تمكنت الجزائر من بلوغ مكانة متقدّمة في مجال التعليم العالي، إذ احتلت المرتبة الأولى إفريقيا، عربيا ومغاربيا، في تصنيف “التايمز” للجامعات الفتية – إصدار 2024 – ممثّلة في جامعة سيدي بلعباس التي جاءت ضمن أحسن 500 جامعة على المستوى العالمي، ليس هذا فحسب، بل تضمن هذا التصنيف، 21 جامعة جزائرية، لأول مرة في تاريخ التصنيفات العالمية ذات المصداقية المشهود لها.
عبر مسار تصاعدي، تقدّمت الجامعات الجزائرية في هذا التصنيف العالمي للجامعات الناشئة (أقل من 50 عاما)، فبعد أن كانت جامعة جزائرية واحدة فقط مصنّفة في إصدار 2018، تطوّر الأمر إلى تصنيف 9 جامعات جزائرية في إصدار 2022، ثم تصنيف 11 جامعة في إصدار 2023، لتحدث قفزة نوعية بما يقارب الضعف من خلال تصنيف 21 مؤسسة جامعية جزائرية في الإصدار الأخير.
وحسب موقع التايمز البريطاني للجامعات الناشئة، فقد احتلت جامعة جيلالي اليابس بسيدي بلعباس المرتبة الأولى، تلتها جامعات باجي مختار بعنابة وفرحات عباس (سطيف1)، في المرتبة الثالثة. كما تضمن التصنيف الحديث (إصدار 2024) كل من: جامعات البليدة 1، الشلف، بومرداس، قالمة، ورقلة، تيزي وزو، مستغانم، المسيلة، تلمسان، باتنة 2، بجاية، بسكرة، جيجل، الأغواط، معسكر، جامعة العلوم والتكنولوجيا محمد بوضياف بوهران، وجامعة العلوم والتكنولوجيا هواري بومدين بالجزائر العاصمة.
وأوضح بيان أصدرته وزارة التعليم العالي والبحث العلمي – أمس الأربعاء – أنّ هذا التصنيف، استند إلى مجموعة مركّبة من المؤشرات الكمية والنوعية، تشمل عدد الأساتذة الباحثين والطلبة، مستوى الإنتاج العلمي وتأثيره في قواعد بيانات “سكوبوس”، بالإضافة إلى استخدام 30 مؤشرا لتوفير المقارنات الأكثر شمولا وتوازنا، موزّعة على خمسة محاور رئيسة تتمثل في: كل من نوعية التعليم العالي، نوعية البحث العلمي، الاقتباسات، الانفتاح الدولي والتأثير على الصناعة.
ويخصّ تصنيف التايمز للجامعات “Th e Young University Rankings”، مؤسسات التعليم العالي المنشأة منذ أقل من 50 عاما، فيما يتم استبعاد جميع المؤسسات التي تفتقد إلى تكوين ما بعد التدرج من هذا التصنيف أو تلك التي لم تتوفر على أكثر من 1000 مقال علمي خلال الفترة ما بين 2018 و2022 وبحد أدنى 150 مقال علميا في السنة.
وكانت جامعة جيلالي اليابس بسيدي بلعباس، قد أكدت تفوّقها حين لمعت أسماء أربعة من باحثيها ضمن قائمة 2 بالمائة من أفضل العلماء الأكثر تميّزا وتأثيرا على مستوى العالم، من بين 160 ألف باحث من 149 بلدا، وفق تصنيف أجرته جامعة ستانفورد الأمريكية عام 2023، وقد أدرجت جامعة ستانفورد الأمريكية أسماء الباحثين الأربعة استنادا إلى عدد الأبحاث المنشورة عالميا وعدد الاستشهادات بالعلماء الآخرين في الأبحاث على مر سنوات عديدة.
من جانب آخر، نشر التصنيف العالمي “ويبوميتركس” قائمة أفضل الجامعات في العالم لعام 2024، والذي عرف دخول 13 جامعة جزائرية ضمن الجامعات العالمية، بعد أن كان عدد المصنّفين به من الجامعات الجزائرية لا يتجاوز جامعتين على الأكثر، في خطوة جديدة تضاف إلى الحركية الواسعة التي يشهدها تصنيف الجامعات الجزائرية في مختلف التصنيفات العالمية.
وحسب التنصيف المذكور، جاء اسم 13 جامعة تصدرتها كل من: جامعة الإخوة منتوري قسنطينة1، جامعة العلوم والتكنولوجيا هواري بومدين بباب الزوار، جامعة أبو بكر بلقايد تلمسان، تلتها جامعات عمار ثليجي بالأغواط، العربي تبسي بتبسة، محمد خيضر ببسكرة، فرحات عباس بسطيف، جيلالي اليابس بسيدي بلعباس، جامعة 8 ماي 1945 بقالمة، قاصدي مرباح بورقلة، باجي مختار بعنابة، جامعة المسيلة، وأخيرا جامعة أمحمد بوقرة ببومرداس.
تجدر الإشارة إلى أنّ “ويبوميتركس” هو أكبر نظام لتقييم الجامعات العالمية، إذ يغطي أكثر من 20 ألف جامعة وينشر منهم 16 ألف جامعة، يصدر في إسبانيا عن المجلس العالي للبحث العلمي، وهدف التقييم هو تحسين وجود مؤسسات التعليم العالي والبحث العلمي على الإنترنت وتشجيع نشر المقالات العلمية المحكمة، وهو تقييم نصف سنوي ويعتمد على قياس أداء الجامعات من خلال مواقعها الإلكترونية ضمن معايير خاصة، منها الحجم والإشارة إلى الأبحاث والأثر العام.