عائلته تستقبل التعازي في “بيت فرح وتهنئة”.. الشهيد “ماهر الجازي” هدية الأردن لفلسطين وغزة

أقامت قبيلة الحويطات الأردنية، التي ينتمي إليها الشهيد ماهر الجازي -منفذ عملية معبر الكرامة الذي يصل بين الأردن والضفة الغربية– بيتا لاستقبال المعزّين في لواء الحسينية بمحافظة “معان” جنوبي الأردن، والذي أسمته “بيت فرح وتهنئة”، وقد نشرت قبيلة الحويطات بياناً أكدت فيه أن عملية معبر الكرامة رد فعل طبيعي، وأن دم ابنها “ليس أغلى من دماء أبناء شعبنا الفلسطيني، ولن يكون آخر الشهداء”.

وقالت قبيلة الحويطات الأردنية، التي ينتمي إليها الشهيد ماهر الجازي، منفذ عملية إطلاق النار عند معبر الكرامة (اللنبي)، والتي وقعت يوم الأحد، وأسفرت عن مقتل 3 إسرائيليين، إن العملية كانت “رد فعل طبيعياً” على الجرائم المتواصلة التي يقوم بها الاحتلال الصهيوني ضد أبناء الشعب الفلسطيني.

وجاء في بيان القبيلة: “بداية.. نحتسب ابننا عند الله سبحانه وتعالى، ونسأل الله أن يتقبّله ويغفر له وأن يحشره مع النبيين والصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقاً”، وأضافت “أن ما قام به ابننا هو رد فعل طبيعي لإنسان غيور على دينه ووطنه وعروبته تجاه الجرائم المتواصلة، والتي يقوم بها المحتلّ الغاصب ضد أبناء الشعب الفلسطيني، وخصوصاً ما يجري في غزة من قتل وتشريد وإبادة”.

وأقامت عائلة الشاب الأردني ماهر ذياب الجازي -منفذ عملية معبر الكرامة الواصل بين الأردن والضفة الغربية– بيتا لاستقبال المعزين في لواء الحسينية بمحافظة معان جنوبي الأردن، والذي أسمته “بيت فرح وتهنئة”.

واستشهد ماهر الجازي برصاص صهيوني بعد أن قتل 3 عناصر أمن إسرائيليين في معبر اللنبي الحدودي صباح يوم الأحد، في عملية هي الأولى من نوعها منذ بدء العدوان الصهيوني على غزة في السابع من أكتوبر الماضي وتصاعد الاعتداءات في الضفة المحتلة.

وتوافد المئات من مختلف محافظات الأردن ممن قدموا إلى بيت العزاء، الذي قالت العائلة إنها أقامته للتهنئة والفرح، في ظل حالة من الفخر والابتهاج عبّر عنها أفراد العائلة بالعملية التي قام بها ماهر الجازي. كذلك سادت حالة من الانتظار والترقّب للوقوف على الإجراءات المتخذة لتسلم جثمان ماهر الجازي، إذ أكدت العائلة أن هناك اتصالات على قدم وساق تجريها السلطات الأردنية مع سلطة الكيان لتسلّم الجثمان.

ومنذ ساعات الليل الأولى من يوم الأحد، أقامت العائلة بيت العزاء في مضارب قبيلة الجازي بلواء الحسينية التابع لمحافظة معان جنوبي الأردن، حيث بدأ توافد الأردنيين من حينها وبقي مستمرا حتى مساء أمس الاثنين.

وقد دفعت تلك الأعداد الكبيرة إلى بناء المزيد من الخيم وبيوت الشعر، في حين تترقب العائلة الإجراءات التي تقوم بها السلطات لاستعادة جثمان ابنها لتشييعه ودفنه في مسقط رأسه بالحسينية. وتنحدر الجازي من قبيلة الحويطات وهي من كبرى القبائل الموجودة بالأردن، وكان لها دور كبير في تأسيس المملكة، وتعرف بولائها للدولة الأردنية وينخرط العديد من أبنائها في السلك العسكري للجيش الأردني، بالإضافة إلى الأجهزة الأمنية المختلفة للدولة.

وسادت حالة الفرح والابتهاج لدى والد ماهر وأشقائه وعدد من أقربائه، فقد أكد والده أن دم ابنه ماهر ليس أغلى من دماء أطفال ونساء وشيوخ قطاع غزة، في حين قال شقيقه إن “ماهر هدية الأردن لفلسطين وغزة”. ونقل شقيق ماهر عنه أنه كان يحمل غضبا، استمرّ طيلة أشهر الحرب، من الجرائم التي يرتكبها الاحتلال الصهيوني بحق الشعب الفلسطيني وخاصة أبناء قطاع غزة.

وولد ماهر الجازي يوم 28 أفريل 1985 بقرية أذرح التابعة لمحافظة معان، وينتمي إلى عشيرة الحويطات الأردنية، وكان متزوجا ولديه 5 أطفال، وهو من سكان منطقة الحسينية في محافظة معان. وحسب روايات ناشطين، فإن ماهر من عائلة الجازي التي ينتمي إليها “الشيخ هارون الجازي الحويطي” قائد معركة القسطل في القدس عام 1948، ومن عائلته كذلك اللواء مشهور حديثة الجازي، أحد قادة معركة الكرامة عام 1968.

وشددّت قبيلة الحويطات –في بيانها- على أن دم ابنها الشهيد “ليس أغلى من دماء أبناء شعبنا الفلسطيني”، مُؤكدهً أنه “لن يكون آخر الشهداء”، مُضيفةً: “ليعلم الجميع بأن قبيلة الحويطات، على مر التاريخ، كانت ولا تزال السدّ المنيع الحاضر في صف الوطن وقيادته، مدافعةً عنه مناصرة قضايا أمتينا العربية والإسلامية، شأنها شأن كل قبائل الأردن وعشائره”.

وحمّلت القبيلة رئيس سلطة الاحتلال –مجرم الحرب- بنيامين نتنياهو، مسؤولية ما حدث، لافتةً إلى أنه “المسؤول الأول والأخير عما جرى”، وموضحةً أن ما حدث في معبر الكرامة هو “نتيجة الأعمال الشيطانية والمجازر التي يقوم بها نتنياهو وحكومته الحالية تجاه أبناء فلسطين كافة، وقطاع غزّة بصورة محددة، والتي لا يقبلها إنسان ولا يتصورها عقل”.

وأضافت القبيلة أن “الشهيد البطل ماهر – كما يعرفه الجميع – إنسان محب لبلده ووطنه، دمث الأخلاق نقي السريرة، لا تربطه أيّ صلة بأيّ حزب أو تيار داخل الوطن وخارجه، وليس لديه أي انتماءات سياسية أو حزبية. وهو الجندي المخلص لوطنه وقيادته، بحيث أفنى زهرة شبابه في القوات المسلحة الباسلة جندياً من جنود الوطن المخلصين”.

وقد باركت فصائل المقاومة الفلسطينية شهادة منفّد العملية الفدائية عند معبر الكرامة، داعيةً شبان الأمة إلى الاقتداء به، كما أشارت إلى أهمية هذا العمل البطولي، فيما توافدت القبائل والعشائر الأردنية إلى بيت عزاء الشهيد ماهر الجازي الحويطي، في منطقة الحسينية في محافظة مِعان، للمشاركة في العزاء والتبريك بعملية معبر الكرامة.

وسبق أن أعلن أبو عبيدة الناطق العسكري باسم كتائب عز الدين القسام مباركته العملية البطولية في معبر الكرامة التي نفذها الشهيد الأردني ماهر الجازي إذ قال عنه إنه أحد أبطال طوفان الأقصى.

وأضاف أبو عبيدة -في بيان بث على منصة تلغرام- أن “مسدّس البطل الأردني في نصرة أقصانا وشعبنا كان أكثر فاعلية من جيوش جرّارة وترسانة عسكرية مكدّسة”، وأكد أن العملية “تعبّر عن ضمير أمتنا وعن مآلات طوفان الأقصى والكابوس الذي ينتظر الكيان الصهيوني”، وقال أبو عبيدة إن مقاتلي القسام “أدوا في عقدهم القتالية وكمائنهم وثغورهم في قطاع غزة صلاة الغائب على الشهيد بطل العملية”.

ويعد المعبر الحدودي الذي شهد مقتل 3 أفراد أمن إسرائيليين برصاص سائق أردني هو المعبر الوحيد لفلسطينيي الضفة الغربية إلى الأردن ومن ثم إلى دول العالم، ويعرف المعبر لدى الأردنيين باسم جسر الملك حسين، كما يحمل اسم “الكرامة” لدى الفلسطينيين، واسم “اللنبي” لدى جانب الاحتلال الصهيوني.

وبني جسر الملك حسين من قبل الدولة العثمانية عام 1885 ودمر من قبل الاحتلال الصهيوني مرات عدة، لا سيما عامي 1946-1967، ويقع المعبر على بعد 5 كلم شرق مدينة أريحا ونحو 60 كلم عن العاصمة الأردنية، ويستخدم لعبور الأشخاص ونقل البضائع من الضفة الغربية وإليها، وتدير المعبر سلطة المطارات الصهيونية ولا يحقّ للإسرائيليين المرور عبره.

وللعلم، شهدت الشهور الماضية محاولات تسلّل من الجانب الأردني نحو فلسطين، ففي أفريل الماضي أكدت إذاعة الجيش الصهيوني أن مسلحا جاء من الأراضي الأردنية وأطلق النار على دورية تابعة للجيش دون وقوع إصابات، ودون أن يجتاز السياج الحدودي.

وفي عام 2010، استهدفت سيارة السفير الصهيوني وطاقمه الدبلوماسي في منطقة العدسية القريبة من جسر الملك حسين بعبوة ناسفة كانت بالقرب من السيارة الصهيونية عندما انفجرت. وفي عام 1990، اقتحم المواطن الأردني سلطان العجلوني موقعا صهيونيا، بعد أن اجتاز الحدود الأردنية، وأطلق النار مما أدى إلى مقتل جندي صهيوني.

يعدّ المعبر نقطة العبور الوحيدة للفلسطينيين بالضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية نحو الأردن، وبالتالي نحو بلدان العالم، غير أن سلطة الاحتلال تتحكّم بالجانب الذي يجب أن يكون تحت سيطرة الجانب الفلسطيني. كما يستعمل المعبر بشكل أساسي لنقل البضائع، وتمر عبره الشاحنات من الأردن إلى غور الأردن والضفة الغربية ووأراضي فلسطين التاريخية، ويقع بالقرب من قرى الأغوار ومدينة أريحا.

يذكر أن شاحنات المساعدات القادمة من الأردن إلى قطاع غزة مرت عبر هذا المعبر خلال الحرب على غزة. وفي أفريل الماضي، قام عناصر من حركة صهيونية تسمى “الأمر 9” وأفراد من عائلات المحتجزين في غزة بإغلاق المعبر، بهدف منع شاحنات المساعدات من مغادرة الأردن إلى غزة. ويُعرف المعبر بـ3 أسماء، هي الكرامة من الجانب الفلسطيني، وجسر الملك حسين من الجانب الأردني، واللنبي من الجانب الصهيوني.

آدم الصغير

آدم الصغير

اقرأ أيضا

آخر الأخبار
انطلاق أشغال اجتماع وزراء الداخلية لمجموعة الـ7 بمشاركة الجزائر دراسات طبية تحذر.. لماذا لا ينصح بتكرار غلي الماء؟ حج 2025.. انطلاق التسجيلات عبر الموقع الالكتروني والبلديات رسميا.. عون يطلق الصيغة الجديدة لـ “فيات دوبلو” بمصنع وهران إنهاء مهام رئيس المجلس الإسلامي الأعلى الجائزة الكبرى شانطال بييا 2024.. الجزائري إسلام منصوري يفوز بالمرحلة الثالثة المبعوث الأممي دي ميستورا يصل إلى مخيمات اللاجئين الصحراويين غلق مؤقت للطريق السريع شرق اتجاه الجزائر الدار البيضاء منح تراخيص لـ 67 ألف مستثمرة فلاحية منذ 2020 إدراج 3 أسماء لأوّل مرة.. بيتكوفيتش يكشف عن قائمة اللاعبين المعنيين بمواجهتي الطوغو لبنان.. الطيران الصهيوني يشن 17 غارة على الضاحية الجنوبية لبيروت النفط يواصل حصد المكاسب للجلسة الثالثة على التوالي أمطار رعدية غزيرة على 21 ولاية في اليوم الـ363 من العدوان.. شهداء وجرحى في قصف الاحتلال على عدة مناطق في قطاع غزة للتستّر على خسائرها.. "إسرائيل" تمارس خدعة "إخفاء الجثث بالجثث" نائب الرئيس في مواجهة البرلمان.. الأزمة السياسية في كينيا تقترب من الانفجار عمار بن جامع يسأل: لماذا يخشى المغرب الاستفتاء على تقرير مصير الشعب الصحراوي؟ أحد أبرز المرشّحين لقيادة حزب الله.. من هو نعيم قاسم الذي بشّر اللبنانيين بالنصر؟ رسميا.. تنصيب اللجنة الوطنية لمراجعة قانوني البلدية والولاية وسط مخاوف من اتساع رقعة الصراع.. إيران تعلن انتهاء هجماتها الصاروخية ضد الصهاينة