يعتزم الرئيس الفلسطيني محمود عباس، زيارة العاصمة الروسية موسكو، قريبا من أجل بحث دعم القضية الفلسطينية، بحسب المتحدث باسم الرئاسة الفلسطينية، نبيل أبو ردينة، الذي لم يعطِ تفاصيل أوفى، مشدداً على أن “العلاقة الفلسطينية الروسية جيدة ومتوافقة فيما يخص القضية الفلسطينية”.
وقال وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي للإذاعة الفلسطينية إن: “الرئيس الفلسطيني محمود عباس سيصل موسكو في 23 نوفمبر/ تشرين الثاني”.
وخلال هذه الزيارة “سيلتقي الرئيس عباس بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين”.
وأعلن عضو اللجنتين، التنفيذية لمنظمة التحرير، والمركزية لحركة “فتح” عزام الأحمد سابقًا، عن توجه وفد بقيادة الرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى موسكو. إلا أن الكرملين استقبل فجأة محمد الدحلان مطلع الشهر الجاري.
وأشار الأحمد، في حديثه لتلفزيون فلسطين يوم الأحد عبر برنامج “ملف اليوم”، إلى أن الاجتماع مع فلاديمير بوتين يعتبر الخطوة الأخيرة قبل انطلاق وفود منظمة التحرير لإطلاع العالم على الخطوات التي أعلن عنها الرئيس خلال خطابه في الأمم المتحدة، والتي سيتم بدء العمل بها كخطة عمل منذ الآن.
وأضاف: “سنطالب بدولة واحدة ديمقراطية إذا لم يتم الالتزام بحل الدولتين”، موضحا أنه سيتم بدء توجه الوفود إلى الخارج، حيث سيتوجه الوفد الأول إلى موسكو برئاسة الرئيس محمود عباس، خلال أيام، مؤكدا أهمية دور روسيا الاتحادية الصديقة للشعب الفلسطيني، كي تضغط على الجانب الإسرائيلي للالتزام بحل الدولتين.
وتعتبر الزيارة الأولى لرئيس السلطة الفلسطينية منذ زيارة 11 ماي 2017 وذلك في ظل تزامن تحرك المنشق محمد دحلان رغم تواجده في إقامة جبرية بعاصمة الإمارات أبو ظبي أين أنهى الأمير بن زايد، حاكم الإمارة مهامه كمستشار له في القصر الأميري منذ هروبه من فلسطين في 2016.
وتأتي زيارة عباس غداة استقبال الكرملين غريمه محمد دحلان، قائد التيار الإصلاحي في فتح والمعارض الشرس للرئيس الفلسطيني الذي يحضِّر لانتخابات عامة بالبلاد يحاول الدحلان العودة من خلالها وأنصاره المتواجدين في الضفة وغزة على قلَّتهم وتشرذمهم بين أقطار عربية كمصر وسوريا ولبنان وهذا ما تحاول كوادر فتح ومنظمة التحرير منعه .
تحريك الرباعية من موسكو..
ونقلت صحيفة “الشرق الأوسط” اللندنية، اليوم الثلاثاء، عن مصادر فلسطينية مطلعة القول إن عباس يأمل في ضغط روسي من أجل تفعيل “الرباعية الدولية” بشكل أساسي.
فيما تقول مصادر أن عباس يحاول استباق مناورات ضاغطة من طرف دول خليجية من خلال محاصرة الدحلان وتياره الإصلاحي قبل الانتخابات التشريعية التي كانت مقررة في ماي/آيار الماضي.
وكان الرئيس الفلسطيني محمود عباس قد أرجأ موعد الانتخابات التشريعية وفق ما أعلنه أواخر أفريل/نيسان المنصرم لحين “ضمان” إجرائها في القدس الشرقية، مؤكدا أن الكيان العبري ما زال يرفض السماح للمقدسيين بالمشاركة الكاملة في هذا الاستحقاق، الأول من نوعه منذ 15 عاما. موضحا “بالنسبة لنا ليست تكتيكا بل هي تثبيت للديمقراطية ولحقِّنا في فلسطين”.
ويغذي هذا التحرك غير المسبوق إعلان نية موسكو إجراء جولة محادثات مع القيادة الفلسطينية، بعد محادثات كان قد أجراها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مع رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت مؤخراً.
وهذه ليست أول محاولة للتدخل الروسي بين الفلسطينيين والإسرائيليين، فقد ضغطت موسكو قبل ذلك من أجل لقاء يجمع عباس برئيس الوزراء السابق بنيامين نتنياهو، ووافق عباس آنذاك، لكن نتنياهو رفض.
وقالت مصادر الصحيفة: “يوجد تنسيق سابق ومستمر ومحاولات فلسطينية روسية من أجل إعادة تفعيل للجنة الرباعية الدولية (الأمم المتحدة، الاتحاد الأوروبي، روسيا والولايات المتحدة)، لكن الأخيرة (الولايات المتحدة) ليست متشجعة بسبب أنها لا تنوي إطلاق أي مبادرات من أي نوع في هذا الوقت، وتفضل التريث خوفاً من أن يتسبب الضغط في انهيار الائتلاف الحكومي في “إسرائيل”.
ويفهم أن المراد من عودة الدحلان للواجهة هو كبح محاولة عباس تحريك الرباعية لاستباق الإئتلاف في “تل أبيب” وصده عن فرض مقايضته مبادرة حل الدولتين بالتطبيع وهذا ما ترفضه تيارات واسعة وفاعلة في فلسطين من بينها حماس وتحارب دحلان المثير للجدل لمنعه من خلط الأوراق لصالح دوائر لا تحب السلام والاستقرار للفلسطينيين.