عطاف: الدبلوماسية الجزائرية مجندة للدفاع عن مصالح القارة الإفريقية

قال وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج، أحمد عطاف، إن الطابع الفريد والمتفرد للسياسة الخارجية الجزائرية في بعدها الإفريقي، لم يفتأ يتعزز تحت قيادة رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون الذي أضفى عليه توجهاً إستراتيجيا عبر الالتزامات الهامة والمساعي الحثيثة التي بادر بها.

وأكد عطاف في كلمة ألقاها خلال فعالية اختتام الطبعة الـ1 للدورة التكوينية لفائدة الإطارات الدبلوماسية الإفريقية المعتمدة بالجزائر، أن الجزائر تمنح لأشقائها الأفارقة أكثر من ألفي منحة سنوياً للالتحاق بمختلف الجامعات والمعاهد والمدارس العليا الجزائرية، كما توفر أزيد من 500 منحة سنويا في مجال التكوين المهني.

وذكر الوزير بمشاركة دبلوماسيات ودبلوماسيين شباب من أكثر من 20 سفارة إفريقية معتمدة لدى الجزائر، في الطبعة الأولى لهذه الدورة التكوينية، قصد مد وتقوية جسور التواصل والتعاون والتآزر بين دبلوماسيات ودبلوماسي القارة السمراء والعمل يداً بيد لتعزيز صوت وتواجد ومكانة الدبلوماسية الأفريقية كلما تعلق الأمر بقضايا القارة والدفاع عن طموحاتها وتطلعاتها المتجسدة في الأمن والاستقرار والتنمية.

وتحدث وزير الخارجية عن المساعي الرئاسية التي تبرز في “إصرار الرئيس تبون على تفعيل العلاقة الترابطية الوثيقة بين التنمية والأمن لتخليص قارتنا من ويلات النزاعات المسلحة وتمكينها من مواجهة مختلف التحديات العابرة للحدود والأوطان”.

وأضاف: “وهو ما يتجسد فيما ما تقوم به الوكالة الجزائرية للتعاون الدولي من أجل التضامن والتنمية التي بادر الرئيس بتأسيسها ومدِّها بإمكانيات ووسائل معتبرة تدعم قدرتها على التحرك باتجاه العمق الإفريقي لبلادنا والمساهمة بالقدر المستطاع في تمويل مشاريع تنموية تستجيب للاحتياجات الرئيسية لأشقائنا الذين نتقاسم وإياهم هموم وتطلعات قارتنا المشروعة”.

وأكد رئيس الدبلوماسية الجزائري عزمه وتطلعه لترسيخ هذه المبادرة وتوسيعها ونشرها على أكبر نطاق ممكن، لتغذية وتنمية روح التعاون بين القيادات الدبلوماسية الإفريقية الشابة، وإشراكها في تعبيد الطريق القويم لدبلوماسية إفريقية مستقبلية، أكثر إشعاعاً وفاعلية وتحضيراً لمواجهة تحديات الغد التي تتجلى بوادرها راهناً.

وأضاف “إن التئامنا اليوم بهذه المناسبة الطيبة مَدْعَاةٌ للتأكيد على المكانة المركزية التي طالما حرصت بلادي على إيلائها لانتمائها الإفريقي ضمن أبرز وأهم أولويات سياستها الخارجية. وهي المكانة التي تتجسد في الطابع الأصلي والمتأصل للسياسة الإفريقية الجزائرية التي كانت ولا تزال طرفاً فاعلاً في التحولات الكبرى التي شهدتها قارتنا بدءاً بقضايا التحرر وإنهاء الاستعمار، ومروراً بمحطة التأسيس والتشييد، ووصولاً إلى المرحلة الراهنة وما تطرحه من تحديات وفرص يتجلى عنوانها في ثنائية الأمن والتنمية”.

وفي هذا الصدد، أكد الوزير عطاف أن “هذا الطابع الفريد والمتفرد للسياسة الخارجية الجزائرية في بعدها الإفريقي، لم يفتأ يتعزز تحت قيادة رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، الذي أضفى عليه توجهاً استراتيجيا عبر الالتزامات الهامة والمساعي الحثيثة التي بادر بها، لا سيما في المجالات الثلاثِ التالية:

أولا، إصرار رئيس الجمهورية على تفعيل العلاقة الترابطية الوثيقة بين التنمية والأمن لتخليص قارتنا من ويلات النزاعات المسلحة وتمكينها من مواجهة مختلف التحديات العابرة للحدود والأوطان.

وهو ما يتجسد فيما ما تقوم به “الوكالة الجزائرية للتعاون الدولي من أجل التضامن والتنمية” التي بادر سيادة الرئيس بتأسيسها ومدِّها بإمكانيات ووسائل معتبرة تدعم قدرتها على التحرك باتجاه العمق الإفريقي لبلادنا والمساهمة بالقدر المستطاع في تمويل مشاريع تنموية تستجيب للاحتياجات الرئيسية لأشقائنا الذين نتقاسم وإياهم هموم وتطلعات قارتنا المشروعة.

ثانيا، تبني رئيس الجمهورية نهجاً استباقياً للمساهمة في حل الأزمات والنزاعات في إطار مبدأ “الحلول الإفريقية لمشاكل إفريقيا”. وهو النهج الذي تتلخص معانيه ومقاصده ومراميه في المبادرة التي تقدم بها سيادة الرئيس لضمان حل سياسي للأزمة القائمة في دولة النيجر في وقت حاسم لِتَجَنُّبِ خيار اللجوء لاستعمال القوة، أو خيار الحرب، الذي كاد أن يرمي بهذا البلد الشقيق وبالمنطقة برمتها نحو مستقبل وخيم النتائج والعواقب.ونفس الإصرار يطبع تمسك السيد رئيس الجمهورية بإعادة تفعيل اتفاق السلم والمصالحة في مالي، المنبثق عن مسار الجزائر، على الرغم من التعقيدات الجمة التي تفرضها الأوضاع السياسية والأمنية في هذا البلد الشقيق والجار.

كما يُسْتَشَفُ هذا النهج فيما طرحه رئيس الجمهورية من أفكار ومقاربات بصفته منسق وقائد الجهود القارية المشتركة في مجال مكافحة الإرهاب، والوقاية من هذه الآفة التي أضحت تمثل، دون أدنى شك أو ريب، التحدي الرئيسي والتهديد الأكبر للسلم والأمن في عموم قارتنا، وبالخصوص في منطقة الساحل الصحراوي.

ثالثاً وأخيراً، حرص رئيس الجمهورية على تجنيد الدبلوماسية الجزائرية للدفاع عن قضايا ومصالح وأولويات القارة الإفريقية، لا سيما خلال عهدة الجزائر المقبلة في مجلس الأمن التي التزم سيادة الرئيس بتكريسها لصالح القارة الإفريقية وجعلها عنواناً رئيسياً للتضامن والتعاون والتكاتف بين الدول والشعوب الإفريقية، يقيناً منه بالمصير المشترك الذي يجمعنا في مجابهة التحديات المتربصة بنا، سواء في شقها الجيوسياسي أو في أبعادها الأمنية والاقتصادية والاجتماعية والبيئية.

الأيام نيوز - الجزائر

الأيام نيوز - الجزائر

اقرأ أيضا

آخر الأخبار
إعادة تركيب الصورة المحطمة.. ديبلوماسية ماكرون في مرآة فرنسا الاستعمارية "إسرائيل" العالقة في مستنقع الموت تسأل: هل حرب غزة بلا نهاية؟ سموتريتش على اليمين وديرمر على اليسار.. نتنياهو يحاصر العالم بالشياطين قطع غيار إلى تونس ومعدات كهربائية إلى العراق.. سونلغاز تطلق حملة تصدير طموحة أحد أقطاب الأمن لدى الكيان يجيب.. هل الصهاينة من صنف البشر؟ انتهاكات المخزن بحق الصحراويين على طاولة مجلس حقوق الإنسان بجنيف سانشيز يهنئ الرئيس تبون ويؤكد: الجزائر ستجد دوماً في إسبانيا شريكاً وصديقاً موثوقاً قوجيل: الجزائر الجديدة نجحت في تعزيز الديمقراطية والشعب اختار رئيسه بحرية وسيادة عشية المولد النبوي.. حجز أزيد من 190 ألف وحدة من المفرقعات والألعاب النارية بالعاصمة رئيس تشاد يهنئ تبون بمناسبة انتخابه لولاية رئاسية جديدة رسميا.. شريف الوزاني يغادر نادي شبيبة الساورة التمدد الصهيوني الاستطاني يهدّد مواقع التراث الفلسطينية رسميا.. عبد المجيد تبون رئيسا للجزائر لعهدة ثانية بنسبة 84.30 بالمائة للمرة الأولى.. حزب الله يقصف الجليل برشقة صاروخية كبيرة ويدمر ميركافا صهيونية مجمع “سونلغاز” يصدر توربينات لتوليد الطاقة الكهربائية نحو العراق رحلت في عيد ميلادها.. بطلة مسلسل "لن أعيش في جلباب أبي" ناهد رشدي في ذمة الله عمرة 2024.. الجوية الجزائرية تطلق خدمة جديدة تونس.. انطلاق الحملة الانتخابية للرئاسيات رئاسيات 2024.. الإعلان عن النتائج النهائية للانتخابات اليوم أسعار النفط تتجه لتحقيق مكاسب أسبوعية.. وبرنت يسجل 71,61 دولار للبرميل