يوثق يوم الحادي والعشرين من يوليو/ تموز عام 1973 إحدى الفضائح الاستخبارية التي تورط فيها جهاز المخابرات الخارجية الإسرائيلي (الموساد) في أوروبا.
فجّر ت عملية اغتيال نفذتها مجموعة إسرائيلية ضدّ من اعتقدت أنه قيادي فلسطيني في منظمة “أيلول الأسود”، العلاقات بين “إسرائيل” والنرويج، وهزت صورة “الموساد” في أوروبا من أقصاها إلى أدناها.
نفذت ‘عن طريق الخطأ’ مجموعة اغتيالات إسرائيلية عملية أطلق عليها وقتها “غضب الرب” هدفت إلى تصفية الناشط الفلسطيني حسن سلامة، أحد أبرز قيادات منظمة “أيلول الأسود” الفلسطينية وذلك في بلدة نرويجية هادئة وصغيرة تحمل اسم ليلهامر، لكن الضحية كان نادلا مغربيا يدعى أحمد بوشيخي يعمل في أحد مطاعم البلدة، بحسب هيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي”.
وعملية “غضب الرب”، هي عملية نفذتها مجموعة اغتيالات إسرائيلية تشكلت بموافقة رئيسة وزراء الكيان الإسرائيلي آنذاك غولدا مائير، لتصفية عرب وفلسطينيين في الخارج.
كان على رأس أهداف العملية ناشطي منظمة “أيلول الأسود”، التي قتلت 11 رياضيا إسرائيليا في دورة الألعاب الصيفية في مدينة ميونيخ الألمانية في أوائل شهر سبتمبر/ أيلول عام 1972.
وكان سلامة الذي وصفه “الموساد” الإسرائيلي بالأمير الأحمر، هو العقل المدبر للعملية التي هزت العالم.
وأغضبت العملية بشدة أوسلو، واعتقلت أجهزة الأمن النرويجية اثنين من منفذيها كانا يختبئان في منزل مسؤول أمن “السفارة الإسرائيلية” في العاصمة النرويجية.
واقتحمت الشرطة النرويجية المنزل وقبضت على عميلي “الموساد”، وطردت لاحقا المسؤول الأمني بالسفارة “الإسرائيلية”، ما دفع تل أبيب إلى الاحتجاج رسميا لدى أوسلو بزعم أنه لم يكن من حقها اقتحام المنزل لأن صاحبه “يتمتع بالحصانة الدبلوماسية”.
بيد أن النرويج رفضت الاحتجاج الإسرائيلي وأصرت على أن قانونها الوطني لا يسمح بـ “إساءة استغلال” الحصانة الدبلوماسية، في ارتكاب جرائم، وفق ما قضت به المحكمة العليا النرويجية التي قررت استمرار احتجاز العميلين الإسرائيليين، اللذين اعتقلا من شقة الدبلوماسي الصهيوني.
حوكم العميلان الإسرائيليان إضافة إلى 3 آخرين تم اعتقالهما لاحقا بتهمة المشاركة في عملية الاغتيال وصدرت ضدهم أحكام بالسجن، لكن تم إطلاق سراحهم لاحقا بموجب قرار عفو بعد أن قضوا جزءا من العقوبة.
أثارت عملية “غصب الرب” قلقا بالغا في أوروبا، لا سيما في إيطاليا وفرنسا وبريطانيا، حيث أبلغ القائمان بالأعمال الإيطالي والفرنسي نظيريهما البريطاني في “إسرائيل” بعد أيام من العملية “بالقلق الذي يساور حكومتيهما بسبب الطريقة التي يستخدم بهما رجال حرب العصابات الإسرائيليون أراضي الدولتين في حروبهم السرية “.