بصفتي طبيبة أطفال وكاتبة، أعمل من خلال ثلاثة محاور مرتبطة ببعضها البعض أثناء الكتابة للطفل.
المحور الأول: المرض وما يتعلّق به علميًّا وبحثيًّا من أسبابه وعلاجه والوقاية منه.
المحور الثاني: الأهل وأهميّتهم كحلقة الوصْل بيني وبين الطفل المريض سواء مشاركتهم باتخاذ القرار أو تحمّل مسؤولية الإشراف على العلاج والمتابعة.. وهنا المواجهة والصعوبة، في هذه الفترة من الزمن مع تزاحم الفضائيات ووسائل التواصل الاجتماعي بهذا الكمّ الهائل من معلومات مغلوطة لا تعتمد على الأدلة والبراهين، بل إن الساحة مفتوحة على مصراعيها أمام الجميع للحديث في كل العلوم وبالأخص الطب. بل تعدّى ذلك إلى بثّ أفكار لا تتوافق مع ديننا ومجتمعنا وعاداتنا.. والفئة الأولى المُستهدفة هي الأطفال، لذلك كان لا بد من إرسال معلومات مَقروءة لهم لأن القراءة هي أعظم ثروة مُمكن أن يمتلكها الإنسان ويُعلمها لأطفاله..
المحور الثالث: هو الطفل المريض الذي غالبًا ما يُهمَّش، بالأخصّ لو كان دون سن المدرسة..
في سلسلة كتب (أنا وطبيبتي) الطبيّة للأطفال، والتي صدر منها 6 أجزاء: (عيادتي، المستشفى، الطوارئ، فقر الدم، الثلاسيميا، الربو)، اعتمدتُ في الكتابة على ثلاثة أمور:
الأمر الأول: احتياج الطفل إلى الصُّورة، فاستخدمت الصورة البسيطة الملونة المألوفة للأطفال التي تملأ معظم صفحات الكتاب.
الأمر الثاني: اللغة، فاستخدمت الكلمات العربية الفصحى القليلة العدد المفهومة المعنى للأطفال مع أسماء الشّخصيات الموجودة في كل مجتمع.
الأمر ثالثا: الخيال والفكرة البسيطة الشائقة، فتكون من خلال إصابة الطفل بمرض ما أو شخص من معارفه وتتمُّ المعالجة من خلال سلسلة من الأحداث البسيطة والطريفة أحيانًا يُفهَم منها كيف يحصل المرض وكيف يعالج.
هذه الأمور الثلاثة تتناسب مع فئات عمريّة مُختلفة، فالكلام يكثر والصُّوَر تقِلُّ مع ازدياد عمر الطفل، وحتى تكون المعلومة واضحة للأهل، وحتى يشاركوا في إيصال المعلومة الصحيحة إلى الطّفل. ولكل كِتُاب مُقدمةٌ تتضمّنُ مادةً علميةً بالكامل عن المرض والعلاج بطريقة مبسطة مُوجّهة إلى الأهل.
الحمد لله كان الإقبال جيدًّا على كُتُبي، خاصه مع قلّة الكتب باللغة العربية التي تناقش أمراض الأطفال من قبل طبيب مُتخصص في الفترة الزمنية لصدور مجموعة “أنا وطبيبتي”.
لم يكن الهدف تحقيق الربح المادي بقدر أن يكون الهدف نشر المعلومة وتشجيع الأطباء الشباب على الكتابة في هذا المجال. والحمد لله تم توزيع الجزء الأكبر منها على المستشفيات ومدارس الأطفال ومراكز العلاج بالمجان..
ولأن المحتوى طبي وللأمانة الطبية، يحتاج بعضها الآن، وقد مضى عليها، عشر سنوات بعضَ الإضافات بما يتواكب مع التقدم العلمي الحالي في وسائل التّشخيص والعلاج.