تحفة «فرانسيس كوبولا» في دور السينما بأعلى جودة.. «العرّاب» يحتفل بخمسينيته

تشهد عدد من قاعات السينما في أمريكا ـ يوم 25 فبراير الجاري ـ عرض فيلم “فرانسيس فورد كوبولا،” بمناسبة مرور 50 عامًا على طرحه، وهو الفيلم الذي يُعتبر من الأفلام القليلة التي حظيت بإعجاب الجمهور والنقاد معاً، كما يُعد في نظر معظم الاختصاصيين واحداً من أهم عشرة أفلام في تاريخ السينما العالمية.

ويحتفل عشاق السينما في كل مكان بمرور نصف قرن بالتمام على بدء عرض الجزء الأول من فيلم («العرّاب» -Godfather ) للمخرج فرانسيس فورد كوبولا، الذي قسم تاريخ السينما إلى ما قبل «العراب»، وما بعده.

والاحتفال لن يقتصر على تذكر الفيلم أو إعادة مشاهدته على نسخ الـ«دي في دي»، ولكن سينزل أيضاً إلى قاعات العرض في نسخة جديدة مرممة، بتقنية 4K ومن المتوقع أن يحقق الفيلم «العتيق» مشاهدات وإيرادات لا يستطيع تحقيقها كثير من الأفلام الحديثة هذه الأيام.

فعلى مدار عقود كونت ثلاثية أفلام «العراب» قاعدة من المحبين والمريدين بالملايين، ومعظم هؤلاء لم تسنح لهم الفرصة لمشاهدة أي من الأفلام الثلاثة في دور العرض السينمائي، حيث عرض آخرهم منذ أكثر من ثلاثين عاماً في 1991.

وفيلم «العرّاب» أو “الأب الروحي – The Godfather)” هو فيلم جريمة أمريكي صدر عام 1972، من إخراج فرانسيس فورد كوبولا، وهو مقتبس عن رواية الاسم ذاته (1969).

الفيلم من بطولة مارلون براندو وآل باتشينو، حيث يؤديان دورين كقائدي إحدى أقوى عائلات الجريمة في نيويورك، وتتمحور القصة حول تحول مايكل كورليوني (آل باتشينو) من شخص بسيط إلى زعيم مافيا عديم الرحمة، بينما تؤرخ القصة أيضًا عائلة كورليوني تحت زعامة فيتو كورليوني (مارلون براندو).

وكانت شركة باراماونت قد أصدرت مقطعا دعائيا جديدا من فيلم («العرّاب» – The Godfather)، بمناسبة الذكرى الخمسين لطرح الفيلم الذي يعتبر علامة مميزة في تاريخ السينما، وعرض المقطع الدعائي مشاهد كلاسيكية من الفيلم، حيث ظهر مارلون براندو في دور فيتو كورليوني، وآل باتشينو في دور مايكل كورليوني، وكشف أيضًا أن الفيلم تمت إعادة صياغته بجودة أعلى، ومن المقرر إعادة طرحه سينمائيًا يوم 25 فبراير/ شباط.

فرانسيس فورد كوبولا،

في حواره سابق له مع مجلة Empire، قال المخرج فرانسيس فورد كوبولا: “على الرغم من أن فيلم «العرّاب» من أعظم الأفلام التي تم إنتاجها على الإطلاق، لكن عند مقارنتي بمخرجين السينما العظماء، مثل جي دبليو بابست، وفريتز لانغ، وهيتشكوك، ثم المخرجون الإيطاليون واليابانيون العظماء، عندما أشاهد أبطال السينما حقًا، يجب أن أقول إنني أعتبر مجرد مخرج من الدرجة الثانية بالمقارنة بهم”، وأوضح كوبولا أن فيلم «العرّاب» غير حياته وحوله إلى شخص مشهور، حيث وضعه على قدم المساواة مع أقرانه في المجال.

حلم كوبولا

منذ أسس فرانسيس فورد كوبولا، شركة American Zoetrope للإنتاج في عام 1969، أطلق مسارات لصانعي الأفلام الذين يحاولون تقديم مشاريع خارج نظام هوليوود، انطلاقاً من رغبته في إنفاق أمواله الخاصة على أفلامه وعمله في تمكين صانعي الأفلام المستقلين الآخرين.

ثم قرّر كوبولا الدخول في مجال تجارة النبيذ وبنى إمبراطورية من مزارع الكروم التي جنت له أموالاً أكثر بكثير مما فعلته أعماله السينمائية على الإطلاق.

والآن، وفي سن الـ82 حيث لم يتبق شيء لإثباته، أصبح المخرج الأمريكي الشهير على استعداد للقيام بأكبر مجازفاته، وكان قد أمضى نصف حياته تقريباً في محاولة إيجاد تمويل لفيلم أحلامه Megalopolis، وهو يقول الآن إنّه مستعد لإنفاق 120 مليون دولار أمريكي من أمواله الخاصة لتمويل الشريط بنفسه.

وُصف Megalopolis بأنّه فيلم ملحمي يستكشف الأفكار حول إمكانية بناء مجتمع طوباوي، ومن المفترض أن تجري أحداثه في نيويورك مستقبلية، تعتمد بشكل فضفاض على روما القديمة، ويبدو أنّ تكيت بلانشيت وأوسكار إسحاق وزندايا وفورست ويتاكر سيشاركون في العمل، على الرغم من عدم تأكيد الأمر رسمياً.

كوبولا ليس غريباً على فكرة رفض الاستوديوهات الكبرى لمشاريعه الطموحة. في مقابلة جديدة مع مجلة GQ، يتذكّر أنه بعدما صنع ثلاثية «العرّاب» الأسطورية، يمكن القول إنّه كان في ذروة نجاحه التجاري، ومع ذلك لم يتمكن من العثور على تمويل هوليوودي لـ Apocalypse Now.

وتابع: “لقد فزت بخمس جوائز أوسكار وكنت المخرج السينمائي الأكثر شهرة في المدينة وشاركت في فيلم Apocalypse Now وقلت: أود أن أقوم بهذا بعد ذلك، أنا أملك Apocalypse Now، هل تعرف لماذا امتلك Apocalypse Now؟ لأنّ لا أحد يريد ذلك”.

من الواضح أن رهانه على Apocalypse Now قد أتى ثماره، على الرغم من أنّ تجربة مماثلة بتمويل ذاتي (One From the Heart) أوقعته في مأزق مالي قيمته 26 مليون دولار قضى أكثر من عقد في محاولة الخروج منها، لكن بعد أن جمع ثروة من مزارع الكروم الخاصة به، لم يعد السينمائي الثمانيني قلقاً بشأن إعادة هذا الاستثمار.

وختم حديثه لـGQ مشدداً على أنّه “لم أكن أهتم كثيراً بالتأثير المالي على الإطلاق… الأمر لا يعني شيئاً بالنسبة لي”.

علي مغازي - الجزائر

علي مغازي - الجزائر

كاتب صحفي في موقع الأيام نيوز

اقرأ أيضا

آخر الأخبار
إعادة تركيب الصورة المحطمة.. ديبلوماسية ماكرون في مرآة فرنسا الاستعمارية "إسرائيل" العالقة في مستنقع الموت تسأل: هل حرب غزة بلا نهاية؟ سموتريتش على اليمين وديرمر على اليسار.. نتنياهو يحاصر العالم بالشياطين قطع غيار إلى تونس ومعدات كهربائية إلى العراق.. سونلغاز تطلق حملة تصدير طموحة أحد أقطاب الأمن لدى الكيان يجيب.. هل الصهاينة من صنف البشر؟ انتهاكات المخزن بحق الصحراويين على طاولة مجلس حقوق الإنسان بجنيف سانشيز يهنئ الرئيس تبون ويؤكد: الجزائر ستجد دوماً في إسبانيا شريكاً وصديقاً موثوقاً قوجيل: الجزائر الجديدة نجحت في تعزيز الديمقراطية والشعب اختار رئيسه بحرية وسيادة عشية المولد النبوي.. حجز أزيد من 190 ألف وحدة من المفرقعات والألعاب النارية بالعاصمة رئيس تشاد يهنئ تبون بمناسبة انتخابه لولاية رئاسية جديدة رسميا.. شريف الوزاني يغادر نادي شبيبة الساورة التمدد الصهيوني الاستطاني يهدّد مواقع التراث الفلسطينية رسميا.. عبد المجيد تبون رئيسا للجزائر لعهدة ثانية بنسبة 84.30 بالمائة للمرة الأولى.. حزب الله يقصف الجليل برشقة صاروخية كبيرة ويدمر ميركافا صهيونية مجمع “سونلغاز” يصدر توربينات لتوليد الطاقة الكهربائية نحو العراق رحلت في عيد ميلادها.. بطلة مسلسل "لن أعيش في جلباب أبي" ناهد رشدي في ذمة الله عمرة 2024.. الجوية الجزائرية تطلق خدمة جديدة تونس.. انطلاق الحملة الانتخابية للرئاسيات رئاسيات 2024.. الإعلان عن النتائج النهائية للانتخابات اليوم أسعار النفط تتجه لتحقيق مكاسب أسبوعية.. وبرنت يسجل 71,61 دولار للبرميل