صوت الحق في مواجهة المخزن الغارق في فضائح “البيدوفيليا”.. مهدي غزار.. “لست وحدك”

ردّا على الحملة المنحطة التي قادتها الأبواق الإعلامية المخزنية، المدعومة والموجّهة من قبل اللوبي الصهيوني، بالتنسيق مع حثالات اليمين الفرنسي المتطرّف وحلفائه في الكيدورسي ضد الجزائر، تطرح “الأيام نيوز” -في عدها اليوم- ملفًا يكشف عن الحقائق التي تناولها الإعلامي الجزائري مهدي غزار حين وصف النظام المغربي بأنه “مارق”، وأشار إلى أن المملكة أصبحت “ملاذًا لكبار تجار المخدرات والدعارة والانحلال الأخلاقي”.

=== أعدّ الملف: حميد سعدون – سهام سوماتي – منير بن دادي ===

يتعرّض الصحفي الجزائري “مهدي غزار” لحملة تشويه مُنظّمة يقودها صعاليك نظام المخزن بالتنسيق مع اللوبي الصهيوني، تحت مزاعم “مُعاداة السامية”. وقد جاءت هذه الحملة نتيجة لكشفه عن ممارسات مشينة تحدُث في المغرب، مثل سرقة الأطفال واستغلالهم جنسيًّا، وتجارة المُخدّرات، والفساد الأخلاقي.

بالإضافة إلى ذلك، كشف “غزار” – بكل مهنيّة – عن القمع الذي يتعرّض له الشعب المغربي لمنعه من التعبير عن دعمه للقضية الفلسطينية، تحت توجيهات المستشار الصهيوني، “أندري أولاي”، للملك “محمد السادس”. وقد أدانَت المنظمة الوطنية للصحافيين الجزائريين قرار قناة (RMC) الفرنسية بإيقاف “غزار”، مُعتبرة أن هذا القرار جاء إرضاءً لمن يقودون المؤامرات من وراء الستار في باريس، الرباط، دبي، و”تل أبيب”، وهم المتشبِّثون بأوهام المعابد الصهيونية ووعودها المشؤومة.

ولأنّ “مهدي غزار” صحفي جزائري شجاع لا يتوسّل رضا المؤسسة الصهيونية وأذيالها من المُطبِّعين، ولأنه قادر على قول الحقيقة بوضوح، “وجد نفسه هدفًا لحملة تشويه منظّمة تُدار بأساليب خبيثة وعدوانية شبيهة بتلك التي تعتمدها الضّباع عند الهجوم”. وقد بدأت هذه الحملة من مواقع التواصل الاجتماعي، ثم تطوّرت إلى نشر رقم هاتفه الخاص، وامتدَّت إلى تهديده بشكل مباشر من قبل بعض الأفراد المغربيين المُقيمين في فرنسا. كما أطلقت وسائل إعلام تابعة لسلطة المخزن حملة أكاذيب واسعة ضده، متهمة إيّاه بـ “معاداة السامية”.

وفي محاولة لتصعيد القضية، أعلن رئيس نادي المحامين المغربي، “مراد العجوطي”، عبر تغريدة على حسابه في منصة “إكس”، أن النادي قد وجّه تقريرًا إلى مكتب المدعي العام في “باريس” للمطالبة باتخاذ الإجراءات القضائية ضد “مهدي غزار”. كما دعا “العجوطي” المواطنين المغربيين إلى استخدام أنموذج الشكوى الذي وضعه النادي على حسابه في منصة “إكس”، في محاولة لإعطاء القضية بعدًا أكبر.

وما يثير الاستهجان هو أن هؤلاء الأفراد – الذين يمثِّلون صعاليك المخزن المغربي واليمين الفرنسي المُتطرِّف – لم يُظهروا أيّ استياءٍ عندما وصف الكاتب الفرنسي “جيرار فوري”، في أحد برامجه، “المملكة المغربية بتايلاند إفريقيا”، في إشارة إلى شهرة “تايلاند” بالسياحة الجنسية والشذوذ، فقد صمتَت سلطة المخزن وأبواقها تجاه هذا الانتقاد المُذلّ، لمجرّد أنه جاء على لسان شخص فرنسي.

الأمر الأكثر غرابة هو أنّ القنوات الفرنسية التي تتفاخر بازدواجية معاييرها لم تتردّد في استضافة “جيرار فوري”، وإعطائه منصّةً لعرض انتقاداته الحادّة للمجتمع المغربي، بما في ذلك تفصيلاته عن السياحة الجنسية وتجارة الأطفال، بل رحّبَت به بحفاوة على الرغم من بشاعة التفاصيل التي طرحها.

وفي المقابل، عندما تناول “مهدي غزار” المواضيع نفسها بأسلوب أكثر رصانة ومِهنيّة، في برنامج على قناة “ألجيري 24” الإخبارية، تمّ استهدافه بشكل فجٍّ من الأطراف نفسها التي كانت تصفِّق لـ “جيرار فوري” وتتملّق له، دون أن يجرؤ أحد من “العيّاشة” على توجيه أيّ ردٍّ دفاعا عن المملكة التي باتت بلا شرف.

مملكة ليوطي

تكشف هذه الازدواجية في التعامل عن دور وسائل الإعلام الفرنسية والدوائر السياسية المتطرّفة في تأجيج الأزمات وتوجيه الحملات العدائية ضد كل من يجرؤ على قول الحقيقة، خاصة إذا كان جزائريا. لذلك، فإنّ التضامن مع “مهدي غزار” لا يُعتبر فقط واجبًا مهنيًّا، بل هو أيضًا ضرورة لمواجهة القوى التي تستهدف الشرفاء من الصحفيين وتعمل على إسكاتهم عبر هجمات مُمنهَجة.

وبالفعل، فإنه، قبل نحو عام، استضافَت معظم القنوات الفرنسية، مؤلف كتاب (L’éducation d’un voyou)، “جيرار فوري” الذي أثار جدلاً واسعًا بعد كشفه عن الجوانب المظلمة في المجتمع المغربي، مع التركيز على بشاعة ظاهرة السياحة الجنسية واستغلال الأطفال والاسترزاق بالدعارة.

في كتابه، لم يتردّد “فوري” في سرد تفاصيل دقيقة، مُشيرًا بأصابع الاتهام إلى شخصيات بارزة، بما في ذلك أفراد من الأسرة الملكية المغربية، فقد تحدّث بشكل خاص عن الأمير “عبد الله”، شقيق الملك “الحسن الثاني”، مؤكّدا تورّطه في اعتداءات جنسية في حقّ ستة أطفال انتهت بقتلهم، حسب روايته، ما أدّى إلى نفيه إلى “بلجيكا” حيث مات بمرض “السيدا”.

وفي كتابه، أكد الكاتب الفرنسي – وهو مغربيُّ المولد – أنّ العاهل المغربي “الحسن الثاني” كان يزوّد الصهاينة بالمعلومات التي صنعت الفارق بالنسبة إلى جيش الاحتلال الصهيوني كي يهزم الجيوش العربية خلال الحروب التي أدّت إلى توسُّع الكيان العبري، ولفَت “فوري” في كتابه إلى أنّ الأب “الحسن الثاني” والابن “محمد السادس”، كانا مجرد خادمين وعميلَين لدى الكيان، مُبرزًا أنّ الصهاينة ورغم أن ظهورهم في المغرب كان مؤخرا، مع إعلان المخزن التطبيع مع الكيان، إلا أنهم متواجدون هناك منذ 1961.

وأوضح “فوري” أن التاريخ يؤكد أن اليهود كانوا دومًا زعماء المغرب، فالعلَم المغربي في سنة 1900 كان يحمل “نجمة داوود” التي كانت تظهر على العُملات النقدية أيضًا، إلى أن جاء الماريشال “ليوطي”، قائد حملة احتلال المغرب، وأعاد النظر في الأمر، فأخبر ملك المغرب أنّ عليه أن يتخلّى عن الرموز اليهودية، طالما أنه يزعم “انتماءه إلى سلالة الرسول الكريم”، فكيف يسمح بأن يتحكم اليهود في بلاده!؟

الانحراف جزء من الثقافة المحليّة

ولم تتوقّف اتهامات “فوري” عند حدود الأسرة الملكية، بل امتدَّت لتشمل أسماء مشاهير عالميين، خصوصًا من فرنسا، الذين كانوا – ومن بينهم وزير الثقافة الأسبق “جاك لونغ” – يتوجّهون إلى المغرب لاستغلال الأطفال في إشباع نزواتهم. والأكثر إثارة للصدمة، تأكيده أن الشذوذ الجنسي في منطقتي: طنجة ومراكش، ليس مجرد ظاهرة مرتبطة بالسياح، بل هو جزءٌ من ثقافة محليّة.

ورغم جسامة هذه الاتهامات، لم نشهد أيّ ردّ فعل من المغربيين، بل على العكس من ذلك، رحَّبَت القنوات الفرنسية بمؤلِّف الكتاب، وفتحت له بابها على مصراعيه، حيث “استمتع” مُقدِّمو البرامج بسماع تلك القصص المروِّعة حول ما يحدث في المغرب، دون أيّ اعتراض أو استنكار.

هذا التّجاهل الصادم يعكس ازدواجية المعايير التي تتبنّاها بعض الجهات في فرنسا، إذ يتمّ التسامح مع هذه الاتهامات – مهما كانت مرعبة ومخزية – إذا صدرت من غربي! بينما يُستهدف الصحفيون الجزائريون الذين يجرؤون على قول الحقيقة، بحملات تشويه ممنهجة ومضايقات شخصية تهدف إلى إسكاتهم.

ووفق هذا المنطق المخزني، فإنّ الحقيقة تُغضب عندما تأتي من فم جزائري، بينما يُسمح للأجانب بترديد أبسط الاتهامات، حتى ولو كانت بالدليل وفي إطار المهنيّة المعمول بها، غير أن الأمور لم تتوقف عند هذا الحدّ، فقد قرر برنامج (Les Grandes Gueules) الذي يعمل فيه “مهدي غزار” كمعلِّقٍ على الأحداث، فسخ التعامل معه بعد تصريحاته الأخيرة.

وهكذا فإنّ “مهدي غزار” ليس فقط ضحية لهذه الحملة العدائية، بل هو أيضًا ضحية ازدواجية المعايير التي تتبنّاها وسائل الإعلام الفرنسية وبعض الطبقات السياسية، خاصة اليمينيّة منها. ففي حين يمكن تفهّم غضب المغربيين من تصريحات “غزار”، إلّا أنّ ما لا يمكن فهمه هو صمتهم أمام ما صدر عن فرنسي مثل “جيرار فوري”.

واستنكرَت المنظمة الوطنية للصحافيين الجزائريين “الهجمة غير المبرّرة من المخزن وأبواقه” ضد الصحفي الجزائري “مهدي غزار”، والذي فضح بأسلوب صحفي مهني، على شاكلة عديد الصحفيين الأوروبيين، الوحل اللاأخلاقي الذي تغرق فيه المملكة المغربية الواقعة تحت وصاية نظام المخزن.

لماذا الحقد على كل ما هو جزائري؟

وأكَّدت المنظمة، في بيان، يوم الجمعة 30 أوت، تماسك الصحافة الوطنية في الداخل عبر كل المؤسسات الإعلامية بمختلف أشكالها في مواجهة هذه التحديات، والتي أربكَت بتماسكها ووعيها حجم المؤامرات وفضحها وكشف بعض تفاصيل مُخطّطاتها الفاشلة، وفضحت كبار المحركين لخيوط المؤامرات.

وقالت أنّ “مساهمة الصحافيين الوطنيين الأحرار من خارج الوطن في نشر تفاصيل الحقائق المروّعة التي تُعرِّي وتُزعزع أركان الكيانات المتآمرة على الجزائر، زاد من حدّة تخبّطهم، ولعل آخرها الهجمة غير المُبرَّرة من المخزن وأبواقه ضد الصحفي الجزائري الوطني مهدي غزار، والذي فضح بأسلوب صحفي مهني، على شاكلة عديد الصحفيين الأوروبيين، الوحل اللاأخلاقي الذي تغرق فيه المملكة المغربية الواقعة تحت وصاية سلطة المخزن”.

واستنكرت المنظمة، في بيانها، “القرار التعسفي وغير المبرر لإدارة قناة وإذاعة (مونتي كارلو) الفرنسية بإيقافه نهائيا من تنشيط أحد برامجها على خلفية تصريحاته بعد الحملة العدائية المغرضة والممنهجة، هذه الحملة التي تغذّيها بعض النُّخب والكيانات السياسية الفرنسية المُتطرِّفة الحاقدة على كل ما هو جزائري”.

أضاف البيان: “وليس غريبا أن نرى من بين هؤلاء سياسيون منبوذون من المجتمع الفرنسي من بقايا اليمين المتطرف، والذين لم يهضموا مرارة انهزام فرنسا الاستعمارية على يد أبطال ثورة التحرير وسقوط كل مُخطّطاتهم قبل وبعد الاستقلال”.

وفي إطار تكريسها لمفاهيم الاستقلالية وحرية التعبير، وصون كرامة الصحافيين الجزائريين والتضامن الذي تُمليه حقوق الزَّمالة وواجبات النضال، أكّدت المنظمة الوطنية للصحافيين الجزائريين أنّ “الصحفي الجزائري المحترف مهدي غزار لم يقم إلا بالإدلاء بتصريحات تعبِّر بصدقٍ عمَّا يرتكبه نظام وصاية المخزن بالمغرب في حق المجتمع والدولة المغربية من تصرفات شنيعة تستحقّ الإدانة على غرار الاعتداء الوحشي لدبلوماسي من نظام المخزن المغربي على وفد الصحراء الغربية المشارك في ندوة طوكيو للقمة اليابانية الأفريقية، وكذا فضح محاولات إغراق الحدود (الجزائرية – المغربية) بالممنوعات ومئات القناطير من المخدّرات، وفضح خلفيات رمي المغرب في أحضان الكيان الصهيوني”.

وفي هذا الظرف بالذات، دعَت المنظمة الوطنية للصحافيين الجزائريين جميع أهل المهنة إلى مزيدٍ من التّماسك والعمل على فضح كل المُخطّطات التي تُحاك ضد الوطن من طرف أعداء الخارج وجميع أذنابهم، وكذا التضامن التام والحاسم مع الصحفي المحترف “مهدي غزار” ضد الهجمة المُغرضة المُمنهجة التي يتعرّض لها من أبواق مُتعدّدة، وتكاثف الجهود لإنجاح عملية تكريس بناء مؤسسات الدولة الجزائرية والتي تعُتبر استكمالا نبيلا تجاه رسالة الشهداء.

مخزن الإلهاء

وبات واضحًا أنّ النظام المغربي يحاول من خلال هذه الحادثة إلهاء الشعب المغربي الغارق في البطالة والفقر والغلاء، وكل الظروف السيّئة التي لا يمكن لأيّ مغربي أو غير مغربي نكرانها، فالدّوائر المحيطة بسلطة المخزن أرادَت استثارة اللوبي الصهيوني في المملكة وفي فرنسا، من أجل الحصول على إدانة قضائيّة للتّصريحات الصادرة عن “مهدي غزار” في القناة الإخبارية الجزائرية “الجزائر 24″، في محاولة للتغطية على واقع يحاول القَصر التكتُّم عليه.

ويتمثّل هذا الواقع في كون النظام القائم في “الرباط” يُشرعِن إنتاج وبيع المخدرات في سابقةٍ بين مختلف دول العالم، كما لا يجهل أيّ مغربي بأنّ الأطفال المغربيين القُصَّر يُباعون بالدِّرهم للمنحرفين أخلاقيًّا لإشباع نزواتهم الشاذة، أمّا الدعارة فقد أصبحت علامة مُسجّلة بالمملكة العلوية في إفريقيا، حيث أصبحت زيارة بعض المشاهير (من الشواذ) إلى مدينة “مراكش” وغيرها من المدن المغربية من أجل القيام بممارسات لا توجد إلا هناك.

ولم يكن حديث الصحفي “مهدي غزار” عن “مملكة الحشيش” مجرد تجنٍّ، ففي سنة 2021 تبنّت الحكومة المغربية، التي كان يرأسها سعد الدين العثماني (المحسوب على الإسلاميين)، قانونا يشِّرع إنتاج وبيع المخدرات في سابقة لم تحدث في أيّ بلد من بلدان العالم، أمّا سرقة الأطفال واغتصابهم فهي ثابتة في أكثر من حالة، حيث تحوَّلت المملكة المغربية إلى مَرتعٍ لمرضى “البيدوفيليا” من مختلف بقاع العالم، لأنهم لم يعثروا على بضاعتهم إلا هناك.

وحتى لا يبقى هذا مجرّد تجنٍّ على النظام المغربي في “الرباط”، ففي سنة 2013، أصدر الملك المغربي، “محمد السادس”، عفوًا عن الإسباني مُغتصِب الأطفال المغاربة، “دانيال غالفان”، الأمر الذي أثار استياء الشعب المغربي، فخرج في مظاهرات عبر عدّة مدن، ما فرض على الملك التراجع عن العفو، لكن بعدما غادر “غالفان” التراب المغربي باتجاه بلده إسبانيا، وهي مجرد حالة من بين آلاف الحالات المُوثّقة.

وبخصوص حديث “مهدي غزار” حول انتشار الفاحشة والدعارة في المملكة المغربية والتّسامح مع مرتكبيها، فتكفي الإشارة هنا إلى ما قام به السفير الصهيوني في المغرب “دافيد غوفرين”، فقد تفجّرت، في سبتمبر 2022، فضيحةٌ أخلاقية داخل مبنى مُمثِّلية الكيان الصهيوني في “الرباط”، تمثّلت في اغتصاب نساء مغربيات، كان بطلها “دافيد غوفرين”، ورغم الفضيحة تمّ استدعاؤه إلى “تل أبيب” للتغطية، قبل أن يعود إلى “الرباط” مُعزّزًا مُكرّمًا ليمارس مهامّه وكأنه لم يحدث شيئا، أمام ذهول الشعب المغربي من هول ما وقع.

ما وراء الهجوم على “غزار”

ما يتعرّض له الصحفي الجزائري “مهدي غزار” من حملة تشويهٍ تقودها اللوبيات الصهيونية الفرنسية والمغربية ليس سوى محاولة لترهيب الصحافيين الذين يتناولون الأوضاع الداخلية في النظام المغربي، بهدف منعهم من الحديث عن الفضائح الأخلاقية وعمليات تقنين إنتاج وبيع المخدرات، بالإضافة إلى المشاكل الاجتماعية الخانقة التي يعاني منها الشعب المغربي.

هذه الهجمة، التي يشنّها اللوبي الصهيوني في فرنسا بالتنسيق مع النظام المغربي ضد “غزار”، تتوارى خلفها فضيحة كبرى تجري محاولة التّعتيم عليها في الساحة الفرنسية. وهذه الفضيحة تتعلّق بالاتهامات المُوجّهة إلى كبير حاخامات فرنسا، “حاييم كورسيا”، الذي برّر الجرائم الوحشية التي يرتكبها الاحتلال الصهيوني في قطاع غزّة.

مع مرور الوقت، تتفاقم حدّة هذه الفضيحة، خاصة بعد أن قرّر ناشطون جزائريون ونواب فرنسيون اتّخاذ إجراءات قانونية ضد “كورسيا”، الذي وصف الهجمات الصهيونية على الشعب الفلسطيني في غزّة بأنها “أعمال حرب” خلال تصريحاته على قناة “بي آف آم تي في” الإخبارية الفرنسية.

هذا التّبرير أثار استياءً واسعا، ما دفع العديد من الشخصيات السياسية الفرنسية والجزائرية إلى رفع دعاوى قضائية ضد “كورسيا”، مُعتبرين أنّ تصريحاته تمثِّل تأييدًا لجرائم الحرب والإبادة.

النائب الفرنسي عن حزب (فرنسا الأبية)، “أيميريك كارون”، وبالتعاون مع “عبد الله زكري”، رئيس مرصد محاربة الإسلاموفوبيا ونائب رئيس مجلس الديانة الإسلامية في فرنسا، تحرّك قانونيًا ضد “كورسيا”.

وأعرب “كارون” عن غضبه على منصّة “إكس” (تويتر سابقا) قائلاً: “الأقنعة سقطَت في الأشهر الأخيرة. كبير الحاخامات، حاييم كورسيا، يعلن ببرودٍ دعمه للإبادة الجماعية المستمرّة في غزّة، مُبرّرًا هذه الجرائم البشعة، ما يكشف عن كراهيته العميقة للفلسطينيين”.

وأضاف “كارون”: “الإشادة بجرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية هي جرائم يعاقب عليها القانون. فهل سيتمّ محاسبة كورسيا كما يُحاسب بعض المدافعين عن حقوق الفلسطينيين؟ في فرنسا، يُلقى باللوم على معاداة السامية على من يدينون الإبادة الجماعية”.

واختتم النائب الفرنسي “إيميريك كارون” بالإشارة إلى قراره باللجوء إلى القضاء لمحاسبة “كورسيا”. وذلك “استنادًا إلى المادة 40 من قانون الإجراءات الجنائية”، قائلا: “تقدّمتُ بشكوى إلى المدّعي العام في باريس للإبلاغ عن تصريحات الحاخام الأكبر التي تحرّض علنًا على ارتكاب جرائم حرب في قطاع غزّة”.

من جهته، قرر “عبد الله زكري”، رئيس مرصد محاربة معاداة الإسلام في فرنسا، رفع دعوى قضائية ضد الحاخام “حاييم كورسيا”، مُتّهمًا إياه بالإشادة بجرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية. وأوضح “زكري” أنّ تصريحات الحاخام، التي أدلى بها خلال ظهوره على قناة “بي آف آم تي في”، كانت بمثابة “صدمة” له، حيث عبّر عن استنكاره الشديد لهذه التصريحات التي رأى فيها دعمًا واضحًا لجرائم الاحتلال الصهيوني.

وفي بيان له، أشار “زكري” إلى أنّ الحاخام لم يُظهر أيّ تعاطفٍ مع الضحايا المدنيين الأبرياء، خاصة الأطفال الفلسطينيين الذين يتعرّضون يوميًّا لبتر أطرافهم دون تخدير، ويُتركون أيتامًا، ويعانون من الترهيب والتشريد. وانتقد “زكري” بشدّة صمت الحاخام تجاه الجرائم الإنسانية التي تُرتكب بحق الفلسطينيين، من تجويع وقتل عشوائي على يد الجيش الصهيوني.

وأضاف “زكري” بأسف: “الحاخام الأكبر لم يُعرب حتى عن عدم ارتياحه للمجازر التي تُرتكب في غزّة، والتي تهزّ ضمير الإنسانية، وتدينها بالإجماع المنظمات غير الحكومية الدولية والعديد من دول العالم، بما في ذلك حلفاء الكيان وحتى فرنسا”. كما أبدى “زكري” استغرابه من توافق تصريحات الحاخام مع مواقف كبار المسؤولين الإسرائيليين.

وقال “زكري”: “الحاخام الأكبر يتبنّى التعبيرات نفسها التي يستخدمها بنيامين نتنياهو وإيتمار بن جفير، ممّا يثير استياءنا الشديد أن تصدر مثل هذه التصريحات عن زعيم ديني، تبرّر جرائم ضد الإنسانية وتخدم المصالح السياسية للكيان في ظل العزلة الدولية التي يعاني منها”.

من الجدير بالذِّكر أنّ الحاخام “حاييم كورسيا” كان قد حاول زيارة الجزائر ومدينة وهران، مسقط رأسه، ضمن وفد الرئيس الفرنسي “إيمانويل ماكرون” في عام 2022، لكن في اللحظات الأخيرة، تمّ إلغاء زيارته بذريعة إصابته بفيروس “كورونا”. ومع ذلك، أكّدت مصادر أنّ الجزائر رفضَت استقباله، وأنّ مسألة مرضه كانت مجرّد ذريعة لتبرير إلغاء الزيارة.

للسيطرة على العقول والضمائر..

هذه استراتيجية المخزن في تجنيد الأصوات الناعقة

أبرز المختص في السياسة وأستاذ علوم الإعلام والاتصال بجامعة الجزائر، الدكتور العيد زغلامي، أنّ الهجمة غير المبررة التي يشنها المخزن وأبواقه ضد الصحفي الجزائري مهدي غزار، والذي فضح بأسلوب صحفي مهني، على شاكلة عديد الصحفيين الأوروبيين، الوحل اللا أخلاقي الذي تغرق فيه المملكة المغربية الواقعة تحت وصاية نظام المخزن، يضعنا أمام حقيقة أنّ عداء فرنسا للجزائر ممتد في جميع القطاعات بما في ذلك قطاع الإعلام والصحافة، وما هذا القرار إلا دليلٌ آخر على أنّ هذه القناة وغيرها تتلقى الأوامر من جهات معينة، أو بعبارة أخرى هي تلعب دور المناولة لصالح نظام المخزن المغربي، ما يعني أنها تبتعد تدريجيا وبكل وقاحة عن قيم وأخلاق ومبادئ الاحترافية والمهنية والموضوعية في مجال الإعلام.

وفي هذا الصدد، أوضح الدكتور زغلامي، في تصريح خص به “الأيام نيوز”، أنّ الإعلام الغربي بشكل عام والإعلام الفرنسي بشكل خاص، له باعٌ طويل في التنظير وإعطاء الدروس التي تتحدث عن الموضوعية وبطبيعة الحال عن الاحترافية كذلك، إلا أنّ ما قامت به مؤسسة RMC الفرنسية في حق الصحفي الجزائري، يُعبّر حقيقةً عن واقع الحال وأنّه إساءة واختراق مفضوح لهذه القيم والمبادئ التي ظل الغرب يتفاخر ويتناغم بها في كل المحافل الدولية.

في السياق ذاته، أشار محدثنا إلى أنّ المُتابع للمشهد الإعلامي خلال الآونة الأخيرة، يُلاحظ وبشكل جليّ جملة الانزلاقات والمواقف المعادية للجزائر، والسلوكيات غير الأخلاقية التي يُظهرها هؤلاء ضد كل ما هو جزائري في كل مرة تتاح لهم الفرصة، خاصة في ظل هيمنة أصحاب المال على المشهد الإعلامي في فرنسا، بدليل أنّ الإعلام الفرنسي يعبّر على مواقف اليمين المتطرف الذي أصبح يؤثر كثيرا في المشهد السياسي، وعنصر المفاجأة لا يكمن في ذلك، إنما يكمن، في طبيعة وسائل الإعلام الفرنسية التي تميل إلى اليمين المتطرف وتؤيد الأفكار المتطرفة سواء من خلال إساءتها إلى الفرنسيين أو إلى الأجانب أو إلى اللاجئين والمهاجرين وغيرهم.

إضافةً إلى معاداة كل ما له علاقة بالإسلام والعروبة، وخاصةً لكل ما هو جزائري، وفي الخلفية هم دائما يحاولون من جديد إعادة إحياء ما يسمى بـ “الجزائر الفرنسية”، خاصة في ظل فتور العلاقات الجزائرية الفرنسية، وموقف فرنسا الأخير وعدائها وتملقها ومساندتها العمياء وتأييدها لمغربية الصحراء الغربية، الأمر الذي ترجمته اليوم مؤسسة RMC بعد إقصائها لصحفي جزائري تحدث بكل موضوعية ومهنية عن الانحدار اللا أخلاقي الذي تشهده المغرب، يؤكّد المختص في السياسة.

إلى جانب ذلك، أفاد الدكتور زغلامي، أنّ ما حدث يُمثل سقطةً أخرى للإعلام الفرنسي تُضافُ إلى قائمة سقطاته وعثراته التي لا تنتهي، لافتاً في السياق ذاته إلى أنّ الجزائر لا تحتاج إلى دروس في الاحترافية والمهنية لا من هذا ولا من ذاك، وقادرة على الدفاع وتحصين جبهتها الداخلية وكلما نجحت في ذلك تكالبت عليها الصحف والمجلات والأصوات المعادية والناعقة التي تخدم مصالح وأجندات وجهات معينة يعلمها العام والخاص.

هذا، وفي ختام حديثه، لـ “الأيام نيوز”، تطرق المختص في السياسة وأستاذ علوم الإعلام، إلى ما نشرته مجلة “jeune Afrique”، قبل أيام فقط، هذه المجلة المؤيدة لنظام المخزن المغربي وتتخذ من باريس مقراً لها، والتي تحدثت عن قضية الفيول الذي قدمتها الجزائر هبة إلى لبنان، وادعاءات بأن شحنة الفيول التي وصلت إلى ميناء طرابلس اللبناني تم بيعها في المزاد، وغيرها من الادعاءات الواهية والكاذبة، لكن الغريب في الأمر هو أنّ هناك أقلاما جزائرية تُكّن حقدا دفينا للجزائر تقف وراء ذلك، وهذا الأمر لا يشرف لا هذا الصحفي ولا المجلة التي يعمل لصالحها وهو بعيد كل البعد عن الحقائق، فالجزائر ستبقى مطمئنة ومنسجمة مع مبادئها في الدفاع عن الحقوق وصونها والحفاظ على الدولة الجزائرية وأمنها واستقرارها.

جدير بالذكر، أنّ مجلة “jeune Afrique” بمعية بعض الأبواق الإعلامية الأخرى، سارعت إلى ترويج الأكاذيب لضرب وتشويه سمعة الجزائر، وإفراغ هذا التضامن التاريخي مع الشعب اللبناني من قيمته الإنسانية، فقط لأنّ هؤلاء لم يهضموا هذا القرار الجزائري التاريخي في حق لبنان الشقيق، وتسليمه هبة قدرها 30 ألف طن من الفيول لمواجهة أزمة الكهرباء التي يشهدها البلد خلال هذه المرحلة الدقيقة والصعبة.

لتجعلهم يفقدون أعصابهم..

اُذكر أمامهم اسم الجزائر!

أبرز رئيس الاتحاد الوطني للصحفيين والإعلاميين الجزائريين، مصباح قديري، أنّ الإعلامي الجزائري مهدي غزار، ولدى نزوله ضيفا على القناة الدولية ALG 24 لم يقل سوى كلاما معلوما لدى العام والخاص عن نظام المخزن المغربي، وبطريقة وبأسلوب مهني محض لا يختلف عن أسلوب عديد الصحفيين الأوروبيين، عندما قال “في المغرب هنالك كل شيء يمكنك أن تختطف طفلا، ويمكنك أن تغتصب طفلا، يمكنك شراء المخدرات، كما هناك الدعارة والكازينوهات”، أي تحدث عن كل الآفات الاجتماعية التي تعيشها المغرب وغيرها، ولم يأت بشيء من عنده، ولعل آخرها أنّ النظام القائم في الرباط يشرعن إنتاج وبيع المخدرات في سابقة بين مختلف دول العالم.

وفي هذا الصدد، أوضح الأستاذ قديري في تصريح لـ “الأيام نيوز”، أنّ الإعلامي الجزائري مهدي غزار وفي إطار ممارسته حرية التعبير أدلى بتصريحات تعبّر بصدق عن ما يرتكبه النظام المخزني من تصرفات شنيعة ندينها بشدة وأيضا قام بفضح محاولاته لإغراق الجزائر بالمخدرات وكشف خيوط وأسباب ارتماء المغرب في أحضان الكيان الصهيوني التي ينسجها المستشار الصهيوني للملك المغربي أندريه أزولاي، عراب التطبيع، وهو الذي قلد من طرف الرئيس الصهيوني “وسام الشرف الرئاسي” مكافأة له على الدور المهم الذي يؤديه في إخضاع نظام المخزن لإملاءات الكيان الصهيوني، وما ينعكس عنها من إكراهات على الشعب المغربي سيما في منع أي شكل من أشكال التضامن مع الشعب الفلسطيني الذي يتعرض لأبشع إبادة جماعية في تاريخ البشرية إضافة إلى تهجم دبلوماسي من نظام المخزن على وفد الصحراء  الغربية في قمة طوكيو الأخيرة.

في السياق ذاته، أشار محدثنا، إلى أنّ هذه الأعمال المعهودة في سياسة النظام المخزني ما هي إلا هيستيريا مرضية وفوبيا أصابته وأصابت الإعلام المخزني ومؤيديه من شخصيات وأحزاب وغيرها منذ مدة فراحوا يتهجمون على الجزائر ولم يهضموا أنّ الجمهورية العربية الصحراوية عضو مؤسس في الاتحاد الأفريقي وبالتالي بحكم ميثاق ونظام الاتحاد فهي دولة كاملة العضوية ومن حقها المشاركة في كل النشاطات والاجتماعات التي يعقدها الاتحاد الإفريقي.

فمثل هذه السلوكيات الغريبة من نظام المخزن وأتباعه لم تعد تفاجئ أحدا في المنطقة بعد كل ما صدر عنه ولجوئه إلى تجنيد كل أطياف المجتمع من إعلام وأحزاب ونقابات وعلماء دين من أجل الدعاية لمخططاته الوهمية، وما حدث بحق الإعلامي الصحفي مهدي غزّار إنما يأتي لمحاولة ترهيب الصحافيين الذين يعالجون الوضع الداخلي في النظام المغربي.

خِتاماً، دعا رئيس الاتحاد الوطني للصحفيين والإعلاميين الجزائريين، كافة أطياف المجتمع المدني الجزائري للتصدي وبقوة لكل ما من شأنه أن يمس سيادة الدولة الجزائرية، مؤكّدا على أهمية وضرورة التعاطي المسؤول لوسائل الإعلام مع هذه الحملات والوقوف جنبا إلى جنب مع سفير الكلمة الجزائرية الإعلامي الجزائري مهدي غزار والتضامن معه ضد الهجمة المغرضة الممنهجة التي يتعرض لها فكلام السيد غزار كان صحيحا 100 بالمائة وكلامه كان موجها للنظام المخزني ولم يسئ أبدا إلى الشعب المغربي، كما تم الترويج له من قبل اللوبي الصهيوني الفرنسي المغربي.

صناعة الانحطاط..

علامة مخزنية مسجلة

أبرز الأستاذ والباحث في الشؤون الدولية، عبد الرحمان بوثلجة، أنّ الحملة المنحطة التي تقودها الأبواق الإعلامية المخزنية في كل مرة، والمدعومة والموجهة من قبل اللوبي الصهيوني، بالتنسيق مع حثالات اليمين الفرنسي المتطرف وحلفائه في الكيدورسي ضد الجزائر، والتي استهدفت هذه المرة الإعلامي الجزائري مهدي غزّار، إنما تُعبّرُ حقيقةً عن مستوى اليأس الذي وصلت إليه السلطات الحاكمة في المغرب، حتى أصبحت هذه التصرفات المخزية والاستفزازية المتواصلة السمة الأبرز للسلوك المغربي العدائي اتجاه الجزائر.

وفي هذا الصدد، أوضح الأستاذ بوثلجة في تصريح لـ “الأيام نيوز”، أنّ هذه الممارسات الاستفزازية في حقيقة الأمر ليست أمراً مُستغرباً ولا مفاجئاً من قبل نظام يُعرف بفكره الاستفزازي والاستغلالي، هذا النظام الذي يحتل الصحراء الغربية بغير وجه حق منذ عشرات السنين، كما سبق له أن طالب بحقه المزعوم في الأراضي الموريتانية، واليوم لا يتوان لحظةً واحدة وبدعم من اللوبي الفرنسي والصهيوني في مهاجمة كل ما يمت بصلة إلى الجزائر، ليأتي الدور هذه المرة على صحفي صدح بصوت الحق وأماط اللثام عن حقائق موجودة فعلا على أرض الواقع ولا مجال لطمسها أو إخفائها.

في السياق ذاته، أشار المتحدث إلى أنّ النظام المغربي الذي يبني قراراته على مبدأ الاستغلال بما فيها تلك القرارات المتعلقة باحتلاله للصحراء الغربية، يحتمي في ذلك بأصدقائه وداعميه وحلفائه على غرار الكيان الصهيوني وبعض اللوبيات في فرنسا وحتى في الولايات المتحدة الأمريكية، التي تحاول أن تضغط دائما على الإدارات الأمريكية المتعاقبة من أجل دعمه في مواصلة احتلاله للجمهورية الصحراوية، هذا النظام الجائر الذي يقيم علاقات مع الكيان الصهيوني في إطار اتفاقية أبراهام، ويعتبر ملكه نفسه أميرا للمؤمنين ورئيسا للجنة القدس، لم يتخذ أي إجراء أو ردة فعل تدين العدوان الصهيوني الهمجي المتواصل ضد الشعب الفلسطيني الأعزل في قطاع غزّة.

في سياق ذي صلة، أكّد الأستاذ بوثلجة، أنّ إقدام نظام المخزن الصهيوني على خطوة مقيتة مُماثلة اتجاه الجزائر ليس بالأمر الجديد، فهذه ليست المرة الأولى التي يقوم فيها المغرب والداعمين له بخطوة استفزازية ضد أبناء بلادنا، فقد سبق له إقامة علاقات عسكرية مع الكيان الصهيوني بالقرب من الحدود الجزائرية، الأمر الذي يشكل بطبيعة الحال خطرا على الأمن القومي الجزائري، إضافةً إلى تصريحات مندوبه لدى الأمم المتحدة في وقتٍ سابق والتي تُمثل تدخلا صارخا في الشؤون الداخلية للجزائر من خلال تشجيعه لشخصيات انفصالية، الأمر الذي من شأنه تهديد الوحدة الترابية الجزائرية.

وفي هذا الشأن، يرى محدثنا، أنّ مثل هذه الحملات المغرضة تأتي بعد انسداد كل الطرق التي يستخدمها هذا النظام المُتصهين في استفزاز الجزائر، وبعد أن استنفد كل أساليبه ووسائله الممكنة، لذلك لجأ إلى مثل هذه الاستفزازات المُنحطة التي تُعبّر حقيقةً عن ضعف وفشل الديبلوماسية المغربية أمام صمود الجزائر وثبات مواقفها في دعمها المُطلق للشعب الصحراوي في تقرير مصيره وللشرعية الدولية وللمضطهدين في العالم.

وفي هذا الإطار، تحدث الأستاذ بوثلجة عن موقف الجزائر الواضح سواء فيما يتعلق بدعم الشعب الفلسطيني من خلال رفضها القاطع لإقامة أيّ علاقات مع الكيان الصهيوني المستبد، رغم أنّ هذا هو المطلوب سواء من “إسرائيل” أو من الدول الداعمة لها، إضافة إلى الموقف الجزائري الصريح والثابت وغير المشروط من القضية الصحراوية والذي يدعم حق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره والاستقلال وفقا للشرعية الدولية والقرارات الأممية.

هذا، وأبرز المتحدث أنّ تمسّك الجزائر بمبادئ الشّرعية الدّولية في القضايا العالمية، مثل الوقوف السّرمدي مع الحقوق المشروعة للبلدان التي تقبع تحت نيران الاحتلال في نيل الحرية والاستقلال، مثل حقّ قيام الدّولة الفلسطينية وعاصمتها القدس المحتلة وحقّ تقرير مصير الشّعب الصّحراوي، ورفضها كلّ أشكال التّطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي ونأيها عن الدّخول في التّحالفات المشبوهة على حساب المستضعفين، كلّ هذا جعل الجزائر مستهدفة بشكل مباشر من قبل هوّاة الاستعمار بالوكالة  للنيل من الشّعوب العربية المغلوب على أمرها ونتحدث هنا عن نظام المخزن الصهيوني.

وفي ختام حديثه لـ “الأيام نيوز”، أكّد الأستاذ والباحث في الشؤون الدولية، عبد الرحمان بوثلجة، أنّ مثل هذه الأعمال الاستفزازية وهذه المساعي المشبوهة التي تستهدف أبناء الجزائر، ستكون نتيجتها الحتمية الفشل الذريع، لأن الجزائر بلد كبير يبني مواقفه الدبلوماسية على مبادئ قارة وليس على مصالح آنية، فالجزائر بلد ناشر للسلام ولا يدّخر جهدا في دعم ومساندة القضايا العادلة وحق الشعوب المستعمرة في تقرير مصيرها.

تحت ظل حكم أمير المدمنين..

المخزن يبيع نفسه للشيطان

بقلم: البروفيسور عكنوش نور الصباح – خبير استراتيجي جزائري

الحملة الممنهجة ضدّ الجزائر تذكّرني بالحملة التي عرفتها البلاد في سبعينيات القرن الماضي ضدّ الرّئيس الرّاحل هواري بومدين من طرف عصب مخزنية بدعم من منظومة الحكم اليمينية في باريس بقيادة جيسكار ديستان و”الموساد” في “تل أبيب”.

ولهذا لا يستغرب المرء أن يعاد إنتاج نفس الأدوار بنفس الأدوات من نفس العواصم التي تستهدف اليوم الدّولة الجزائرية استراتيجيًا وتنمويًا تحت قيادة رئيس يرنو لنهضة أمّته وسيادتها بروح وطنية تقلق قوى الشّر التي تتعاضد اليوم مثل الأمس لإسقاط نموذج تقدّم واستقرار مستقل في بنيته وهويته وقيمه، حيث أصبح خارج سيطرتها على نحو ترى أنّه غير مقبول ومنه نجدها تشتغل على لحظة تاريخية مفصلية تمرّ بها الأمّة الجزائرية عشيّة الانتخابات الرّئاسية للتّشويش على الوضع والقيام بما يشبه “كاب سيغلي” إعلامي وسياسي ضدّ الجزائر في محاولة يائسة لاستنساخ فشل سابق في ضرب وطن يقاوم بشجاعة وبقوّة مخطّطات التّطبيع والتّصهين الاستراتيجي للمنطقة.

تمثّل الجزائر صمّام أمان هذه المنطقة ومنصّة نموّها وهو منهج ثوابتي أصيل يخدم القضايا العادلة في فلسطين والصّحراء الغربية على نحو لا يرضى عنه الاستعمار الجديد وحليفه الموضوعي في الرّباط الذي ثار ضدّ صحفي قال الحقيقة ولم يثر على ديبلوماسي صهيوني يغتصب المغربيات ولا على زيارة وزيرة الدّفاع الإسبانية إلى سبتة ومليلية ممّا يؤكّد حالة “اللّامغرب” التي يعيشها مخزن بصدد بيع مؤسّساته وبنوكه ومرافقه العامّة ومستشفياته وجامعاته ونخبه وأمنه وسيادته للشّيطان بعد أن استحوذ عجوز يهودي على القصر رفقة ضابط مخابرات.

يأتي كلّ هذا أمام إقالة تامّة للشّعب العزيز والذي لم يكن منذ تأسيس الجنرال ليوتي للمغرب الحديث شعبًا بالمعنى الأخلاقي والسّياسي والقانوني والنّتيجة هروب الآلاف من المغاربة إلى إسبانيا هذه الأيّام هروبًا من دولة عاهرة تحاضر في الفضيلة، إذا استطعنا أن نسمّيها دولة فالدّول لا تخاف الحقيقة ولا تهدّد النّخب بالتّصفية والموت ولكن عندما تعرف كيف قتل الحسن الثّاني أستاذه في الرّياضيات المهدي بن بركة تدرك أنّنا أمام مخزن لا يؤتمن عفوًا لا يؤمن رغم أنّ من على رأسه يسمّى بهتانًا أمير المؤمنين!

إنهم في قمة الجنون..

ثبات الجزائر يثير حالة هستيرية لدى صعاليك المخزن

بقلم: محمد آدم المقراني – محام وناشط حقوقي جزائري

أوّلاً وقبل كلّ شيء، من الضّروري التّأكيد على أنّ العلاقة بين الشّعب الجزائري والشّعب المغربي هي علاقة ضاربة في عمق التّاريخ، مبنية على الاحترام المتبادل والتّعاون والجوار الطّيب، وليس هناك أيّ نزاع أو مشكلة جوهرية بين الشّعبين الشّقيقين، ورغم التّوتّرات السّياسية التي قد تنشأ بين الحكومات في بعض الأحيان، فإنّ الشّعوب تظلّ مترابطة بروابط الأخوّة والقرابة والمصالح المشتركة.

في هذا السّياق، جاءت تصريحات الصّحفي الجزائري مهدي غزار حول النّظام المغربي – في إطار مهني بحت -، حيث تناول موضوعات حسّاسة متعلّقة بالسّياسات العامّة في المغرب بطريقة مشابهة لتلك التي يتناول بها الصّحفيون الأوروبيون قضايا مماثلة في دولهم أو دول أخرى. ما تمّ إبرازه في تصريحات غزار كان موجّهًا نحو تسليط الضّوء على بعض الظّواهر الاجتماعية والسّياسية في المغرب، والتي تستحقّ النّقاش والتّحليل الموضوعي.

لكن ما حدث بعد ذلك من تحريف وتشويه لتصريحات غزار، – كما تمّت الإشارة إليه -، يشير إلى وجود محاولات من بعض الأطراف الإعلامية والسّياسية لإثارة الفتنة بين الجزائر والمغرب، حيث سعت بعض الجهات إلى استغلال هذه التّصريحات لتكون ذريعة لتأجيج التّوتّرات بين الشّعبين، وهذا ليس بجديد في العلاقات الدّولية، حيث غالبًا ما يتمّ استغلال تصريحات أو مواقف معيّنة لتحريفها وجعلها تبدو كأنها هجوم مباشر على الشّعب أو الحكومة في بلد معيّن.

إنّ ما تعرّض له مهدي غزّار من انتقادات واسعة وتوقيفه عن العمل من قبل قناة RMC الفرنسية يشير إلى ضغوطات خارجية تمارس على الصّحفيين الجزائريين، بهدف إسكاتهم ومنعهم من التّعبير عن آرائهم بحرية.

من المهم أن نشير هنا إلى أنّ هذه الحملة الإعلامية لم تكن تستهدف فقط مهدي غزار في شخصه، بل إنّها جزء من حملة أوسع تستهدف الصّحافة الجزائرية بشكل عام، من خلال محاولة تشويه صورة الجزائر والتّقليل من شأن المواقف المستقلّة التي تتبنّاها في مختلف القضايا الإقليمية والدّولية. وهذا يبرز حقيقة أنّ الجزائر وصحفييها يتعرّضون لضغوطات وهجمات متزايدة من قبل لوبيات خارجية تسعى للتّأثير على الرّأي العام وتشويه الحقائق.

وفي هذا الإطار، من الضّروري أن نفهم أنّ هذه الحملات ليست موجّهة ضدّ الشّعب المغربي بأيّ شكل من الأشكال، بل هي محاولات لإثارة التّوتّرات بين الحكومات، واستغلال الخلافات السّياسية لأهداف خاصّة. وعلى الرّغم من كلّ ذلك، يجب أن نتذكّر دائمًا أنّ الإعلام له دور مهمّ في تقريب الشّعوب وتعزيز الفهم المتبادل، وليس في تأجيج النّزاعات والخلافات.

إنّ الصحفيين، بما فيهم مهدي غزار، يعملون على نقل الحقائق وتحليلها، وفي كثير من الأحيان قد يتمّ تفسير مواقفهم بشكل خاطئ أو متعمّد، وهذا ما حدث بالفعل في هذا السّياق، حيث تمّ تحريف تصريحاته لتبدو وكأنّها هجوم على الشّعب المغربي، وهو ما لم يكن الهدف من وراء تصريحاته. على العكس من ذلك، كان مهدي غزار يسعى لتسليط الضّوء على بعض القضايا التي تستحق النّقاش، وليس لإثارة الفتنة أو التوتّر بين الشّعبين.

وفي الختام، من الضّروري التّأكيد على أنّ الجزائر كانت ولا تزال تدعم مبدأ الحوار والتّفاهم بين الشّعوب، وأنّ الإعلام يجب أن يكون أداة لبناء الجسور بين الثّقافات المختلفة، وليس لهدمها.

إنّ ما تعرّض له مهدي غزار وما تعرّضت له الجزائر من حملة إعلامية ظالمة يظهر بوضوح أنّ هناك قوى تسعى لإسكات الأصوات الحرّة التي تجرؤ على التحدّث بصراحة عن القضايا الحسّاسة، ولكن هذه المحاولات لن تنجح في النّيل من عزيمة الصّحفيين الجزائريين ولا من مواقف الجزائر الثّابتة في الدّفاع عن الحقّ والعدالة.

حقائق صادمة..

ماذا وراء الواجهة البراقة في مملكة العفن؟

بقلم: علين حبيب الكنتاوي – دبلوماسي صحراوي

31 ديسمبر 1977، صرّح الرّئيس الأمريكي جيمي كارتر، المدعو لقضاء عطلة عيد الميلاد في إيران من قبل الشّاه محمد رضا بهلوي، في مراسيم تكريمه خلال مأدبة عشاء رسمية في طهران: “إيران، بفضل القيادة العظيمة للشّاه، هي جزيرة استقرار في واحدة من أكثر المناطق اضطرابًا في العالم. هذا تكريم كبير لجلالتكم، لقيادتكم، وللاحترام، الإعجاب، والمحبّة التي يكنّها لكم شعبكم”.

في ذلك الوقت، كانت الولايات المتّحدة تولي أهمية غير محدودة لإيران ممّا أعمى بصيرتها ودمّر مصالحها الاستراتيجية دون أن تدري، كانوا يعتبرون إيران مركز الكون، تاريخها الرّائع وموقعها الجغرافي كانا يخفيان واقع بلد مريض ويمرّ بحالة احتقان وغليان. كان هناك استياء عام بالكاد تحت السّيطرة من قبل نظام قمعي، وضع اقتصادي واجتماعي مقلق، وشاه يعاني من سرطان مميت يتمّ التكتّم عليه كسرٍّ من أسرار الدّولة.

كلّ ذلك لم يكن يهم، المصالح اقصيرة الأمد كانت تعمي رؤية المحلّلين في واشنطن وكانوا يأخذون، بعناد، رغباتهم كواقع. بعد عام من انتخاب الرّئيس جيمي كارتر، حدث ما كان حتميًا؛ الانهيار الدّاخلي للإمبراطورية، الإطاحة بالشّاه وقيام الثّورة الإيرانية. كان التنبؤ الاحتفالي خاطئًا، قراءة خاطئة لظروف البلاد والمخاطر الوشيكة التي كانت تهدّد إيران.

اليوم، وبطريقة مشابهة، فإنّ السّحر والانبهار تجاه المغرب يتجاوز حدود المنطق. بعض قادة الدّول الغربية لا يبخلون بالثّناء على التقدّم والإنجازات المزعومة للمغرب على جميع المستويات، ولا يدّخرون نوعًا من الثّناء على ما يسمّونه القيادة المستنيرة لملكه. يتكرّر الخطأ نفسه في التّقدير الذي ارتكبه الرّئيس كارتر تجاه إيران في أواخر عام 1977، ويتمّ تجاهل صرخات الإنذار التي لا تتوقّف من المؤشّرات الاقتصادية والاجتماعية في البلاد. في الواقع، المغرب الحالي هو فاكهة ذات مظهر خارجي شهي لكن منخورة داخلياً، الدّيون، التسلُّح، البطالة، الحرب، الهجرة إلى الخارج والبحث عن “النّجاة الفردية” أصبحت شعورًا مسيطرًا على الأمّة بأكملها.

في نوبة من الغرور، قدّم الشّاه للولايات المتّحدة أمن الشّرق الأوسط وقدّم نفسه ليكون حصنا ضدّ الاتّحاد السّوفياتي في المنطقة. بدوره، قدّم الرّئيس كارتر للشّاه الإيراني وهم الأمن الدّائم ضدّ أيّ اضطرابات داخلية أو خارجية، تمامًا مثل ما يتمّ تقديمه اليوم للمغرب من طرف ترامب، نتنياهو، سانشيز وينضاف إليهم إيمانويل ماكرون وهو في غروب سلطته.

النّخب الزائفة والوعود الواهمة التي عجّت بها إيران أمس، تنتشر أيضًا في المغرب، اليوم. يعد المغرب أيضًا لأن يكون حصنًا ضدّ التطرّف، الإرهاب، عدم الاستقرار في المغرب الكبير والاضطرابات في منطقة السّاحل. نهاية السّبعينيات، كانت ثمّة سلسلة من الأحداث تدفع باتّجاه ديناميكية غير مرئية، هادئة، انتهت إلى الإطاحة بسلالة بهلوي في إيران عام 1979.  الدّيناميكية نفسها تنخر اليوم أحشاء سلالة أخرى في المغرب، منهكة بالزّمن وبعيدة عن شعبها مثل السّلالة الإيرانية. وتمامًا كما كان الأمر مع سلالة بهلوي في إيران أمس، فإنّ سلالة العلويين اليوم في المغرب واقعة تحت المفعول السّحري لهذا الثّناء والإطراء الكاذب تجاه عرشها المتهاوي. الأمس واليوم، كلتا السّلالتين كانتا مسحورتين بهالة الرّعاية الأسطورية، وانغمستا في عالمها الخاص، راضيتين ومفتونتين بتلك البهرجة والثّقة الواهمة، تعزفان قيثارة “نيرون” المخدّرة.

كلّما حاولوا استعراض قوّتهم، فقدوا مصداقيتهم، وغرقوا أكثر في التّفاهة، الطّقوس والاحتفالات التي تعود للعصور الوسطى، تعكس المزيد من انعدام الأمن والانحدار بدلًا من الاستقرار ليبتعدوا أكثر عن شعوبهم، ويزداد الرّفض الدّاخلي وتدهور الصّورة الخارجية.

المغرب يستمرّ في بناء القلاع في الهواء، يتجاهل ويحتقر القضية الفلسطينية ويعد بحلّ مشاكل جميع دول العالم التي تعترف بأنّ مقترح الحكم الذّاتي هو حلّ نزاع الصّحراء الغربية. يعد ببناء عاصمة جديدة في جنوب السّودان، وعود بمساعدات سخية لمعظم الدّول الأفريقية ووعود بحلّ مشاكل الطّاقة في أوروبا.

المغرب يعد بإنجاز معبر يقلص المسافات الجغرافية، يتجاوز موريتانيا والصّحراء الغربية لإعطاء مخرج للمحيط الأطلسي لدول السّاحل غير الشّاطئية، متجاهلًا أنّهم يمتلكون بالفعل موانئ جوارية في غرب أفريقيا كلها: نواكشوط، داكار، أبيدجان، كوتونو، لومي، لاغوس وهي مفتوحة لخدمة تلك الدّول منذ أوائل الستّينات من القرن الماضي. لا يهم التناقض! الوعود الفارغة تتدفق بسخاء لكلّ من يشارك في مغامرة تزوير التّاريخ أو يشارك هذيانها.

لا يهم!  رفع كؤوس “النَّخب” الواهم يستمر. في أوروبا، يتمّ تجنيد المادحين والعروض تتدفق بغزارة، سياسيون، صحفيون، برلمانيون وشخصيات مشبوهة تتجمّع حول المخزن، يستغلّون ضعف وغطرسة النّظام لتقديم خدمات غير لائقة كطريق إلى الثّراء السّريع، البعض يجمّل صورة النّظام الباهتة، البعض الآخر يعوق العدالة في المؤسّسات الأوروبية وآخرون يقدّمون “حلولًا سحرية” لمأزق الصّحراء الغربية. كلّ ذلك لا يعدو أن يكون عملية تسويق انتهازية للوهم، إنّها وليمة وضيعة للمحتالين والقادة “الصّغار” من عديمي الضّمير. لا شيء من هذه التّلاعبات يضفي شرعية على احتلال استعماري ولا يشرع نهب ثروات الصّحراء الغربية.

وإن كانت السّلالة المغربية لا تعدو أن تكون سوى صورة كاريكاتورية بالمقارنة مع عرش الطّاووس – كما كان يعرف العرش الإيراني – تقلّد بشكل فظّ زينته، غروره، تقاليده وفخامته، إلّا أنّها بارعة في إعادة إنتاج أخطائها، رعونتها القاسية، ومراهناتها على أنّ أمنها يعتمد على التّحالفات الخارجية وليس على ثقة شعبها أو التّعايش السّلمي مع جيرانها. وهي كذلك، سترث، بالتّأكيد، مصيرها أيضًا. اليوم، شبح شاه إيران هو أكثر ما يحوم فوق المغرب.

الأيام نيوز - الجزائر

الأيام نيوز - الجزائر

اقرأ أيضا

آخر الأخبار
إحباط محاولة إدخال 30 قنطارًا من الكيف عبر الحدود مع المغرب الجزائريون في رمضان.. حين يتحوّل العمل التطوعي إلى عادة مُتجذرة في المجتمع شراكة أمنية وتنموية بين الجزائر وتونس لخدمة المناطق الحدودية غزة تحت القصف الصهيوني.. عظّم الله أجركم فيما تبقّى من إنسانيتكم أيها...! في محاولة لتخفيف التوتر.. وزير الخارجية الفرنسي يتودد للجزائر رقم أعمال "جيتكس" للنسيج والجلود يرتفع بـ15 بالمائة في 2024 اليونيسف: المشاهد والتقارير القادمة من غزة تفوق حدود الرعب القضاء الفرنسي يرفض تسليم بوشوارب للجزائر.. هل تتصاعد الأزمة؟ وزير الداخلية التونسي يزور مديرية إنتاج السندات والوثائق المؤمنة بالحميز انتشار "الجراد الصحراوي" يُهدّد 14 ولاية.. وهذه المناطق المعنية الجزائر تُروّج لمنتجاتها الغذائية في صالون لندن الدولي من الهاغاناه إلى "الجيش الإسرائيلي".. قرنٌ من التآمر على فلسطين! تقييم جهود البحث والإنقاذ البحري.. نحو استجابة أكثر فاعلية الجزائر تُندّد بجرائم الاحتلال في غزة وتدين صمت مجلس الأمن تراجع طفيف في أسعار النفط وسط احتمالات إنهاء الحرب بأوكرانيا نضال دبلوماسي لكسر العزلة.. الحقيقة الصحراوية تتحدّى التزييف المغربي خطوة نحو الاكتفاء الذاتي.. قطع غيار جزائرية في قلب صناعة السيارات فرنسا تفقد صوابها.. الجزائر تُحطم شراهة النفوذ البائد! نحو إعداد مشروع لتعديل أو استكمال القانون الأساسي لموظفي قطاع التربية الجزائر تدحض الادعاءات الفرنسية بشأن ترحيل رعاياها وتكشف تجاوزات باريس