلسطيني كل يوم”.
كما شددت الحركة على أن “الشعب الفلسطيني سيدافع عن أرضه ومقدساته من هذه الاعتداءات والجرائم التي ترتكب بحقه بقرار من أعلى مستوى من حكومة الاحتلال الإسرائيلي”.
وشيّع آلاف الفلسطينيين الشابين اللذين لف جثمان أحدهما بالعلم الفلسطيني بينما لف جثمان الثاني بوشاح حركة الجهاد الإسلامي.
وأكد نادي الأسير الفلسطيني الخميس أن القوات الإسرائيلية اعتقلت أكثر من مئتي فلسطيني من أنحاء متفرقة في الضفة الغربية المحتلة منذ الأول من نيسان/أبريل الجاري.”
ومنذ 22 آذار/مارس، تعرضت “إسرائيل” لأربعة هجمات. ونفذ أول هجومين عرب إسرائيليون مرتبطون بتنظيم الدولة الإسلامية وآخر هجومين فلسطينيون من منطقة جنين.
وأدت هذه الهجمات في “إسرائيل” إلى مقتل 14 شخصا في المجموع، في حين استشهد 20 فلسطينيا من بينهم عدد من منفذي هجمات في أعمال عنف متفرقة منذ ذلك الحين، بحسب حصيلة أعدتها وكالة فرانس برس.
والأربعاء، استشهد محام وشابان جميعهم فلسطينيون في حوادث متفرقة في الضفة الغربية.
اجتماع طارئ
ودعا الرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى اجتماع للقيادة يعقد مساء الأحد المقبل على ما أكدت وكالة الأنباء الرسمية الفلسطينية (وفا)
من جهتها، نعت حركتا حماس الإسلامية الحاكمة في قطاع غزة والجهاد الإسلامي “الشهداء الأبطال” الذي قضوا يومي الأربعاء والخميس.
ووصفت حركة حماس في بيان العملية العسكرية الإسرائيلية بأنها “محاولة يائسة لفرض الردع المزعوم بعد (…) سلسلة عمليات نوعية”.
من جهتها قالت حركة الجهاد الإسلامي إن “استمرار الإجرام الصهيوني (…) لن يوفر له الأمن المزعوم على حساب دماء أبنائنا وأنه لن ينجو من ثأر المقاومين الأحرار”.
وفي تصريحات للإذاعة الرسمية الفلسطينية “صوت فلسطين” قال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حسين الشيخ إن اجتماع القيادة المزمع عقده “سيكون فيه موقف واضح تجاه ما يجري … القيادة بدأت تدرس جديا اتخاذ قرارات استراتيجية في ما يتعلق بما يجري على الأرض”.
قبل عشرين عاما وبعد سلسلة من الهجمات الدامية ضد الإسرائيليين، شن الجيش هجوما كبيرا في جنين قتل خلاله 53 فلسطينيا أكثر من نصفهم من المدنيين، و23 جنديا إسرائيليا في قتال عنيف استمر عشرة أيام.
من جانبه، قال وزير الأمن العام الإسرائيلي عومر بارليف خلال جولة له قرب جزء من الجدار الأمني العازل معلقا على العملية العسكرية في جنين، إنها “ستزداد كثافة”.
وقال بارليف “ما يحدث حاليا في جنين وتحديدا في مخيم اللاجئين لافت للنظر”.
من جهته، اتهم رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية الأربعاء “إسرائيل” بارتكاب “جرائم القتل لأجل القتل وبرخصة ممنوحة من نفتالي بينيت”.
وأعلنت مدينتا رام الله وبيت لحم إضرابا عاما الخميس حدادا.
ويأتي تصاعد العنف بين الجانبين خلال شهر رمضان وقبل احتفالات عيدي الفصح اليهودي والفصح المسيحي.
العام الماضي، شهدت القدس الشرقية توترات عنيفة امتدت إلى باحات المسجد بعد تظاهرات احتجاجا على تهديد عائلات فلسطينية بالإخلاء في حي الشيخ جراح من قبل المستوطنين الإسرائيليين.
وتطورت الاحتجاجات وأدت إلى تصعيد دام مع قطاع غزة استمر 11 يوما.
يقطن الضفة الغربية حوالى ثلاثة ملايين فلسطيني، بالإضافة إلى نحو 475 ألف إسرائيلي في مستوطنات يعتبرها المجتمع الدولي غير قانونية.