أفاد عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين (نابلس)، محمد الدويكات، أنه ممّا لا شك فيه أنّ العدوان الصهيوني المتواصل على قطاع غزة، والذي يتمادى في ارتكاب حرب إبادة جماعية بحق أبناء الشعب الفلسطيني الأعزل في قطاع غزّة، ومن خلال المشاهد والصور التي وثقتها عدسات الكاميرات وتناقلتها مختلف القنوات الفضائية، ووسائط التواصل الاجتماعي وتشكيلات الإعلام البديل، كل ذلك شكّل دليلا دامغًا على وحشية هذا الكيان السافر، وعلى حقيقة هذا الكيان وما تعتنقه قيادات هذا الكيان من سياسيين وعسكريين في تنشئة الجنود الإسرائيليين على القتل والإجرام والسادية.
وفي هذا الشأن، أوضح الأستاذ الدويكات في تصريح لـ “الأيام نيوز”، أنّ إصرار الاحتلال الصهيوني على مواصلة انتهاك حقوق الإنسان وارتكاب جرائم حرب مكتملة الأركان بحق المدنيين والعزل في قطاع غزة، أسقط آخر أوراق التوت التي كانت تستُر المجتمع الصهيوني وجيشه وسلطته أمام أعين العالم، الذي كشف ادعاء وكذب قادة الاحتلال الصهيوني وكل قادة الدول، الذين ساندوا هذا الاحتلال في ترسيخ صورة أنهم هم الضحية وبأن المقاومة الفلسطينية هي التي تمارس كل أشكال الإرهاب بحق المدنيين والاحتلال الصهيوني.
على صعيدٍ متصل، أشار محدثنا إلى أنّ شعوب العالم اليوم استفاقت وخرجت من دائرة التضليل والخداع التي مارسها الاحتلال المدعوم من عدة دول غربية، وفي طليعتها الولايات المتحدة الأمريكية التي أعطته الضوء الأخضر للاستمرار في جرائمه بحق الفلسطينيين، وهي التي تدعمه بالمال والسلاح في عدوانه المتواصل على القطاع للشهر الثامن على التوالي، فاليوم نرى ملايين البشر من طلبة ونخبة يخرجون في مظاهرات حاشدة عبر مختلف مدن وعواصم العالم تنديدا بالعدوان الصهيوني، ويهتفون عاليا لفلسطين ولحرية فلسطين، بعد أن أدركوا يقينًا أنّ “إسرائيل” التي تسوق نفسها على أنها الضحية، هي في حقيقة الأمر من يمارس كل أشكال الإجرام والإرهاب بحق الشعب الفلسطيني ليس اليوم فقط، وإنما على مدار 75 سنة.
إلى جانب ذلك، أبرز الأستاذ دويكات بأنّ جيش الاحتلال لا يرتكب جرائم حرب بحق البشر في فلسطين فقط، إنما آلة الحرب الصهيونية امتدت إلى مصادرة أراضي الفلسطينيين ونهب ممتلكاتهم، إضافةً إلى الانتقام من الأسرى، فتَحتَ مظلة حالة الطوارئ، تمارَس بحق الأسرى الفلسطينيين بسجون الاحتلال الإسرائيلي جرائم ضد الإنسانية، وتدأب مصلحة السجون الإسرائيلية على التشديد ونهج سياسات انتقامية وقمعية بحق الأسرى، ما أدى إلى استشهاد عشرات الأسرى نتيجة الضرب والقمع المتواصل الممارس بحقهم، حيث أكدت كل التقارير الطبية التي وثقت هذه الجرائم أن هؤلاء الأسرى تعرضوا إلى ضرب مبرح وشديد أدى إلى الموت.
وأردف محدث “الأيام نيوز” قائلا: “إن إمعان الاحتلال الصهيوني النازي وجيشه الفاشي في ارتكاب كل هذه المجازر بحق الحجر والبشر في قطاع غزة، كشف للعالم زيف ادعاءاته وسقطت الصورة التي كان يحاول دائما أن يصطنعها لنفسه، على أنه دولة متحضرة ودولة تسودها الديمقراطية وتسعى للحفاظ على حقوق الإنسان، كل هذه القيّم الإنسانية التي دائما ما كان يحاول أن يقدم نفسه على أساسها سقطت واتضحت حقيقة ووحشية هذا الاحتلال الذي أذلته المقاومة على مرأى ومسمع من العالم، ومرغت صورته في الوحل، وأفقدته اتزانه وهيبته المزعومة في المنطقة، بتاريخ السابع من أكتوبر الماضي، فلم يجد ما يردّ به على المقاومة غير استهداف الآمنين وقصف البيوت على ساكنيها، ما أدى إلى استشهاد آلاف الفلسطينيين، معظمهم من الأطفال والنساء والشيوخ”.
هذا، ودعا الأستاذ الدويكات كلّ أحرار العالم إلى مواصلة مسيراتهم الحاشدة وضغطهم على قادة دولهم حتى يتخذوا مواقفَ واضحةً تجرم الاحتلال الصهيوني وتجرم قادة الدول والحكومات، التي لا تزال تقدم الدعم والإسناد لهذا الكيان الصهيوني الذي يواصل حربه الإبادية ضد الشعب الفلسطيني، وأن يحذوا حذو الدول الحرّة الداعمة للحق الفلسطيني، من أجل حماية الفلسطينيين وتوثيق مفاهيم الديمقراطية والمساواة والإنسانية في العالم، في ظل عجز المؤسسات الدولية التي إلى غاية هذه اللحظة لم تتمكن من لجم هذا العدوان الجائر والسماح بإدخال كل ما يلزم لقطاع غزة من مواد غذائية وصحية وغيرها من المستلزمات الإنسانية.
وفي ختام حديثه لـ “الأيام نيوز”، أكّد عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين (نابلس)، محمد الدويكات، أنّ هذه الممارسات اللاإنسانية التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي على مرأى ومسمع كل العالم، وبدعم وإسناد أمريكي غير مشروط ومنقطع النظير، تأتي كلها في إطار مساعي الاحتلال ومحاولاته البائسة واليائسة لتركيع الشعب الفلسطيني وإجباره على رفع الراية البيضاء، وهذا الأمر – بطبيعة الحال – لن يتحقق في ظل إصرار وصمود الفلسطينيين والتفافهم حول خيار المقاومة وحول خيار الصمود والثبات أمام هذا العدوان الجائر وهذه المجازر الدامية والسرقات الممنهجة، التي يتمادى ويتمايع الاحتلال الصهيوني في ارتكابها كلما أُتيحت له الفرصة.