احتفى محرك البحث الشهير (غوغل)، اليوم السبت، بالفنانة التشكيلية العراقية نزيهة سليم، متيحا صورتها على واجهة الموقع، حيث ظهرت لوحة مرسومة لها في ذكرى ميلادها.
ووفقًا لوسائل إعلام عراقية، فنزيهة محمد سليم عبد القادر الخالدي الموصلي ولدت يوم 23 أفريل عام 1927، بمدينة إسطنبول في تركيا، لأبوين عراقيين، وتربت في كنف أسرة تحب الرسم والفنون الجميلة والفنون التشكيلية أيضًا.
تخرجت نزيهة في معهد الفنون الجميلة في بغداد بدرجة بامتياز، وبعدها سافرت إلى أوربا، وتحديدًا إلى باريس حيث قضت نحو 4 سنوات في دراسة الفن التشكيلي، وتتلمذت على يد الفنان العالمي فرنان ليجيه، الذي ظهر تأثيره في أعمالها التي رسمتها بعد عودتها إلى العراق.
وبعد نيلها الشهادات العليا، قضت نزيهة سنوات عديدة خارج العراق، لتعود لاحقًا وتشارك في تأسيس جمعية الفنانين التشكيليين العراقيين وتبدأ عملها مدرِّسةً لمادة الإنشاء التصويري في معهد الفنون الجميلة، ثم أكاديمية الفنون الجميلة في بغداد.
وعملت نزيهة على تأسيس مؤسسة تجمع الفنانين العراقيين الذين يمزجون بين تقنيات الفن الأوربي والجماليات العراقية، عُرفت بمؤسسة الرواد.
وتنحدر من عائلة تحب الفنون، فقد كان لها إخوة فنانون مثل جواد، الذي صمم نصب الحرية الشهير وسط بغداد، إضافة إلى سعاد سليم ونزار سليم.
ومن أبرز أعمال نزيهة سليم لوحة “بغداديات” التي استلهمت من خلالها عدة صور نسائية تعبيرية ذات ملامح مأساوية، و”شباك بنت الجلبي”، و”ليلة عرس”، و”صانع اللحف”، و”أفراح المرأة”، و”الدخلة”.
وتعرّضت أعمالها وأعمال أشقائها ووالدهم إلى السرقة كما هو حال أعمال أغلب الفنانين العراقيين التي تعرّضت للنهب عام 2003 عند الاحتلال الأمريكي للعراق.
في أعوامها العشرة الأخيرة استقرت نزيهة في بيت العائلة، وعاشت وحيدة في المنزل الذي احتوت زواياه العديد من الأعمال الفنية من لوحات وتماثيل.
وتوفيت نزيهة في المنزل الكائن بمنطقة الوزيرية ببغداد عن عمر يناهز ثمانين عامًا يوم الجمعة 15 فيفري 2008، ونعاها الرئيس العراقي جلال طالباني، وقال إنها أول امرأة عراقية رسخت ركائز الفن المعاصر، وإن وفاتها خسارة كبيرة للفن والثقافة العراقية.