صورة مصافحة هنية لعباس تصنع الحدث.. تقارب الجزائر وحماس تحذير أحمر لـ”إسرائيل”

لا تزال صورة مصافحة رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية والرئيس الفلسطيني محمود عباس في لقاء بالجزائر تثير اهتمام الرأي العام داخل الكيان الصهيوني.

وذكرت صحيفة “يسرائيل هيوم” الصادرة، الأربعاء، أن الصورة غير العادية للمصافحة بين رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية والرئيس الفلسطيني محمود عباس أثارت اهتماما كبيرا في “إسرائيل”.

وأضافت الصحيفة الإسرائيلية أن “الجزائر التي لم تربطها أبدا علاقات مع “إسرائيل”، تعمل على تشديد مواقفها ضد تل أبيب، وقد تصبح حتى قاعدة خلفية بديلة لحركة حماس التي جرى طردها من تركيا نتيجة التقارب بين أنقرة و”إسرائيل”، وتكمن خلفية هذا التطور في العلاقات المتنامية بين “إسرائيل” والمغرب التي يسود بينها وبين الجزائر نزاع إقليمي طويل حول السيطرة على الصحراء الغربية”.

وتابعت: “في الشهر الماضي خلال زيارتها للمغرب، أعربت وزيرة الداخلية ايليت شاكيد لأول مرة عن دعم “إسرائيل” للسيادة المغربية على المنطقة المتنازع عليها، بالإضافة إلى ذلك كانت هناك العديد من التقارير الأخيرة عن صفقات أسلحة مهمة بين “إسرائيل” والمغرب وتنامي التعاون الأمني والسياسي بينهما”.

وقال العميد احتياط يوسي كوبرفاسر، الرئيس السابق لقسم الأبحاث في شعبة الاستخبارات العسكرية إن “الالتزام الجزائري بالقضية الفلسطينية طويل الأمد ويعود الى أيام ياسر عرفات الذي رأى في المقاومة الجزائرية للاحتلال الفرنسي نموذجا يحتذى به، ومع ذلك لا شك في ان التقارب الإسرائيلي مع المغرب والتقارير عن توثيق العلاقات العسكرية والأمنية بين البلدين يعطى الجزائر حافزا متزايدا لاحتضان حركة حماس”.

وأضاف: “هذا لا يعني بالضرورة أن الحكومة هناك ستوافق على استضافة حماس والسماح لها بإقامة جبهة داخلية لوجستية في أراضيها لأن الجزائريين ما زالوا يريدون الحفاظ على شرعيتهم في الغرب، لكن هذا بالتأكيد سيناريو يمكن أن يتحقق إذا تفاقم الاتجاه الحالي”.

وتابع العميد الإسرائيلي: “بالنسبة لحماس فإن ترسيخ نفسها في الجزائر سيكون خطوة إلى الوراء مقارنة بتركيا لأن الجزائر دولة بعيدة وليست مفترقا رئيسيا لحركة العناصر المختلفة ولكن قد لا يكون لديها بديل أفضل”.

من جهته، زعم العميد احتياط أمير أفيفي الرئيس السابق لمكتب رئيس الأركان والرئيس الحالي لحركة (الأمنيون) إنه “يجب أن يكون مفهوما أن إيران ضالعة في هذه العملية، الإيرانيون نشطون للغاية في شمال أفريقيا والجزائر ويقدمون لها المشورة والسلاح”.

وأضاف: “حقيقة أن تركيا تقترب من “إسرائيل” وتتعرض لضغوط أمريكية شديدة كي تطرد حماس تجعل الجزائر خيارا بديلا للحركة، وقادة حماس في الخارج يبحثون باستمرار عن أماكن لإقامة مقرات لهم، وقد رأينا هذا في دول الخليج أيضا، هذه الجبهة اللوجستية تجعل من الممكن تدريب وتجنيد النشطاء والانخراط في تهريب المخدرات التي يجلب الأموال إلى المنظمة وغير ذلك خاصة في الوقت الذي لا تستطيع فيه حماس في قطاع غزة إنتاج قنوات دخل لنفسها”، حسب زعمه.

وقال اللواء احتياط يعقوب عميدور مستشار الأمن القومي السابق، إنه “على المستوى الدولي لا توجد وجبات مجانية وهذا مثال آخر على ذلك، لم تكن الجزائر من محبي “إسرائيل” حتى قبل الاتفاق مع المغرب، ولكن من المحتمل أن تكون الاتفاقية قد زادت من حدة هذا الاتجاه، ومع ذلك فإن الربح من الاتفاقية كبير بما يكفي ليجعل الثمن الذي تدفعه “إسرائيل” جديرا، ومثلما تم طرد ياسر عرفات من لبنان إلى تونس فقد يتم طرد شخصيات بارزة من حماس إلى الجزائر والتي وإن كانت في موقع أقل مركزية إلا أنها تبقى من ناحية سياسية جزء من الشرق الأوسط”.

ويقول الدكتور عيدور زالكوفيتش رئيس برنامج دراسات الشرق الأوسط في الكلية الأكاديمية “عميك يزراعيل”: “الجزائر يمكن أن تخدم حماس كجبهة داخلية لوجستية تسمح لها بالعمل بحرية وبأمن نسبي، وتدريب رجالها وتطوير أسلحة خاصة قدرات الصواريخ والطائرات بدون طيار وتجميع موارد اقتصادية وما شابه”.

وأضاف: “التنافس بين الجزائر والمغرب عميق وطويل الأمد وعلى “إسرائيل” أن تفهم أن اتخاذ موقف بشأن هذه القضية له ثمن أيضا، الاستقبال الذي حظي به هنية يشبه الترحيب برئيس دولة، وهذا يجب أن يشكل ضوء تحذير أحمر لأجهزة الأمن الإسرائيلية”.

أمين بوشايب

أمين بوشايب

صحفي بموقع الأيام نيوز

اقرأ أيضا