صواريخه أفقدت “إسرائيل” صوابها.. حزب الله يجرّ العدو إلى الجحيم الجبلي

أجبرت الكثافة الكبيرة للصواريخ التي يطلقها حزب الله نحو “إسرائيل” جيش الاحتلال على التسرع في التوغل البري نحو جنوب لبنان. وقد أدرك الجنود الصهاينة أن القتال هناك يتسم بتعقيد أكبر مقارنة بما شهدوه في قطاع غزة، نتيجة للتضاريس الجبلية الوعرة التي تحدّ من فعالية التفوق في العتاد والأسلحة.فهذه التضاريس تشكل عائقًا كبيرًا أمام التوغل الصهيوني، حيث تتطلب طبيعة المنطقة تكتيكات قتالية خاصة تفتقدها القوات الصهيونية، في حين يتقنها مقاتلو حزب الله بشكل متميز.

في هذا السياق، أعلن حزب الله أمس السبت عن قصف مصنع للمواد المتفجرة جنوب مستوطنة حيفا بصواريخ وصفها بالنوعية، كما هاجم لليوم الثاني بمسيرات انقضاضية قاعدة الدفاع الجوي غربي المدينة. ما يؤكد على استمرارية الاستهداف الاستراتيجي للعمق الصهيوني، مما يبرز قوة حزب الله وقدرته على تنفيذ عمليات معقدة.

ونقلت شبكة “سي إن إن” الأمريكية عن جنود في “جيش” الاحتلال يقاتلون في الجبهة الشمالية قولهم إن التضاريس الجبلية في جنوب لبنان تجعل القتال صعبًا، مما يقلل من قيمة تفوقهم العسكري. إذ إن هذه التضاريس تحد بشكل كبير من قدرة “الجيش” الصهيوني على استخدام قواته الآلية والمدرعة بنفس الفعالية مقارنة بقطاع غزة، حيث كانت العمليات هناك تستند إلى التنقل السريع والقدرة على استخدام المعدات الثقيلة.

ويبدو أن القصف الصاروخي المكثف الذي يشنه حزب الله على الأراضي المحتلة يمثل مأزقا كبيرًا للجيش الصهيوني، وقد يدفعه – بعد عجزه عن وقف هذه الهجمات – إلى التسريع في تنفيذ عمليات الاجتياح البري. وهذا يكون “الجيش” الصهيوني قد وقع في فخٍ أعده حزب الله بعناية، حيث يستدرج قوات الاحتلال إلى معركة برية تناسب تكتيكاته، في مواجهة مباشرة على مسافات قريبة.

قدرة حزب الله على تدمير الآليات والمدرعات الصهيونية تؤكد أن “جيش” الاحتلال سيواجه مخاطر قاتلة كلما تقدم أكثر نحو التوغل البري. ومع كل المؤشرات التي تدل على تصاعدٍ كبيرٍ في الإطلاقات الصاروخية خلال الأيام القادمة على العمق الصهيوني، يتضح أن حزب الله يكثف عملياته الهجومية بهدف زيادة الضغط على الجبهة الداخلية الصهيونية، ما يعقد حسابات “الجيش” الصهيوني في المواجهة المقبلة.

وأكدت تقارير واردة منالجبهة الداخلية الصهيونية إطلاق صفارات الإنذار في مستوطنة حيفا وضواحيها، بالإضافة إلى كريات شمونة والمنارة ومرغليوت شمالي الأرض المحتلة، وذلك بعد إطلاق صواريخ جديدة من جنوب لبنان.

ويواصل حزب الله حزب الله، استهدافه، من الحافة الأمامية للحدود اللبنانية – الفلسطينية المحتلة، مواقع وتحشدات الاحتلال الصهيوني ومستوطناته الشمالية، عبر توسيعه دائرة النيران وتكثيفها.

وأعلن حزب الله أمس السبت استهداف قاعدة زوفولون للصناعات العسكرية برشقة صاروخية، في حين أفاد “الجيش” الصهيوني بإصابة جندي وأعلن إغلاق مناطق جديدة بالجليل. كما أعلن أنه هاجم مساء الجمعة بسرب من المسيرات الانقضاضية ضواحي مستوطنة تل أبيب، مضيفا أنه قصف برشقة صاروخية تجمعا لقوات الاحتلال في مستعمرة كفر غلعادي، كما قصف قاعدة حوما في الجولان السوري المحتل.

كما استهدف الحزب برشقة صاروخية تجمعا لجنود “الجيش” الصهيوني في مستعمرة خربة نفحا، وقصف قاعدة الاتصالات في كرن نفتالي برشقة صاروخية كبيرة، فضلا عن قصف تجمع لجنود الاحتلال في مستعمرة كفريوفال.كما استهدف بالصواريخ ثكنة معاليه غولاني ردا على الاستباحة الهمجية الصهيونية للمدن والقرى والمدنيين في لبنان.

وفي مستجداتعملياته أمس السبت، استهدف مقاتلو حزب الله صباحاً، مدينة طبريا المحتلة بصلية ‏صاروخية، وبعد ذلك، استهدفوا ظهراً، ‏تجمّعاً لقوات الاحتلال الصهيوني في مستوطنة “المطلة” بصلية صاروخية كبيرة، وفق ما أعلنه الإعلام الحربي وأكدته وكالات أنباء عالمية.

وفي الجبهة الفلسطينية، أعلنت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية حماس، أمس السبت، عن تمكّن مقاتليها من تفجير عبوة شديدة الانفجار في قوة صهيونية راجلة قوامها 15 جندياً صهيونيا خلال محاولتها اقتحام أحد المنازل قرب مفترق الاتصالات غرب معسكر جباليا شمال القطاع، مؤكدة إيقاع أفرادها بين قتيل وجريح.

وفي 3 بيانات منفصلة، أكدت استهداف دبابةمن نوع “ميركافا” بقذيفة “الياسين 105” في منطقة “التوام” شمال مدينة غزة، وكذلك استهداف ناقلة جند صهيونية بقذيفة “الياسين 105” قرب محطة الخزندار شمال غرب مدينة غزة، شمال القطاع.

وأعلنت استهداف مجاهديها لدبابتين من نوع “ميركافا” وجرّافة عسكرية من نوع “D9” بقذائف “الياسين 105” في حي الجنينة شرق مدينة رفح جنوب القطاع، مشيرة إلى أنّ مجاهديها رصدوا الطيران المروحيّ لإخلاء الإصابات.ونشرت القسام مشاهد لتفجير عين نفق مفخخة في قوة صهيونية هندسية في منطقة الريان شرق مدينة رفح جنوب قطاع.

من جانبها أكدت سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، تفجير آلية عسكرية صهيونية في منطقة الصفطاوي شمال قطاع غزة بعبوة برميلية شديدة الانفجار من نوع(ثاقب).وأعلنت عن تدمير ناقلة جند صهيونية عند مفترق “التوام” غرب شمال قطاع غزة بعبوة من نوع(ثاقب) تمّ زرعها في وقت سابق.

من جهتها أعلنت كتائب شهداء الأقصى، استهدافها بقذائف الهاون العيار النظامي تجمّعاً لجنود الاحتلال ولآلياتهم العسكرية قرب محطة الخزندار شمال غرب مدينة غزة.كما نشرت مشاهد تصور قيام مقاتليها -بالاشتراك مع كتائب الشهيد عبد القادر الحسيني- باستهداف موقع القيادة والسيطرة في الإدارة المدنية شرق معسكر جباليا بصاروخ موجّه من نوع “107”.

من جهته، قال المتحدّث باسم قوات الشهيد عمر القاسم، الجناح العسكري للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، أبو خالد إنّ “قواتنا تواصل التصدّي لقوات الاحتلال على محاور مدينة جباليا ومخيمها، في عمليات تصادم من مسافة صفر، وتنجح في عرقلة تقدّمها، وإلحاق الخسائر الفادحة بآلياتها”.

وأكد أنّ ما أعلن عنه الاحتلال “من خسائر في معارك جباليا، لا يعكس الحقيقة، ولا يكشف العدد الحقيقي لقتلاه وجرحاه”.وأضاف أنّ وحدة المدفعية في قوات الشهيد عمر القاسم قامت بالاشتراك مع مقاتلي ألوية الناصر صلاح الدين، بدكّ تحرّكات الاحتلال في محيط مقبرة الفالوجة، غرب مخيم جباليا بقذائف الهاونات من العيار الثقيل وألحقت بها أضراراً.

وذكر أنّ وحدة المدفعية في قوات الشهيد عمر القاسم، واصلت بالاشتراك مع سرايا القدس، ومقاتلي كتائب الشهيد أبو علي مصطفى، استهداف قوات الاحتلال في محيط الإدارة المدنية، شرق مخيم جباليا، بالهاونات من العيار الثقيل، مشيراً إلى أن نقاط الاستطلاع عن قرب أكدت أن القذائف أصابت أهدافها بدقة.

آدم الصغير

آدم الصغير

اقرأ أيضا