انطلقت أمس الأحد بنيويورك أشغال “قمة المستقبل” التي تنظمها الأمم المتحدة على مدى يومين, بمشاركة وفود من 193 بلدا من بينها الجزائر التي يمثّلها وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج, أحمد عطاف.
وشارك وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج, أحمد عطاف, صبيحة أمس – بصفته ممثلاً لرئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون- بنيويورك, في الجلسة الافتتاحية لقمة المستقبل, بمقر منظمة الأمم المتحدة”. وتخصص أشغال هذه القمة, التي تجري على مدار يومي الأحد والاثنين, لـ”بحث سبل تعزيز المنظومة الدولية متعددة الأطراف ومناقشة آفاق توطيد التعاون الدولي في خمس مجالات رئيسية تتعلق بالتنمية المستدامة, السلم والأمن الدوليين, التعاون العلمي والتكنولوجي, حقوق الأجيال المستقبلية, وإصلاح منظومة الحوكمة العالمية في شقيها السياسي والاقتصادي”, حسب بيان لوزارة الخارجية.
وتأتي أشغال القمة، التي تنظمها الأمم المتحدة في إطار الأسبوع رفيع المستوى للجمعية العامة، ضمن جهود المنظمة الدولية لتحديث وتفعيل عمل مؤسساتها لمواكبة المتغيرات المتسارعة وتحديات القرن الحادي والعشرين. وقد دُعيت الدول الـ193 الأعضاء في المنظمة الأممية إلى المشاركة في “رسم مستقبل أفضل” للبشرية التي تعاني من الحروب والفقر وتأثيرات ظاهرة الاحتباس الحراري، على أن تتبنى ميثاقًا بتطلعات كبيرة تحوم حول إمكانية بلوغها الشكوك.
وكان الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، قد أكد خلال الاجتماع التحضيري للقمة يوم السبت، أهمية الحاجة إلى تعددية أكثر شمولاً وفعالية، بعلاقات أقوى بين المؤسسات الدولية، وهو ما يعني تمثيلاً وصوتًا أكبر للدول النامية. كما حث المجتمع الدولي على تحويل الاتفاقات المهمة التي ستعتمدها “قمة المستقبل” إلى عمل على أرض الواقع لوضع العالم على مسار أفضل يفيد الجميع.
وبتكليف من رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، شارك الوزير عطاف، في أشغال الشق رفيع المستوى للجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها التاسعة والسبعين، وقد أجرى عطاف، يوم السبت في نيويورك، محادثات ثنائية مع عدد من نظرائه من الدول الشقيقة، وذلك في إطار مشاركته في أشغال الشق رفيع المستوى للجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها التاسعة والسبعين.
وفي إطار عضوية الجزائر بمجلس الأمن الأممي، سيشارك الوزير في عدد من الاجتماعات رفيعة المستوى التي ستُنظم في هذا الإطار بالتوازي مع أشغال الجمعية العامة، لاسيما جلسة النقاش التي تمت برمجتها بطلب من الوفد الجزائري حول القضية الفلسطينية، وكذا الاجتماع الذي دعت إليه الرئاسة السلوفينية لمجلس الأمن حول تفعيل دور العمل الدولي متعدد الأطراف في ترقية السلم والأمن الدوليين.
وعلى هامش الشق رفيع المستوى من أشغال الجمعية العامة، يشارك أحمد عطاف في الاجتماعات المبرمجة في إطار المجموعات الجيوسياسية التي تنتمي إليها الجزائر، على غرار جامعة الدول العربية والاتحاد الإفريقي ومنظمة التعاون الإسلامي وحركة عدم الانحياز وكذا مجموعة الـ77 والصين.
وأكد الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، أهمية الحاجة إلى تعددية أكثر شمولاً وفعالية، بعلاقات أقوى بين المؤسسات الدولية، وهو ما يعني تمثيلاً وصوتاً أكبر للدول النامية، حاثًا المجتمع الدولي على تحويل الاتفاقات المهمة التي ستعتمدها “قمة المستقبل” إلى عمل على أرض الواقع لوضع العالم على مسار أفضل يفيد الجميع.
وجاء ذلك أثناء افتتاح غوتيريش لليوم الثاني من العمل اللذين يسبقان “قمة المستقبل” التي تعقد رسميًا يومي 22 و23 سبتمبر الجاري، وهي حدث رفيع المستوى يجتمع فيه قادة العالم للتوصل إلى توافق دولي جديد بشأن كيفية تحقيق حاضر أفضل يضمن أيضًا حماية المستقبل.
وبحسب مركز إعلام الأمم المتحدة, شمل التحضير لـ”قمة المستقبل”, التي جرت أمس الأحد, أكبر عملية تشاورية قامت بها الأمم المتحدة خلال 4 سنوات, شارك فيها 1.5 مليون شخص من جميع الدول الأعضاء بالمنظمة, وساهمت مئات جماعات المجتمع المدني في صياغة الاتفاقات الثلاثة التي ستصدرها القمة وهي: “ميثاق المستقبل”, “الميثاق الرقمي العالمي” و”إعلان الأجيال المقبلة”.
وفي هذا السياق, قال الأمين العام للأمم المتحدة, خلال الاجتماع التحضيري للقمة السبت, أن فكرة عقد “قمة المستقبل” نبعت من المشاكل التي يواجهها العالم, بما في ذلك الصراعات وانعدام المساواة و الفوضى المناخية والتكنولوجيات غير الخاضعة للقواعد, داعيا إلى تحويل الاتفاقات المهمة التي ستعتمدها القمة إلى عمل على أرض الواقع لوضع العالم على مسار أفضل يفيد الجميع.
وأضاف أن أهداف التنمية المستدامة, التي اتفق قادة العالم على تحقيقها بحلول عام 2030, في خطر, إذ أن الكثير من الدول ترزح تحت أعباء الديون وأزمة تكاليف المعيشة, كما أن المؤسسات متعددة الأطراف غير قادرة على الاستجابة للتحديات المعاصرة, فضلا عن تحديات الغد.
وأكد, بحسب موقع أخبار الأمم المتحدة, أن كل هذه المشاكل كانت دافعا لبدء “رحلة الإصلاح” من أجل تحديث النظام الدولي ليصبح صالحا لليوم والغد، وأضاف: “نحن بحاجة إلى تعددية أكثر شمولا وفعالية, بعلاقات أقوى بين المؤسسات الدولية, ويعني هذا تمثيلا أكبر للدول النامية, وصوتا أكبر لكم جميعا”.
بدورها, ذكرت المتحدثة باسم رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة, شارون بيرش, أنه وبعد التشاور والاجتماع مع الدول الأعضاء خلال الأيام الماضية, قدم “ميثاق المستقبل” إلى الجمعية العامة. وحث رئيس الجمعية العامة, فيليمون يانغ, جميع الدول الأعضاء بالأمم المتحدة على اعتماد الميثاق وملحقاته, بالإجماع خلال قمة المستقبل، وقالت المتحدثة أنها ستكون لحظة تاريخية لإعادة الالتزام بإيجاد مستقبل أفضل للجميع في كل مكان.
وكان الأمين العام للأمم المتحدة قد أطلق في العام 2021 فكرة “قمة المستقبل” التي قدمت على أنها “فرصة فريدة” لتغيير مسار تاريخ البشرية، وكمقدمة لاجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة التي تنطلق الثلاثاء, من المتوقّع أن يتبنى العشرات من رؤساء الدول والحكومات “ميثاق المستقبل”.
على الرغم من أن بعض القضايا التي تطرحها القمة ليس جديدة على مستوى النقاش العالمي، والتوصل إلى اتفاقات بشأنها مثل اتفاق باريس بشأن تغير المناخ، وأهداف التنمية المستدامة، إلا أن هناك تصوراً واسع النطاق بأن هياكل الأمم المتحدة، التي تم تأسيس العديد منها منذ عقود، لم تعد عادلة أو فعالة بما فيه الكفاية، ولذلك، توفر “قمة المستقبل” فرصة للوفاء بشكل أكثر اكتمالاً بالوعود التي تم تقديمها بالفعل، وإعداد المجتمع الدولي للعالم المقبل، واستعادة الثقة، وفق ما ذكرت المنظمة في تقرير.