في تصعيد لافت هز الكيان الصهيوني، بعد الإعلان عن تسبّب الجيش الصهيوني بمقتل ستة أسرى تم العثور على جثثهم في نفق برفح جنوب قطاع غزة صباح أمس، أعلنت أكبر منظمة نقابية لدى الكيان أمس الأحد شن إضراب شامل لكل المرافق الاقتصادية بدءا من اليوم الاثنين الذي سيشهد أيضا تحضيرات دفن 3 من عناصر الشرطة الصهيونية، كانوا قد قُتلوا صباح أمس الأحد في هجوم نفّذته المقاومة الفلسطينية على سيارة عند حاجز ترقوميا غربي الخليل بجنوب الضفة الغربية.
وتشهد شوارع مدينة القدس المحتلة تظاهرات ضد حكومة الاحتلال الصهيوني، يشارك فيها رئيس “معسكر الدولة”، الوزير السابق في مجلس الحرب في الحكومة الصهيونية، بيني غانتس، وذلك على خلفية عثور جيش الاحتلال على جثث 6 أسرى قتلوا، في آخر يومين بحسب الإعلام الإسرائيلي.
وبعد أن رفضت عائلتان من عائلات الأسرى الـ6 القتلى طلب نتنياهو التحدّث معهم، نقلت وسائل إعلام إسرائيلية، تعليقاً لرئيس “الموساد” دافيد برنياع حول الحادثة، قال فيه إنّ “الخلاف بشأن عودة أهالي غزة إلى شمالي القطاع أكثر تعقيداً من قضية محور فيلادلفيا”، مضيفاً: “موقفي الشخصي هو أنه من الأفضل الانسحاب من فيلادلفيا ونتساريم لاستعادة الأسرى، فلا حاجة عملانية لهذين المحورين”.
وبعد الإعلان عن مقتل الأسرى الـ6 الذين عُثِر على جثثهم في غزة، تم إلغاء جلسة الحكومة الصهيونية الأسبوعية التي كانت مقرّرة أمس، مع العلم أن أكثر من وزير صهيوني أبدى نيته الطلب من الحكومة الصهيونية إعادة النظر في قضية “محور فيلادلفيا” تسهيلاً للوصول إلى اتفاق يعيد الأسرى الإسرائيليين.
ونقلت صحيفة “هآرتس”، الإسرائيلية، عن مسؤول كبير في الحكومة الصهيونية، قوله إن “نتنياهو يدرك ماذا يفعل ويتصرّف بوحشية، ويداه ملطختان بالدماء”، كما صرّح وزير من “الليكود” لموقع “والاه” الإخباري الإسرائيلي، بأنّ “نتنياهو سيجد أي ذريعة ممكنة لمدّ الوقت إلى أن يموت كل الأسرى، فهو قد قرّر إنقاذ ائتلافه وعدم إنقاذ الأسرى، لقد حسم أمرهم بالموت في الأسر”.
وعلى خلفية الغضب العارم لدى جماهير من المستوطنين على سياسات الحكومة الصهيونية، نقلت وسائل إعلام إسرائيلية أن طرقات أُغلقت، مساء أمس الأحد، في جميع أنحاء الكيان خلال الاحتجاجات التي يتم التحضير لها، وأعلن كل من حاكم مستوطنة “غفعاتييم”، وحاكم مستوطنة “تل أبيب” الإضراب، اليوم الاثنين، احتجاجاً على مقتل الأسرى الستة وعدم التوصل إلى صفقة تبادل. كما قررت سلسلة من المطاعم ودور السينما وسط الكيان إغلاق أبوابها مساء اليوم تضامناً مع أهالي الأسرى.
وأصدر رئيس “الاتحاد العمالي الصهيوني” تصريحاً مشتركاً مع عائلات الأسرى، معلناً توقّف المطار عن العمل من الثامنة من صباح اليوم، معتبراً بأن “الصفقة لا تتقدّم بسبب الاعتبارات السياسية”، ودعا إلى إضراب عام يبدأ من اليوم.
بدوره طلب زعيم المعارضة الصهيونية، يائير لابيد، من نقابات العمال وأرباب العمل والسلطات المحلية لدى الكيان تعطيل الاقتصاد، وتقدّم رئيس “الكنيست” بالتماس عقد اجتماع عاجل للهيئة العامة “لبحث موضوع التوصل إلى اتفاق بشأن غزة”.
وقال لابيد إنّ “نتنياهو و(مجلس الموت) قرّروا عدم إنقاذ الأسرى الـ6 الذين كانوا على قيد الحياة في غزة، وفيما لا يزال هناك أسرى أحياء في القطاع، فلا يزال بالإمكان التوصّل إلى اتفاق، لكن نتنياهو يحجم عن ذلك لأسباب سياسية”. وأضاف بالقول إن “إسرائيل” تنهار و”من المستحيل الاستمرار على هذا النحو”.
3 قتلى من الشرطة الصهيونية
من جانب آخر، قُتل 3 من عناصر الشرطة الصهيونية صباح أمس الأحد في هجوم مسلح على سيارة عند حاجز ترقوميا غربي الخليل بجنوب الضفة الغربية، بينما دعت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) إلى تصعيد العمليات ضد الاحتلال. وأفاد الإسعاف الصهيوني بمقتل اثنين من عناصر الشرطة والحرس الحدودي على الفور وإصابة ثالث بجراح خطيرة، ولاحقا أعلن عن وفاة المصاب متأثرا بجراحه.
وفي تفاصيل العملية، قالت إذاعة “كان” الإسرائيلية إن المنفذين أطلقوا 11 رصاصة على السيارة المستهدفة قرب حاجز ترقوميا، وأظهرت مقاطع مصورة وصول وزير الأمن القومي الصهيوني إيتمار بن غفير إلى موقع إطلاق النار.
ويأتي هجوم ترقوميا بعد يومين من العملية المزدوجة التي وقعت في محيط مستوطنتين شمالي الخليل وأسفرت عن إصابة 3 إسرائيليين بينهم قائد لواء عتصيون، كما يأتي في ظل الهجوم الصهيوني المستمر لليوم الخامس على شمال الضفة الغربية، والذي أسفر عن استشهاد ما لا يقل عن 22 فلسطينيا، فضلا عن مقتل وإصابة جنود إسرائيليين في جنين.
في غضون ذلك، قالت حركة حماس إن عمليات المقاومة البطولية بالضفة الغربية وآخرها في الخليل رد طبيعي على ما وصفتها بحرب الإبادة الصهيونية في غزة والجرائم بالضفة. ودعت الحركة -في بيان- “كل من يحمل السلاح، لتوجيه الرصاص إلى صدور المحتلين الذين يواصلون ارتكاب المجازر في قطاع غزة الصامد”. كما دعت الفلسطينيين في المدن والمخيمات إلى إشعال النار في وجه الاحتلال وقطع طرق المستوطنين بكل السبل.
من جهتها، وصفت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين العملية بالبطولية، وقالت إنها “توجه رسالة قوية للعدو بأن قطار العمليات الفدائية يسير بلا هوادة”، مضيفة أن على الكيان توقع مزيد من الهجمات. وكانت كتائب القسام توعدت قبل أيام بتكثيف العمليات في الضفة الغربية ردا على العدوان الصهيوني في غزة والضفة.
من جانبها أعلن حزب الله اللبناني، أمس الأحد، استهداف مبنى يستخدمه جنود العدو في مستعمرة “المنارة” بالأسلحة المناسبة، وفي عملية أخرى استهدفت المقاومة موقع “السمّاقة” في تلال كفرشوبا اللبنانية المحتلة بالأسلحة الصاروخية، وأصابه إصابةً مباشرة، كما أعلن استهداف موقعي “راميا”، و”جل العلّام” في عمليتين منفصلتين، بقذائف المدفعية وإصابتهما إصابةً مباشرة.
ودعماً للشعب الفلسطيني الصامد في قطاع غزّة، وإسناداً لمقاومته، أكّدت المقاومة الإسلامية في لبنان أنّها استهدفت التجهيزات التجسسية في موقع “حدب يارون” بِمحلّقة هجومية انقضاضية أصابتها بشكلٍ مباشر، ما أدى إلى تدميرها، وكذلك، استهدفت المقاومة انتشاراً لجنود العدو الصهيوني في محيط موقع “المرج” بالأسلحة الصاروخية.
