تحوّلت ظاهرة سرقة أغطية البالوعات التي تحمي قنوات الصرف الصحي، وبعض الشبكات الحيوية والقنوات الممتدة تحت الأرض كالهاتف والانترنت خصوصا الألياف البصرية، إلى أكبر معضلة اقتصادية تواجه السلطات العمومية والمؤسسات الاقتصادية والإدارية، التي تسهر على ضمان الخدمة العمومية، وإظهار الصورة الجمالية للأحياء والمدن العصرية.
اذ تعاني عديد ولايات الوطن من أزمة سرقة أغطية البالوعات، التي باتت تشكل تحديّا آخر للجماعات المحلية، وعبئًا كبيرا لما ينجم عنها من مخاطر على حياة المواطن، كونها تؤدي إلى تعريض سلامة المواطنين للخطر، وخاصة الأطفال وفئة المكفوفين، الذين يسقطون داخلها متسببة لهم في إصابات قد تكون بليغة، وقد تؤدي إلى الموت في بعض الأحيان.
سرقة 50 غطاء بالوعة في ظرف قياسي بعاصمة الأهقار
وبعاصمة الأهقار، أثارت ظاهرة تنامي سرقة أغطية البالوعات في الآونة الأخيرة، قلق واستياء المواطنين والجهات الوصية، لما تشكله من خطر على صحة وسلامة السكان، الأمر الذي يستدعي تنسيقا وعملا مشتركا من أجل وضع حد لهذه المشكلة.
حيث سجّلت مصالح الديوان الوطني للتطهير وحدة تمنغست، حسب ما أفاد به لحسن بوعلي مدير الوحدة، في تصريح صحفي، سرقة 50 غطاء بالوعة موزعة عبر مختلف أحياء المدينة (08 أغطية بحي ماتناتلات، 15 صورو إينور، 10 تيهقوين) وغيرها، الأمر الذي خلّف تذمر القائمين على الديوان بالدرجة الأولى، خاصة وأن هاته الأفعال غير المسؤولة من شأنها إلحاق الضرر بالمواطن، وكذا سير عمل الديوان الذي يسعى إلى إعادة الاعتبار لشبكة الصرف الصحي بالولاية، وجعلها على أحسن ما يرام.
انسداد متكرّر بشبكة الصرف الصحي
من جهة أخرى، أضاف لحسن بوعلي أن هذا الفعل الذي يعدّ تعدياً على الممتلكات عمومية، يؤدي إلى إلحاق الضرر بشبكة الصرف الصحي من انسداد متكرّر لها جراء تراكم الأتربة والحجارة بها، مما يصعب من عمل أعوان وعمال الديوان خلال تدخلاتهم لفك الانسدادات الناجمة عن مثل هاته الأعمال التخريبية.
في نفس السياق، كشف مدير الديوان الوطني للتطهير وحدة تمنغست، أن مصالحه بالتنسيق مع مصالح البلدية، قامت منذ بداية السنة الجارية بإطلاق عملية لإعادة الاعتبار والتجديد لـ 70 غطاء بالوعة على مستوى أحياء المدينة، من أجل القضاء على جميع المشاكل التي من شأنها أن تضر بصحة وسلامة المواطن وبالشبكة.
“البالوعات المفتوحة” خطر يهدّد حياة المواطنين بمستغانم
وبمستغانم، استفحلت ظاهرة سرقة أغطية بالوعات الصرف الصحي بمختلف مناطق الولاية، ممّا يهدد حياة المواطنين فضلا عن الخسائر المادية التي تتكبدها الدولة من تلك السرقات لتعويض أغطية بديلة عن المسروقة.
وتؤدي تلك الأفعال المشينة لتعرض سلامة المواطنين للخطر وخاصة الأطفال وفئة المكفوفين، الذين يسقطون داخلها متسببة لهم في إصابات قد تكون بليغة، وقد تؤدي الى الموت في بعض الأحيان، كما تتسبب في انحراف المركبات لا سيما أن عددا معتبرا منها يقع على مستوى الطرقات، والتي تعج بحركات سير وأخرى قريبة من مؤسسات تربوية ومؤسسات عمومية وغيرها.
فضلا عن انتشار الأمراض والأوبئة، بالإضافة الى انتشار البعوض والحشرات في الأدوار الأرضية بسبب عدم وجود أغطية للصرف الصحي، مما تكلف الدولة لتصنيع وعمل أغطية جديدة وبمواصفات التي تمت سرقتها، والتي كانت من المفترض أن تنفق ضمن مشروعات الصرف الصحي لخدمة مناطق محرومة.
حُفر تصطاد المارة والسيارات
إلى جانب ذلك، تستغل “مافيا” سرقة النفايات الحديدية الوقت المناسب، لا سيما انعدام الإنارة العمومية في بعض الأزقة لسرقة العديد من أغطية البالوعات من مختلف المسالك خاصة الموجودة بالأحياء التي لازالت في طور التهيئة، ما يجعل عدد الشوارع والأزقة تبدو خالية تماما من هذه التجهيزات الهامة والحيوية التي تتحول الى حفر تصطاد المارة والسيارات.
هذا، وتعمل مصالح الديوان الوطني للتطهير وحدة مستغانم بشكل دوري على تطهير وتنقية المشاعب والبالوعات وتسريح قنوات الصرف الصحي، تحسبا لأي طارئ بخصوص التقلبات الجوية الأمر الذي يصعب مهمة عمال الديوان.
“سرقة أغطية بالوعات الصّرف الصحي” ظاهرة مستفحلة بورقلة
وبولاية ورقلة، تنتشر في العديد من الأحياء والشوارع ظاهرة المشاعب المفتوحة من دون أغطية، والتي تشكل خطرا كبيرا على المواطنين والمارة من مستعملي المركبات والراجلين.
ويعود سبب ذلك حسب العديد من المواطنين إلى الانتشار الكبير لظاهرة سرقة أغطية بالوعات الصرف الصحي، التي تتسبب في حوادث خطيرة ومميتة في بعض الأحيان، هذا عدا التكاليف المالية الباهظة التي تتحمل أعباءها الجهات المعنية محليا من أجل إعادة تجديدها.
وحسبما كشف العديد من المواطنين، فإن بعض البالوعات، حتى وإن تم تجديد أغطيتها لا تبقى سوى لفترة قصيرة فقط قبل أن تعود إلى سابق عهدها، ممّا يؤكد على أن الظاهرة أضحت مستفحلة بشكل كبير، وفي حاجة إلى إيجاد حلول جذرية.
ضرورة تشديد الرقابة على حركة بيع المعادن
ويرجع بعضهم ظاهرة البالوعات المفتوحة من دون أغطية إلى سرقتها ورواج بيعها بشكل كبير، مما أضحى يستدعي تشديد الرقابة على حركة بيع المعادن داخل الولاية لمعالجة هذا المشكل، الذي ينتج عنه أضرار كبيرة وتكثيف الرقابة وردع مرتكبي مثل هذه التصرفات التي تعد جريمة في حق الغير أيضا، مشيرين إلى ضرورة فرض الرقابة على نشاط بعض أصحاب المستودعات الكبرى، الذين يقومون بشراء هذا النوع من المعادن وردعهم.
وأكد بعض المواطنين على أن خطورة هذه البالوعات تزداد حدة في الشوارع التي تقل فيها الإنارة العمومية، وتعد خطرا كبيرا خاصة بالنسبة للسابلة من كبار السن أو الأطفال الذين قد لا ينتبهون لها، علما أنها سبق وأن أودت بحياة أكثر من فرد واحد على إثر سقوطهم داخلها.
كما تشكّل خطرا على سائقي المركبات عبر الطرقات، حيث يتسبب بقاء البالوعات من دون أغطية في حوادث مرورية خطيرة، وقد يلجأ البعض إلى تغطيتها أو إحاطتها باستخدام ألواح خشبية لتفاديها، إلا أنها تبقى عائقا لمدة طويلة من الزمن قبل أن يتم التحرك من أجل تجديدها مرة أخرى.