تواصل كتائب القسام معركتها ضد جيش الاحتلال الصهيوني –ضمن معركة “طوفان الأقصى”- فقد أعلنت مسؤوليتها عن عمليتي “غوش عتصيون” و”كرمي تسور” قرب مدينة الخليل جنوبي الضفة الغربية المحتلة، وبالمقابل، يكثّف الاحتلال هجماته على مناطق بالضفة بينها جنين، حيث يواجه مقاومة شرسة، أما على الصعيد السياسي فيبدو أن الرئيس الأمريكي جو بايدن قد اكتشف أخيرا أن رئيس وزراء سلطة الاحتلال بنيامين نتنياهو “لا يفعل ما يكفي” من أجل الوصول إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة وتبادل الأسرى.
أعلنت كتائب القسام مسؤوليتها عن عمليتي “غوش عتصيون” و”كرمي تسور” قرب مدينة الخليل جنوبي الضفة الغربية المحتلة، بينما كثف الاحتلال هجماته على مناطق بالضفة بينها جنين، حيث يواجه مقاومة شرسة.
وقالت كتائب القسام إنه مع الكشف عن أولى عملياتها الاستشهادية بمحافظة الخليل، تؤكد أن كل محافظات الضفة بلا استثناء ستبقى تخبّئ مزيدا من المفاجآت المؤلمة والكبرى للاحتلال، والتي كانت آخرها عملية ترقوميا يوم الأحد، وقد نفذها الشهيد مهند محمود العِسْوِد، وأكدت الكتائب أنها ستواصل إمداد وإسناد المقاومة في الضفة وتنفيذ عمليات نوعية ضد الاحتلال.
في السياق ذاته، أعلنت كتيبة جنين التابعة لسرايا القدس أن مقاتليها استهدفوا قوات الاحتلال في محاور القتال في مخيم جنين، وأضافت أن عناصرها أمطروا الاحتلال بزخات كثيفة من الرصاص والعبوات المتفجرة في محاور القتال المختلفة، محققين إصابات مباشرة.
ومن الجانب المعادي، تواصل قوات الاحتلال الصهيوني هجماتها على مدينة جنين ومخيمها لليوم السادس على التوالي، وبالمقابل، تتصدى مجموعات من المقاومين لقوات الاحتلال، وسط مواجهات واشتباكات شديدة مع وقوع انفجارات داخل أحياء المخيم.
وقالت وزارة الصحة الفلسطينية إن عدد الشهداء بلغ 29 شهيدا وأصيب 121 بالضفة منذ الأربعاء الماضي، مما يرفع حصيلة الضحايا إلى 681 شهيدا ونحو 5700 جريحا منذ 7 أكتوبر.
ومن جهته، قال المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا” فيليب لازاريني، أمس الاثنين، إن أكثر من 70 بالمائة من مدارس الوكالة في غزة، قد دمرت أو تضررت والغالبية منها أصبحت ملاجئ مكتظة بمئات آلاف الأسر النازحة ولا يمكن استخدامها للتعليم.
وأوضح لازاريني في منشور على منصة “إكس”، أمس الاثنين، أن أكثر من 600 ألف طفل في غزة نصفهم كانوا بمدارس الأونروا يعانون صدمة شديدة ويعيشون تحت الأنقاض محرومين من التعليم.
وعلى الجبهة اللبنانية، استهدفت المقاومة الإسلامية ممثلة في حزب الله، أمس الاثنين، مستوطنات “عين يعقوب” و”جعتون” و”يحيعام” بصليات من صواريخ “الكاتيوشا”، رداً على الاعتداء الصهيوني على بلدة الناقورة جنوبي لبنان. وفي بيانٍ آخر، أعلن حزب الله أنّه استهدف انتشاراً لجنود العدو الصهيوني في مرتفع “عداثر”، بقذائف المدفعية وأصابوه إصابةً مباشرة.
ودعماً للشعب الفلسطيني الصامد في قطاع غزّة وإسناداً لمقاومته الشريفة، ورداً على اعتداءات الاحتلال ضد القرى الجنوبية استهدفت المقاومة، خلال عمليتين منفصلتين، مبنىً يستخدمه جنود الاحتلال الصهيوني في مستعمرة “المنارة” وكذلك، استهدفت مبنىً يستخدمه جنود العدو الصهيوني في مستعمرة أفيفيم”.
وفي واشنطن، قال الرئيس الأمريكي جو بايدن أمس الاثنين إن رئيس وزراء سلطة الاحتلال بنيامين نتنياهو “لا يفعل ما يكفي” من أجل الوصول إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة وتبادل الأسرى، مشيرا إلى قرب التوصل لاتفاق نهائي بهذا الشأن. ونقلت إذاعة الجيش الصهيوني عن بايدن قوله للصحفيين في واشنطن “نحن قريبون جدا من التوصل إلى اتفاق، ولا أعتقد أن نتنياهو يفعل ما يكفي حيال ذلك”.
يأتي ذلك، في حين نقلت صحيفة واشنطن بوست عن مسؤولين أمريكيين قولهم إن الضغوط المستمرة التي يمارسها بايدن أخذت شكلا جديدا بعد إعلان الجيش الصهيوني استعادة جثث 6 محتجزين، من بينها جثة الصهيوني الأمريكي هيرش غولدبيرغ-بولين، مشيرة إلى أن واشنطن تخطط لتقديم مقترح عرض “خذه أو اتركه” نهائي لوقف الحرب في غزة.
وأضافت المصادر أن واشنطن تتشاور مع الدوحة والقاهرة بشأن ملامح هذا المقترح الذي ستقدمه خلال الأسابيع القادمة، وأن عدم قبول الكيان أو حماس لهذا الاتفاق قد يعني نهاية المفاوضات بقيادة أمريكية.
وتعليقا على تصريحات بايدن، قال مسؤول صهيوني لصحيفة معاريف إنها “تصريحات خطيرة، خصوصا أنها تأتي بعد أيام من إعدام حماس 6 رهائن بينهم أمريكي”. كما نقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن مسؤول سياسي (لم تسمه) قوله إنه “من الغريب أن يضغط بايدن على نتنياهو، وليس على السنوار الرافض للصفقة”. وفي المقابل، قالت هيئة الأسرى الإسرائيليين بغزة إن تصريحات بايدن “إثبات بأن نتنياهو يعرقل التوصل لصفقة”، وفق ما ذكرت القناة 12 الإسرائيلية.
وتأتي تصريحات بايدن تزامنا مع مظاهرات عارمة في مستوطنات صهيونية بينها تل أبيب، للمطالبة بإبرام صفقة تبادل أسرى والضغط على الحكومة، بعد الإعلان عن مقتل 6 محتجزين إسرائيليين في نفق بمدينة رفح جنوبي القطاع، قالت حماس إنهم قتلوا بنيران الجيش الصهيوني. كما تتزامن مع إضراب لدى الكيان دعا إليه اتحاد نقابات العمال (الهستدروت) وبدأ صباح أمس الاثنين، إلا أن محكمة تل أبيب قررت إنهاءه استجابة لطلب الحكومة.
ووصلت مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة إلى مرحلة حرجة، جراء إصرار نتنياهو على مواصلة الحرب على القطاع، وعدم الانسحاب من محوري نتساريم وفيلادلفيا وسط وجنوب القطاع، في حين تتمسك حركة حماس بإنهاء الحرب وعودة النازحين والانسحاب الصهيوني من كامل القطاع.
ومن جانبه، أعلن وزير خارجية بريطانيا ديفيد لامي أن لندن ستعلق 30 رخصة تصدير أسلحة للكيان من أصل 350، منها عتاد يستخدم في الحرب الحالية على قطاع غزة، وأوضح لامي أمام مجلس العموم، أمس الاثنين، أن التراخيص تشمل مكونات لطائرات مقاتلة وطائرات هليكوبتر ومسيّرات، مشيرا إلى أن التقييم الذي أجرته بلاده يجعلها غير قادرة على أن تخلص إلى أن بعض صادرات الأسلحة للكيان تشكل خطرا حقيقيا لاحتمال استخدامها في انتهاك القانون الإنساني.