طبول الحرب العالمية الثالثة تُقرع.. كم سعر هذا “الغلام” يا سيد “بايدن”؟!

المُتّفق عليه في قراءة الأحداث السياسية والتحوّلات والمتغيرات الدولية، أنه كما للسقوط “حضيض”، ليس بعده عمق أو غرق أكثر، فإنه للحضارة “ذروة” ما إن تبلغ سقفها حتى تدشِّن دورتها لحظة أفولها مرسِّخة مقولة أنه “ما طار طير وارتفع إلا كما طار وقع”.

والمحصلة لدورة الحضيض والحضارة معا، أنّ ما يعيشه عالم اليوم في ثنائية الصراع بين سقف حضارته وعمق حضيضه، أنَّ الصِّدام العالمي، الذي يعني حربا عالمية ثالثة تعيد رسم وصناعة وصياغة العالم بوجه أخر، أصبح ضرورة ملحّة أكثر منه لعبة غير محسوبة فرضتها التّراكمات الدولية ومجريات الأحداث، وكل ذلك، لأنّ العالم بطبعة “الرّب” المُسمّى أمريكا، لم يعد يحتمل ولا يقبل تأجيلا آخر لحرب عالمية ثالثة، هي الضرورة للانتقال إلى مُخطّطات وأجندات وخرائط أخرى، يكون الربّ فيها، وربها الأوحد، ما انتهى إليه عصر “الشريحة” وعصر “الذكاء الاصطناعي” وعصر “المليار” الذهبي، الذي يُراد له أن يكون هو “بشر” الكرة الأرضية الفاعل والفعّال، وعدا ذلك، فإنّ كل البشر مشاريع “دفن” في معادلة واضحة المعالم والأجندات والمصالح..

بعيدا على أنّ “غزّة” وطوفان أقصاها، كانا هما القطرة التي أفاضت الكأس لتستعجل سكبه وتستدعي “عرّابي” الحرب العالمية الثالثة من كل حدب وصوب، مُعريّة ملامحهم ومخططاتهم الصهيونية الهيكل والخوذات والرماح، وبعيدا على أنّ بوتين “روسيا”، استبق “خفافيش” المخابر الغربية والأمريكية ليخرجهم من جحورهم، حين فاجئ “غربانهم” و”عجولهم” بوضع يده على “أوكرانيا”، كقاعدة غربية ومزرعة أمريكية متقدّمة، كانت هي الخنجر المغروز في خاصرة روسيا، قُلنا، بعيدا عن ذلك وعن كل ما سبق و”سُرِق” من حاضر وسابق العالم، فإنّ الحرب العالمية الثالثة كضرورة قادمة، تفرضها طبيعة التغيير والانتقال من مرحلة إلى أخرى، لم تكن وليدة ما جرى في “غزّة” وما يجري في “أوكرانيا”، ولكنها مخطط قديم وأجندة أقدم، اختزلها تصريح تاريخي لمن كان يُسمّى “ثعلب” الدبلوماسية الأمريكية، حين قال وهو يحرك بيده مجسّم للكرة الأرضية في إحدى اجتماعات البيت الأبيض سنة 1973: “طبول الحرب تُدّق ومن لا يسمعها فهو أصم”.. وفعلا لم يكن هنالك من أصم وأعمى ومعاق ذهنيا كذلك، إلّا أنظمة عربية مفلسة وحكام وملوك وأمراء عملاء، سايروا “نهايتهم” ونهاية شعوبهم وأمّتهم، بالارتماء بين أحضان من “حذفهم” أوطانا وشعوبا من قائمة “المليار” الذهبي الوارث للأرض، ليكونوا اليوم أو غدا الوجبة الدسمة لعالم ما بعد العرب شعوبا ودولا وأنظمة.

أمريكا ومن خلفها الغرب، وصلت قبل أزمنة وعهود من يوم الناس ويوم “غزّة” ويوم “أوكرانيا” هذا، أنه لا بديل عن إفراغ العالم من “الهَيشر”، أو مُسمى الشعوب المستضعفة، التي تعتبرها أمريكا كما يعتبر “بايدن” و”ترامب” وقبلهما “بوش” الابن، وجودها في مناطق الثروة، مجرّد صدفة تكاثر تناسلي وفوضوي لا فائدة منه، فالبقاء في عرف عقيدة “المصالح” الأمريكية والغربية، للأقوى وللأنجع، والعصر القادم، عصر الذكاء الاصطناعي والمواطن “الرقمي”، لا مكان فيه لمواطني الصدفة ولكائنات التكاثر “السريري”، والنتيجة، أنّ الحرب العالمية الثالثة القادمة، وعكس الحربيين العالميتين الأولى، اللّتين كانتا نتاج صراع حول السلطة ومساحات النفوذ والثروة المُحدَّدتين سلفا، تحوّلت اليوم إلى حرب عالمية حول من يمتلك “الكرة” الأرضية برمّتها، فلا جغرافية في صراع اليوم، إلّا ملكية الكرة الأرضية ككل، ولا وجود لمسمى الدول وجغرافياتها وحدودها وسيادتها، إلا ما يسمح به “رب” العالم “القرية” أو آلهة” الشريحة” الذكية!

من يعتقد أنّ صراع اليوم على مختلف أوجهه، صراع إسرائيلي عربي حول فلسطين، أو صراع غربي روسي حول أوكرانيا، فقد قفز على معطيات الواقع وعلى ما سبق من تحوّلات ومقدّمات، بدأت مع خرافة أحداث 11 سبتمبر، وانتهت بإنهاء أفغانستان و”عراق” صدام حسين ثم ليبيا “القذافي” وصولا إلى دمشق الحضارة، لتكون المحطة الأخيرة لحرب عالمية ثالثة معلنة، منذ 11 سبتمبر 2001 الوصول إلى مرحلة غزة ولبنان وأوكرانيا، في انتظار المواجهة المباشرة مع ما تبقّى من ثيران “بيضاء” لم تدرك أنها كانت الوجبة المؤجلة على مائدة اللئام بعد أن رقصت، ذات الثيران البيضاء، على نحر الثيران السوداء طربا، لتكون النهاية الساذجة..

ما صرّح به، قبل أيام، “مجنون” أمريكا ومُرشّحها الرئاسي “دونالد ترامب”، أمام أنصاره “مينيسوتا”، أنّ العالم على بعد أشهر قليلة إن لم تكن أياما على حرب عالمية ثالثة، وهي النتيجة نفسها التي وصل إليها الرئيس الصربي “ألكسندر فوتشيتش”، حين وقف أمام شعبه مخاطبا وناصحا إياه، بأن يبدأ في “تخزين” ضرورياته من العيش، ترقُّبًا لحرب عالمية ثالثة، قال الرئيس الصربي، إنه لم يتبّق سوى ثلاثة إلى أربعة أشهر..

والمهم في “طبول” الحرب العالمية التي قُرعت، أنّ ما تمّ تغييبه والتلاعب به على مستوى الوعي العام العربي، أنّه فيما العالم يسارع الأيام، لتوقّع الأسوأ والتحضير لما بعد الانفجار المعولم، الذي يعني بالضرورة، نهاية الجغرافية العربية، مجتمعات ودولا وشعوبا، فإنه في الضفة الأخرى لخنوع وبلاهة وعمالة عروش الخمّ الأعرابي، لا زالت أنظمة العجز والتطبيع والخيانة، تحيي حفلات “الختان” الذهني لشعوبها، عبر “عمالة” الإمارات و”دياثة” المغرب و”مراقص” السعودية و”مسخ” مصر، ناهيك عما اقترفته تلك الأنظمة البليدة في حق نفسها، حين لم تكتف بخذلان “طوفان أقصى” الذي كان فرصتها وطوق نجاتها التاريخية، لتتموقع سندا ومساندة للآلة الصهيونية ضده، وتصبح جزءا من معادلة وأده ودفنه..

والمحصلة، أنّه حتى الخيانة والعمالة والخضوع لن يغيّروا من واقع، أنّ نهاية العروش الأعرابية قادمة، وأن حرب أمريكا والغرب القادمة، لن تستثني من حصادها حتى عملاءها. فالقادم من عصر “الذكاء الاصطناعي” لا يحتاج حتى إلى دور العميل، مادام العالم كله سيضحى “شريحة” الكرتونية، يسيّرها عقل صناعي بيد الماسونية والصهيونية..

المؤرخ البريطاني الشهير “ريتشاد أوفري”، وفي دقٍّ مُتأخّرٍ لناقوس الخطر، الذي يهدّد البشرية جمعاء، قبل الجنس العربي، يعترف على مضض وبكل أسى، أنه “لا مفر من الحرب العالمية الثالثة، وأنّ الأوان لوقفها قد فات”، واعتراف “لا مفر”، يحمل من المدلول ما يتجاوز، انفلات الأوضاع غير المحسوب، إلى أنّ المخطط والاستراتيجية وضرورة التغييب، هم من فرضوا مشروع “الحرب” القادمة كخيار استراتيجي معولم، وليس كتداعيات لفوضى غير مسحوبة، وهو ما يعني أنّ الأمر برمّته يتعلق بتحوّل عالمي وتغيير مطلوب ومخطط له، لا علاقة له بأيّ تراكمات ومعطيات وصراعات وصلت إلى الجدار ففرضت الصدام..

ومنه، فإنّ القادم على البشرية، لحظة ولادة “قيصرية” جديدة، وكل ولادة لها مخاضها ودماؤها وتداعياتها المحسوبة وغير المحسوبة، ومجمل ما سبق، أنهم وحدهم “الضعفاء” من سيدفعون ثمن ذلك التحوّل “القيصري” لعالم فاض بما فيه وكان لزاما عليه أن يجدِّد نفسه من خلال حرب عالمية “ثالثة”، رهان الرابح فيها، أن يكون هو العالم بثرواته النفطية وبمخزونه المائي، الذي أضحى هو هدف “الصراع” الحقيقي، في لعبة من يكون سيّد “المليار” الذهبي من بقايا البشر..

آخر الكلام.. نظرية، والأصح مخطط “المليار” الذهبي، ليس فيلما سينمائيا، جسّدته كاميرا “هوليود” في غوّاصة أو سفينة وحيدة مُحدّدة الطاقة والقدرة والاستيعاب، يقوم قبطانها باختيار نوع من “البشر” لكي ينقذهم من الغرق دونا عن بقية المتدافعين، ولكنها حقيقة عاشها العالم من خلال حروب عرقية سابقة كانت أمريكا جلّادها، كما عايش العالم على مختلف جنسياته وجغرافياته وعقائده، صورتها البشعة في حروب أوبئة، كانت آخرها مؤامرة “كورونا”، التي أوقفت حرب “أوكرانيا” مسلسلات “جثثها” العالمية، لتصحو البشرية على واقع أنّ شعوبها مجرد أرقام في خوارزمية رقمية، إن شاءت إرادة الحاكمين محوها أو شاءوا فعّلوا صلاحية وجودها لوقت آخر..

لكن بين ما كان مُنتظرا من حرب “كورونا”، كحرب عالمية صامتة بلا ضجيج ولا فوهات مدافع وأزير طائرات، وبين ما غيّرته العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا من معطيات ومخطّطات وأجندة مُحدّدة المعالم والضحايا والوباء، فإنّ المُحصِّلة اليوم، أنّ العالم يعيش أمام حربه العالمية الأخيرة، ولا مناص من الوصول إلى مرحلة ما بعد “المليار الذهبي”، وما بعد “جنس” بشري يُسمّى الأمة العربية، فأمريكا ومن وراءها الغرب كله، لم تعد بحاجة لعمائم سقاية تُرضعها نفطا، ولكنها وصلت إلى مرحلة: نريد “الجمل بما حمل”، والجمل هنا، أنه حتى دور “السِّقاية” سيتمّ نزعه على من كانوا هم “وبال” الأمة من خلال نفطها المرهون والمُقرصن والمتربّع به في أسواق السادة..

للأسف.. هي الحرب قادمة وإن تأخّر موعد اندلاعها، ورمادها لن يكون إلّا من ارتضى واختار لنفسه أن يكون حطبها في موقد الكبار، حفاظا على تاج أو عمامة أو سلطان، وذلك على حساب أمته. وطبعا، العد التنازلي بدأ، والمُؤجّل إلى حين، أنّ من باع أمته في أسواق النخاسة الغربية سيباع ذليلا في الأسواق ذاتها، ولسان حال سيده: لا شرف في الحفاظ على مَن خان أهله!

فتُرى متى سيفتتح المزاد أبوابه ليبدأ التنافس على صورية: كم “سعر” هذا الغلام، ولو كان ملكا، يا “”نتنياهو” ويا “بايدن” ويا “ترامب”؟!

أسامة وحيد - الجزائر

أسامة وحيد - الجزائر

اقرأ أيضا

آخر الأخبار
سكيكدة.. إصابة 21 جريحًا في حادث مروري تونس.. شايب يجدّد التزام الحكومة بحماية أفراد الجالية قمة كمبالا.. الجزائر تشارك في رسم خارطة طريق زراعية جديدة الاقتصاد العالمي في 2025.. صندوق النقد الدولي يتوقع استقرار النمو وتراجع التضخم عام 2024.. تسجيل 14700 حالة إصابة مؤكدة بجدري القردة في إفريقيا الحرب على غزة.. 5 آلاف شهيد والإبادة الصهيونية مستمرة إرهاب الطرقات.. وفاة 64 شخصا وإصابة 2087 آخرين منذ بداية السنة أحوال الطقس.. ثلوج وأمطار على هذه الولايات بوركينا فاسو.. الجزائر تقدم مساعدات إنسانية مصدرها من المغرب.. توقيف 6 أشخاص وضبط قنطارين من الكيف بمناسبة السنة الأمازيغية الجديدة.. قوجيل يهنئ الجزائريين حملة التضليل والتشويه الفرنسي.. الخارجية الجزائرية ترد بمناسبة السنة الأمازيغية الجديدة.. الرئيس تبون يُهنئ الجزائريين تنصيب اللواء طاهر عياد قائدا للحرس الجمهوري بالنيابة "الفاف".. وليد صادي يعلن نيته الترشّح لعهدة أولمبيـة ثانية "لم يبق منها سوى فروة الرأس”.. انصهار وتبخر جثث الشهداء في غزة وسط الدمار.. الاستعانة بالسجناء لإطفاء الحرائق في لوس أنجلوس ارتفاع أسعار النفط بنحو 3%.. "برنت" يصل إلى 79,76 دولار للبرميل كيف أصبحت الجزائر "مكة الثوار" في إفريقيا والعالم؟ بمناسبة انتخابه رئيسا للبلاد.. رئيس الجمهورية يهنئ نظيره اللبناني جوزيف عون